أبواب الخير المفتّحة في أفغانستان
لن ينكر أحد إحسان الشعب الأفغاني ومعروفه إلى شعوب العالم وخاصة المسلمة منها؛ فقد خاض هذا الشعب المسلم حربين ضروسين ضد إمبراطوريتي الشر والإجرام السوفيتية والأمريكية خلال العقود الماضية، وتصدى لحملات أعداء الإسلام التي كانت تستهدف العالم الإسلامي أجمع وتهدده.
فكلنا يعلم أن الدب الروسي كان يطمح إلى الوصول للمياه الدافئة أو البحر المتوسط واكتساح العالم الإسلامي، وكذا الحال لو لم يصمد المجاهدين الأفغان أمام العدوان الأمريكي الغاشم في أفغانستان لتفاقم شرها واستفحل ولاحتلت بلداً مسلما آخر.
ولا يخفى على أحد أنه بمقاومة وصمود المجاهدين الأفغان أمام الإحتلال الصليبي في أفغانستان؛ وقى الله كثيراً من بلاد الإسلام من الإحتلال المباشر لأمريكا. وإننا لن نكون مبالغين إذا سمينا أفغانستان درع الأمة الإسلامية.
ولذلك اشتهرت أفغانستان في الأدبيات الجهادية بأرض العزة والإباء والجهاد والشهداء، ولا شك أنها أرض الشهداء لأنها قدمت ملايين الشهداء دفاعا عن الإسلام والمسلمين، إن أفغانستان بلد الأرامل والثكالى والأيتام، وما أكثرهم في بلاد الأفغان! فهناك عوائل تجد فيها عشرات الأيتام وعدد من الأرامل والثكالى.
وكلنا يعلم أن الكثير من سكان أفغانستان يعيشون حالة متفاقمة من الحاجة والعوز بسبب الحروب المتوالية والإحتلالات المتتالية، فهم في أمس الحاجة إلى دعم ومساعدة أهل الخير من المسلمين.
وعلى الشعوب المسلمة أن تشكر الشعب الأفغاني بإحسانه ومعروفه إليهم، عليهم أن يقابلوا المعروف بالمعروف، عليهم أن يكافئوه، وعليهم أن يسعوا إلى تخفيف المعاناة عن هذا الشعب المنكوب المقهور الذي أنهكته الحروب وأفقره الإحتلال، عليهم أن يلبوا احتياجات هذا الشعب المسكين الفقير.
أيها المسلمون إن تقاعسكم عن العمل الخيري والإغاثي في أفغانستان يمهد الطريق ويفتح المجال للمؤسسات التنصيرية لاستغلال حاجة الناس بنشر عقائدهم الباطلة والمحرفة، فلا تتركوا إخوانكم فريسة للإحتلال الصليبي التنصيري.
إن أمريكا وحلفاءها هم الأعداء الألداء الذين لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة، ويسعون لإفساد دين المسلمين ودنياهم وإهلاك حرثهم ونسلهم، ولا يتقاعسون عن إرتكاب أية جريمة في سبيل استمرار الحروب الطاحنة في بلاد المسلمين، وإننا لم نر من الإحتلال إلا القصف والقتل والقنابل الحارقة والأسلحة المدمرة ونهب الثروات واستنزاف الخيرات.
لجنة الأيتام والمعاقين:
إن الإمارة الإسلامية قامت بتشكيل لجنة خصيصاً لهذا الأمر تُسمى (لجنة الأيتام والمعاقين)، وهي لجنة تهتم بشؤون الأيتام والأرامل وعوائل الشهداء والأسرى والمستضعفين، وتسعى لقضاء حوائجهم وسد فاقتهم.
وتزامناً مع شهر رمضان المبارك، قامت هذه اللجنة بتوزيع سلال غذائية على العوائل الفقيرة والمحتاجة في مختلف ولايات أفغانستان.
وقد احتوت هذه السلال على أهم المواد الغذائية كالدقيق، والأرز، والسكر، والزيت وبعض الحبوب الأخرى، وقد تم نشر فيديوهات وصور توزيع المساعدات على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى الصفحة الرسمية للإمارة الإسلامية.
انطلقت هذه السلسلة من المناطق الشمالية ثم في الولايات الشرقية؛ ننجرهار ولغمان وكونر، ثم امتدت إلى الولايات الجنوبية؛ باكتيا وبكتيكا، واستفادت منها آلاف من العوائل المحتاجة في مختلف أنحاء البلد.
إن الإمارة الإسلامية تنفذ عدة مشاريع خيرية وإغاثية في أفغانستان، وتجمع التبرعات والزكوات والصدقات من المسلمين وتوصلها إلى مستحقيها بكل أمانة وشفافية، نشير إلى بعض هذه المشاريع باختصار:
– مشروع كفالة الأيتام والمعاقين وتعليمهم. وقد أنشأت عدة دور للأيتام في مختلف أنحاء البلد.
– مشروع بناء المساجد وإنشاء المدارس وإصلاح الشوارع والطرقات في المناطق المفتوحة.
– مشروع توزيع سلال المواد الغذائية على العوائل الفقيرة والمحتاجة في مختلف أنحاء البلد.
– مشروع كفالة عوائل الشهداء والأسرى. وتنفق الإمارة الإسلامية آلاف الدولارات شهرياً على كفالة ومواساة هؤلاء المحتاجين.
– مشروع فكاك الأسرى والمعتقلين وفداءهم.
فهلم يا باغي الخير فإن أبواب الخير بمصراعيها مفتوحة أمامكم في أفغانستان، تعالوا فكوا العاني، اكفلوا الأيتام والأرامل، سدوا حاجة المحتاجين والفقراء والبائسين والمعوزين والعجزة المضطرين، وما أكثرهم في بلاد الأفغان! ساهموا في بناء المساجد والمدارس وحفر الآبار وإصلاح الطرقات.
كما نرجو من الإمارة الإسلامية أن تكثف من جهودها لفتح قنوات اتصال مع الجمعيات الخيرية وحكومات البلاد الإسلامية، لتعزز من أنشطتها الإغاثية في أفغانستان، خاصة في المناطق المحررة والمطهرة من رجس الإحتلال.