
أتمر يكذب للعالم
كذب محمد حنيف أتمر – مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني- مرّة أخرى في سفره الأخير إلى الغرب، وتشدّق بكل وقاحة أنّ سبب هزيمة الحرب الأمريكية واستمرارها هي باكستان لأنها أخذت عوائل الطالبان الذين يريدون السلام كرهائن، وتجبرهم للقتال.
إنّ فعل أتمر ليس بجديد، بل كان هذا عملهم وديدنه في عهد السوفييت حيث كان هو ومن معه من الشيوعيين يبثّون أنذاك هذه الدعايات للعالم ويكأنّ المجاهدون يجاهدون في أفغانستان لصالح باكستان، ويبدو أنّ أتمر كان يحب بأن يستسلم الأفغان ويقبلوا العبودية أمام احتلال بلادهم بأيدي السوفييت، فالذين كانوا يقاتلون لاستقلال البلاد وحريّتها عن طوق الاحتلال، وكانوا يقاتلون لأجل الدين والوطن والشعب كانوا مسلحين أنذال يقاتلون لصالح باكستان في اعتقاد أتمر.
ولم يغيّر أتمر عقيدته الشيوعية السابقة حتى اللحظة بل يرى أن يخرس الأفغان أمام الهجمة الأمريكية واحتلالها للبلاد، ويخاطبون الأمريكان بأنهم إخوانهم وأصدقاؤهم، ومن دافع عن نفسه ودينه وشعبه وبلاده فهو في رأي أتمر وأذناب أميركا إرهابي مقاتلٌ أجنبي أو يعمل لصالح الأجانب.
فالجند الذي يقاتل الأمريكان وأذنابهم، والشعب الذي يساند هذا الجند بالأموال والأنفس، يعرفون زعيمهم وقائدهم عن كثبٍ، ويعتقدون بالإبرام بأنّهم لن يضحّوا بشعبهم ومصالح بلادهم ببضاعة مزجاة بخيسة لصالح الدول المجاورة.
فليعلم أتمر ومن معه من الشياطين الآخرين بأنّ مسؤولي الإمارة الإسلامية ومن بأيديهم قيادتها، مستعدّون تماماً للتضحية والفداء لأجل المصالح الدينية والوطنية، ولكنهم لاولن يذعنوا أبداً بوصية الأجانب لحظةً، ولا الجهاد العظيم يتقدّم بالصفقات الخفية والمواقف الضعيفة.
انظروا إلى فقاعة أذناب أمريكا الخاوية على إصرارهم بأن يفاوضهم مجاهدوا الإمارة الإسلامية مع أنّ آلاف الأميركان متواجدون في قواعدهم وثكناتهم بأفغانستان، وأرض أفغانستان وسماءها باختيار الأمريكان، وأنّ اختيار العملاء أيضاً في قبضة الأجانب من الأميركان في باغرام ومع ذلك يتفوّهون بالسلام معهم.
فالسلام الذي وراءه أتمر وأذنابه لن يذعن به مواطنٌ أفغاني أبي ولن يقبله أصلاً إنْ كان يتمتع بشيء من الإنصاف فكيف يقبله مجاهدوا الإمارة الإسلامية.