غيض من فيض عام 2015م
مع مضي عام 2015م، يكون الاحتلال في أفغانستان قد أتمّ 14 عاماً، عانى خلالها الشعب المضطهد والمسلمون الضعفاء أقسى المعضلات والمشكلات في مختلف نواحي معيشتهم سواءً من الناحية الأمنية أو الاقتصادية أو التعليمية والصحية وغير ذلك. ولم يكتفِ العدوّ المحتل باقتراف أفظع أشكال الظلم فحسب؛ بل صنع أذنابه العملاء ليقترفوا -إلى جانبه- أشنع المظالم وأفظعها وأوجعها في حق الضعفاء والمساكين من بني الأفغان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبجانب هذه المخازي والجرائم، لم تضعف همم المسلمين من الشعب الأفغاني؛ بل وقفوا بجانب إخوانهم المجاهدين الأبطال ضد الصليبيين والمحتلين وعملائهم، ولقنوهم خلال هذه السنوات الفائتة دروساً لن ينسوها على مدى الأعوام بل والقرون اللاحقة، فقد سقط الآلاف منهم قتلى وجرحى، كما أن الكثير منهم انتحروا بسبب معاناتهم من الأمراض النفسية. وعلاوة على ما ذكرنا تكبّد الأعداء خسائر مالية فادحة تقدّر بملايين الدولار.
لقد حقق المجاهدون خلال عام 2015م مكتسبات جهادية باهرة، واستطاعوا أن يفتحوا مناطق كثيرة، وجاؤوا من القرى إلى المدن ومن المديريات إلى مراكز الولايات. وبلغت عمليات المجاهدين جميع أنحاء البلاد، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.
ولم تكن نشاطات المجاهدين منحصرة في النطاق العسكري، بل تعدته إلى مجال السياسة والثقافة والإعلام والتعليم والتربية، مما أرغم العدوّ على الاعتراف.
وفيما يلي نلقي الضوء على أهم وقائع العام المنصرم، فما لا يدرك كله لا يترك جله، وقد اعترف بها العدوّ نفسه، وليس بإمكاننا أن نذكرها بالتفصيل إلا أننا سنأتي على بعضها بالإيجاز.
خسائر الأعداء المحتلین:
لقد تکبّد العدوّ الصليبي المحتلّ، کحاله في بقیة الأعوام المنصرمة، خسائر فادحة عام 2015م في أفغانستان، ولکن کما نعلم بأنه يعمد إلى سياسة التکتیم والتضلیل والتعتیم حول الأرقام الحقیقية لعدد القتلى المحتلين الذين يلاقون حتفهم في أفغانستان، حيث يكون العدد الحقيقي أضعاف ما یعترف به العدوّ. ولكن انسحاب بعض المحتلين من أفغانستان وتقوقع المتبقين في القواعد والحصون أدى إلى تقليل خسائرهم مقارنة بالأعوام الماضية. ولكن على الرغم من ذلك، لا زال العدو المحتل يتكبد خسائر لم يكن يتوقعها.
والمحتلون اعترفوا بشيء بسيط من الخسائر التي تلقوها عام 2015، لكن اعترافاتهم لم تشمل القتلى العاديين ولا المقاتلين الذين يقاتلون لصالح المؤسسات الأمنية. وقد نشرت دورية فارن باليسي الأميركية في غرة شهر يونيو تقريراً مفصلاً عن المقاتلين المحتلين الأميركيين، حيث أفاد هذا التقرير أنّ أوباما لم يتكلم خلال حفل تأبين قتلى الأميركان في أفغانستان عن القتلى المتعاقدين مع الشركات الخاصة التي تقاتل في أفغانستان والتي يصل عدد قتلاها إلى 1592 مقاتل. ويضيف التقرير: هذا في حين أن هؤلاء المقتولون نسبتهم 64% من القتلى المحتلين الذين قتلوا في أفغانستان.
