الاقتصاد الأمريكي يترنّح بعد حرب أفغانستان
منذ 6 أعوام ونصف الشعب الأميركي يعيش إمّا في حالة جمود اقتصادي أو حالة تراجع معيشي، كما أن نحو نصف الأميركيين أصبحوا يفتقرون إلى السيولة النقدية.
نشر “بول كريغ روبرتس” بحثاً بعنوان (كيف قتل اقتصاديونا وصانعو سياساتنا اقتصادنا) كشف فيه كيف أن المؤسسات الأميركية ترسل رؤوس أموالها، إلى ما وراء البحار، ما يعني أن الدخل والقاعدة الضريبية وفرص العمل التي ترتبط بالوظائف إنما تذهب إلى الخارج. وأنه عندما سُمح للبنوك بأن تصبح مستقلة عن تقلبات السوق، جعلوا منها عبئاً على الاقتصاد. وحذّر الاقتصادي الأميركي “أندريه دامون” من احتمال أن تواجه الولايات المتحدة في المستقبل القريب جموداً اقتصادياً، ونسبة عالية في البطالة. ففي أميركا اليوم عشرة ملايين عاطل بعدما كان العدد 6.8 مليون في العام 2007م. وأن 3.6 مليون أميركي انتقلوا إلى حالة البطالة منذ 30 أسبوعاً. وهذا الرقم يزيد ثلاث مرات عما كان عليه في عام 2006م. وهذا معناه أن واشنطن تحمل حلفاءها مسؤولية تعويضها عما أصابها من الضرر.
وذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية قبل أیام أن الولايات المتحدة رغم خططها التي كانت ترمي إلى الانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية العام الماضي إلا أنها تبقي على ما يقرب من 10 آلاف جندي في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى. مشيرة إلى أنها لا تخطط لتقليص قوام هذه القوة قبل عام 2017م.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في سياق تقرير عن الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بعنوان “متى سترحل القوات الأمريكية عن أفغانستان؟”، إلى أن التواجد العسكري الأمريكي في كابول لا يتناقص، في ظل صحوة طالبان والصراعات المستمرة ضد عناصر تنظيم القاعدة وتنظيم “داعش” وذلك على الرغم من التعهدات السابقة بالانسحاب. وبحسب التقرير، فإن العمليات الأمريكية في إطار مكافحة التهديدات الإرهابية وتدريب قوات الأمن الأفغانية مستمرة في البلاد، بمشاركة 9800 جندي على الأقل خلال العام الجاري، بتكلفة قدرها 15 مليار دولار سنوياً.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن التواجد الأمريكي في أفغانستان بدأ قبل عقد من الزمان، وبلغت كلفته خلال تلك الفترة أكثر من تريليون دولار، وتم نشر حوالي 100 ألف جندي في المنطقة.
ورأت أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت رسمياً عن نيتها سحب غالبية قواتها من أفغانستان في عام 2014م، غير أن هذه الخطط تم تأجيلها على أن يبدأ الخفض في عام 2017 على أقرب تقدير. وتابعت القول: عند تلك المرحلة، فإن ما يقدر بنحو 5500 جندي أمريكي سيتم الإبقاء عليهم للعمل مع القوات الأفغانية والحفاظ على الوجود الأمريكي هناك، فيما لم تعلن واشنطن أي خطط لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي بشكل كامل في أفغانستان.
ومن جانبها قالت “ميشيل فلورني”، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأمريكي الجديد -وهو مركز بحثي متخصص في أبحاث الأمن والاستراتيجيات- إن سرعة ومدى الانسحاب الأمريكي من العراق، درس وعبرة، مشددة على أن أفغانستان “ليست المنطقة التي تريد واشنطن التخلي عنها”.
ومع انخفاض متوسط معدل النمو الاقتصادي للولايات المتحدة في عهد أوباما، ترتفع نسبة الدين العام بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي بشكل متزايد خلال فترة حكمه، ففي أعوام 2006م، و2007م، كان الدين يُمثل 35% من الناتج الإجمالي المحلي. وفي عام 2008م، ارتفعت تلك النسبة قليلًا لتصل إلى 38%، لكن يبدو أن مؤشرات ارتفاع تلك النسبة بدأت في التزايد تزامنًا مع عام 2009م؛ ليصل أوباما إلى الحكم ونسبة الدين قد تعدت نصف إجمالي الإنتاج المحلي بـ2%، ولترتفع تلك النسبة بشكل ملحوظ في عام 2010م وصولاً إلى 61%. واستمرت تلك النسبة في الارتفاع بوتيرة أقل، حتى وصلت في نهاية عام 2015م إلى 75%، أي أعلى بدرجة واحدة عن عام 2014؛ لتسجل في عامها الأخير أبطأ معدل للنمو خلال فترة حكم أوباما.
من هنا نرى أن دعوات المسلمين في أرجاء العالم لم تذهب سدىً عندما كانوا يدعون في الأسحار: اللهم عليك بأمريكا ومن حالفها. اللهم زدهم خسارة على خسرانهم . اللهم دمر اقتصادهم، وازرع الرعب في قلوبهم و اجعل بأسهم بينهم شديد. اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ومكّن لهم في الأرض وكن لهم عوناً و ناصراً و هادياً.
اللهم انسف امريكا ومن عاونها وساندها وعجل بهلاكها. اللهم عجل بهذا اليوم لتثلج قلوب المسلمين، واحفظ أمتنا. اللهم أتمم علينا نعمتك والعاقبة للمتقين. اللهم دمّر ديارهم، اللهم أبد حيواناتهم فلا يجدون شيئاً يأكلونه، اللهم سمم مياههم فلا يجدون شيئاً يشربونه. اللهم أرنا في أمريكا وأذنابها عجائب قدرتك يارب العالمين!