أبطال غازي أباد هزوا عروش الطغيان!
الحمد لله الذي أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، الذي بعثه الله بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجعل الصغار على من كذَّبه وخالف أمره، أما بعد:
إن الجهاد منذ أسرجت خيله، وحدت سيوفه، وأعليت راياته، وأقيمت أسواقه، وهو في كنف الرحمن محلّى بالآثار، يهيئ الله عز وجل له خيرة خلقه لحمل مشعله، فتارة يدعو له نبي، وتارة ولي. يتقلب في أيدي الخيّرين الصابرين المحتسبين المضحين، ليس للمخذلين والمخالفين عليه من سبيل، كثرت فيه وعليه الأقاويل والسكاكين، وفي كل مرة تسلم الجرة، ويخرج الجهاد وأهله منتصرين، وبعناية ربهم محفوفين، فعلى الرغم من كثرة الطاعنين والمنافقين والمتربصين، هاهوالجهاد إلى اليوم يتبختر في الساح، متحديا الخصوم، مطيحا بالهام، مخرصا لأولي الألسنة الحداد، أصحاب العمائم النخرة والبطون المنتفخة والجيوب الممتلئة ..
ولننظر، فقد أخبرنا إمامنا المصطفى صلى الله عليه سلمن بمضي الجهاد إلى يوم القيامة، تقوم به العصبة المؤمنة الطاهرة الظاهرة على غيرها، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها إلى قيام الساعة.
ومنذ احتلال أفغانستان بأيدي المحتلين كان الجهاد يسيرعلى قدم وساق ويومياً يقتل العشرات من جنود العملاء والمحتلين، وربما يستشهد المخلصون على هذا المضمار. وقد يحدث أن يهجم المجاهدون على العدو فيُقتل في يوم واحد أكثر من أربعين من الجيش في كمائن المجاهدين، ولكن العملاء يتكتمون على خسائرهم ولا يجرؤون على إعلانها عبر وسائل الإعلام. ومما يجدر بنا ذكره هنا هو أنه عندما هاجم المجاهدون الأبطال بتاريخ 21 ربيع الثاني 1435 في منطقة غازي أباد بولاية كونر، تمكنوا من قتل أكثر من ثلاثين عنصراً من عناصر الجيش العميل، وجرحوا وأسروا آخرين، كما غنموا 16 رشاشاً أميركياً و3 بيكا وقاذفتا آربيجي ومدفع. فطبل العملاء وزمروا عبر وسائل الإعلام واتهموا باكستان بأنها نفذت هذه العملية، أملاً منهم في أن يغطوا هزيمتهم، ويقللوا من شأن المجاهدين وشوكتهم وقدراتهم.
والعجيب أن هؤلاء لم يقوموا بتغطية اعلامية كما ماغطوا هذا الخبر، راغبين بذلك التزوير والتضليل وإخفاء حقائق هذه العملية المباركة والغزوة الطيبة التي قصمت ظهورهم. فمن المعلوم أن عشرات من المدنيين الأفغان ارتقوا شهداء في قصف لطائرات الأمريكان، لكن هؤلاء العملاء لم يستنكروه ولم يحظى بتغطية عبر وسائل الإعلام أصلاً، وكم من حفلات الاعراس استهدفتها القوات المحتلة وقتل فيها العشرات، فهل غطوها بهذا الحجم؟
وكم من الأرياف والقرى التي أبيدت بكاملها جراء قصفهم، فهل رأينا أو سمعنا من وسائل الإعلام -التي تضاء مصابيحها من أموال الشعب- استنكاراً أو شجباً؟؟
دعونا نسألهم لماذا سكتوا عن مجزرة تشرخ عندما قام العدوالمحتل كعادته بغارة جوية عنيفة بواسطة طائرة بدون طيار في مديرية تشرخ بولاية لوجر في الساعة الثالثة والنصف فجر يوم الخميس 6/3/2014م، والذي نتج عن هذا الهجوم الجبان مقتل وإصابة عدد كبير من الأفغان الذين يعتبرهم العدو المكار أنهم أصدقاؤه، ويمجدهم باسم جنود الجيش الوطني، فلماذا الصمت المطبق على هذه المجزرة؟ والإكتفاء بالشجب الشفهي، لماذا !؟
أسئلة يعرفها المعاندون تماماً، ولكنهم لايعرفون لماذا كانوا كذلك في ذلك الوقت؟ ولايعرفون لِمَ لم يعلنوا الحداد آنذاك؟ ولايعرفون لِمَ لم يكونوا يألموا لصرخات اليتمامى وأنين الثكالى؟
نعم؛ إن الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فإدارة كابول العميلة ليست مستقلة، ولا ذات سيادة؛ بل هي تسير وفق إرادة الصليبيين المحتلين، وتتحرك بإشارتهم ولاخيار لها سوى تطبيق ما يأمرها به الصليبيون.
هنيئاً لأبطال غازي أباد وتحية ميمونة نزجيها إلى سواعد أولئك الأبطال الشجعان الذين دوخوا الأعداء والعملاء بهجومهم الصاعق، وأثبتوا بأن راية الجهاد لم تزل خفاقة تدفع الظلم، وتقيم الحق، وتطرد المحتلين والعملاء، وفي نهاية المطاف تأتي بالمسلمين.
وإن الجهاد الذي يذيق المسلمين لذة الحياة السعيدة، ويلبسهم ثوب العزة والكرامة، ويرفعهم إلى القمة السامقة من هذا الدين، فيصيبوا ذروة سنامه، لن يقف عند حد، حتى يطهر أرض الإسلام من دنس الكافرين المحتلين، وظلم المجرمين، ولؤم المنافقين، وينقذ البلاد من نيرالاستبداد والاحتلال، ويقيم دولة الإسلام قوية عزيزة مكينة ترفع لواء الحق، وتقيم ميزان العدل، ويستنير الناس بنور الإسلام، وتؤدي حق الله فيما فرض عليها من الشهادة على الناس بالحق، فتحرر الإنسان من ظلم الإنسان وعبوديته، وتكرمه بكرامة الله لعباده، فيدين بدين الله الحق، فتكون بذلك خير أمة أخرجت للناس، والأمة الوسط التي قال الله فيها: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}. البقرة:143.