و أردفت هذه الدورية: بأن البنتاغون يمتنع عن ذكر تفصيل حول هؤلاء الجنود التابعون للشركات، إلا أن الوثائق تفيد بأن أميركا أرسلت بمقدار الجنود الذين أرسلتهم في أفغانستان والعراق، جنوداً آخرين للشركات الخاصة وجنود متعاقدين لأجل الدولار، ولكن البنتاغون أخفى هذا الأمر عن شعبه لكي لا يعرف الناس مدى خسائر المحتلين. إذن فالإحصائيات التي تنشر بين الفينة والفينة عن القتلى الأميركيين، ليست إلا للجنود الرسميين ولا تشمل قتلى جنود الشركات الخاصة.
ووفق ما اعترف به العدوّ المحتل، فإن عدد قتلاه خلال عام 2015م وصل إلى 27 قتيلاً، 22 منهم يحملون الجنسية الأميركية، و 2 منهم يحملون جنسية البريطانية، و3 منهم من البلاد المحتلة الأخرى.
ویصل العدد الإجمالي لقتلی الاحتلال الصلیبي طيلة أعوام الاحتلال إلی 3512 قتیلاً، 2378 منهم یحملون الجنسیة الأمریکیة و455 منهم يحملون الجنسیة البريطانية، والباقون ینتمون إلی جنسیات أخری من قوات الاحتلال الأجنبي.
غير أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أنّ ما يعترف به العدو من عدد قتلاه لا يصل لعشر معشار ما يدور على واقع الساحة الأفغانية من خسائره الحقيقية.
وتتربع ولاية هلمند الحدودية على رأس الهرم من حيث حجم الخسائر التي تلقاها العدوّ، حيث قُتل في هذه الولاية 955 من الجنود الأميركيين، ثم تليها قندهار التي قُتل فيها حوالي 555 من الجنود الأميركان، ثم كابول التي قُتل فيها 189من الجنود الأميركان.
وليست ثمة إحصائية دقيقة عن عدد الجرحى، إلا أن بعض التقارير تحكي عن آلاف الجرحى وآلاف آخرين يعانون من الأمراض النفسية العصيبة.
وأفادت وكالة “جلوب” يوم الأربعاء 4 من نوفمبر، بأن 53 من الجنود انتحروا وهم من الجنود القادمين من الحرب، وكانوا منخرطين أيضاً في بلادهم بالخدمة العسكرية. وقد أثار ارتفاع وتيرة الانتحار قلق وزارة الدفاع الكندية.
الخسائر في صفوف العدوّ العمیل:
مع ازدياد ضربات المجاهدين وفتوحاتهم، وفرار المحتلين، ازدادت الخسائر في صفوف العملاء، وقد اعترف رئيس أوبراسيون لوزارة الدفاع للإدارة العميلة يوم السبت 20 من يونيو في حوار له مع إذاعة «آزادي» الفارسية بأن الستة شهور الأولى للعام الحالي كانت أدمى من العام المنصرم، وأنهم تكبدوا فيها خسائر باهظة. ووفقما قال هو بأن الخسائر ارتفعت بمعدل 75%.
واعترفت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان صادر لها يوم الأربعاء 16 من ديسمبر بأن الخسائر في صفوف جنودها ارتفعت 27% مقارنة بالعام الماضي. وبات المجاهدون تحدياً كبيراً أمام المحتلين وعملائهم.
وعلاوة على ذلك، كتبت صحيفة “شبيغل” الألمانية بتاريخ 10 من يناير 2016م بأن الجيش الأفغاني الذي أسس بمساعدة الاتحاد الأممي وبتكلفة المليارات، ليس لديه القدرة على إدارة العمليات العسكرية. وقُتل خلال العام الماضي ما معدله 22 جندياً كل يوم، وهذا يعني ارتفاع الخسائر في صفوفه 42% مقارنة بالعام الذي قبله.
والاعترافات المذكورة تدل على ازدياد الخسائر في صفوف العملاء، ولكن الرقم الحقيقي من الخسائر يتكتّم عليه الأعداء.
فرار العملاء:
وفي عام 2015م أفاد مركز استخبارات أميركا بأفغانستان عن فرار 30 ألف جندي خلال عام 2014. وجاء في التقرير : لقد هرب 20% من الجنود حتى أكتوبر عام 2014.
وعلاوة على هذا، كتبت دورية بارين باليسي نقلاً عن سيجار: لقد تم إصدار 300 ألف بطاقة للشرطة، والحقيقة أن عدد الشرطة الموجود هو 150 ألف شرطي.
الخسائر الماديّة للعدوّ المحتلّ:
یتکبد العدوّ الأجنبي خسائر كبيرة رغم التقوقع في القواعد الکبیرة والمراكز المحصنة ، ففي کل شهر تدمر له مئات السیّارات والدبابات والطائرات والوسائل الأخری جراء عملیات المجاهدین.
وعلاوة على تلك الخسائر، فقد أنفق ملايين الدولاررات على الجيش العميل مفكك الأوصال.
بتاريخ 20 مارس، نقلت إحدى القنوات الألمانية عن وزارة الدفاع الألمانية بأن حرب أفغانستان كانت دامية بالنسبة للألمان، وتقدر نفقاتها بحوالي 8.8 مليار دولار. وقال مصدر عن وزارة الدفاع بأن إخراج الجنود والآليات عام 2014م كلّفهم زهاء 66.2 مليون يورو.
ووفق أحد التقارير فإن حرب أفغانستان كلفت أميركا ما يقارب 3 تريليون دولار.
وفيما يلي نلقي الضوء على أهم الخسائر المادية التي لحقت بالعدوّ خلال عام 2015م:
في 4 من فبراير لعام 2015 تمّ إسقاط مروحية للمحتلين في مديرية نازيان بولاية ننجرهار. وفي 27 من نفس الشهر، أسقطت طائرة بلا طيار للمحتلين في مديرية تشرخ بولاية لوجر.
وفي غرة شهر مارس أسقطت طائرة بلا طيار أخرى للمحتلين في مديرية نادعلي بولاية هلمند.
وفي شهر مايو أسقطت مروحية للعدوّ في مديرية خاك جبار بولاية كابول، ومروحية في مديرية ده يك بولاية غزني، ومروحية في مديرية ناوي بولاية غزني، ومروحية في مديرية مرديان بولاية جوزجان. كما أسقط المجاهدون الأبطال طائرة بلا طيار للمحتلين كانت تحلق فوق مديريتي يعقوبي وصبري بولاية خوست، ومروحية في مديرية كوه صافي بولاية بروان.
وفي شهر يونيو، تكبد العدو خسائر فادحة جراء سقوط المديريات، ووقوع عشرات السيارات، والأسلحة والذخائر، وعلاوة على ذلك أسقطت مروحية للمحتلين في مديرية نيونى بولاية قندهار.
وفي شهر أغسطس، أسقطت مروحية للمحتلين في مديرية شنكي بولاية زابول، وطائرة بلا طيار في ولاية كابيسا.
وفي شهر سبتمبر، تكبد العملاء وأسيادهم الأجانب خسائر مالية في ملحمة قندوز والمديريات المتاخمة لها، وخسروا عشرات السيارات والدبابات، سواء التي دُمّرت أو التي غنمها المجاهدون، وعلاوة على ذلك سيطر المجاهدون على عشرات القواعد والثكنات المحصنة بمافيها من المعدات والذخائر. كما تمكن المجاهدون من إسقاط مروحية للعملاء في شهر سبتمبر في ولاية لوجر.
وفي شهر أكتوبر أيضاً أسقطت طائرات مختلفة للعدوّ في مناطق مختلفة، منها طائرة من طرازc-130 في ضواحي مدينة جلال آباد، وطائرة أخرى في مديرية باغرام بولاية بروان، ومروحية للمحتلين البريطانيين في ولاية باميان، ومروحيتين للمحتلين في ولاية لوغر، وطائرة نفاثة للمحتلين في مديرية سيد كرم بولاية بكتيا، واعترف العدوّ بأن هذه أول طائرة نفاثة من طراز اف 16 تسقط، وقيمتها تقدر بـ 100 مليون دولار.
واستطاع المجاهدون أن يسقطوا خلال شهر نوفمبر أن يسقطوا 3 من طائرات العدوّ. أولى هذه الطائرات أسقطت يوم الخميس 5 من نوفمبر في مديرية موسهي بولاية كابول، وفي يوم السبت 24 من نوفمبر أسقطت طائرة أخرى في مديرية بشتونكوت بولاية فارياب، وفي الغد أسقطت طائرة بدون طيار في مديرية كوه صافي بولاية بروان.
عمليات خيبر وعمليات العزم الجهادية:
أطلق أبطال الإمارة الإسلامية اسم عمليات خيبر على عملياتهم الجهادية عام 2014م، فأربكت هذه العمليات العدوّ وأنهكته، وكانت لهذه العمليات مكتسبات كبيرة، منها الهجوم على قندوز بتاريخ 3 من يناير، والهجوم على أكاديمية للشرطة في ولاية خوست في 7 من يناير، والعمليات الاستشهادية على مركز لشكرجاه بولاية هلمند في 22 من يناير، وتمّ استهداف مبنى محكمة الاستئناف بولاية بلخ يوم الخميس 9 من أبريل من قبل جماعة من المجاهدين الانغماسيين، فقتل وجرح جراء ذلك 60 من المحققين والموظفين في هذه الإدارة، وقد كانت هذه العملية رداً على معاملة العملاء السيئة للأسرى في هذه الولاية.
وبتاريخ 24 من أبريل 2015م انتهت العمليات الناجحة التي أطلقت عليها الإمارة الإسلامية اسم «خيبر» والتي قتل وجُرح فيها الآلاف من المحتلين والعملاء، وأسمت العمليات الجديدة بـ «عمليات العزم».
وكان للعمليات الجديدة مكتسبات جهادية رفيعة، منها: سقوط مديرية إمام صاحب بولاية قندوز بتاريخ 27 من أبريل، وسقوط مديرية يمجان بولاية بدخشان بتاريخ 6 من شهر يونيو بأيدي المجاهدين، حيث تم تطهيرها من لوث العملاء بالكامل. وفي يوم الأحد 14 من يونيو سقط مركز القيادة الأمنية لمديرية باغران بولاية هلمند بأيدي المجاهدين. وفي 18 من يونيو سقط مركز القيادة الأمنية بمديرية موسى قلعه بعد قتال شديد بأيدي المجاهدين. وفي اليوم نفسه حذر وزير الداخلية من خطر سقوط 12 ولاية بأيدي المجاهدين.
وقد اعترف يوم الأربعاء 17 من يونيو أعضاء المجلس البلدي لولاية هلمند بأن جميع مناطق مديرية كجكي بأيدي المجاهدين.
وبعد أيام قليلة من سقوط مديرية يمجان شمالي البلاد، أفادت الأنباء عن سقوط مديرية جاردره بولاية قندوز بأيدي المجاهدين، وبعد يومين فقط، شن المجاهدون الأبطال هجوماً على مديرية دشت أرتشي في هذه الولاية.
وفي 22 من يونيو شهد مجلس النواب أو البرلمان المصطنع هجوماً قوياً من قبل المجاهدين، وقد أتى هذا الهجوم في وقت الإدلاء بالآراء لتعيين وزير الدفاع.
وأعلنت وكالات الأنباء يوم الجمعة 26 من يونيو سقوط مديرية وانت وايجل بولاية نورستان بأيدي المجاهدين، وإن أنكر العملاء ذلك، إلا أن الحقائق الموثقة تؤيد المجاهدين.
وفي يوم الجمعة 7 من أغسطس، قام أحد الفدائيين البواسل بتفجير حزامه الناسف في أكاديمية الشرطة مما أودى بهلاك 26 من الموظفين وجرح آخرون. و في اليوم ذاته هزت أربعة انفجارات العاصمة الأفغانية، كان أحدها يستهدف مركزا للنيتو، قتل جراء ذلك 9 منهم باعترافهم.
وفي يوم الأربعاء 19 من شهر أغسطس، سيطر المجاهدون الأبطال على مديرية نوزاد بولاية هلمند، كما سيطروا في 23 من هذا الشهر على مديرية كوهستانات بولاية سربل.
ولم يمض على فتح مديرية كوهستانات سوى ثلاثة أيام حتى قام المجاهدون بفتح مديرية موسى قلعه، إحدى أحصن القواعد للمحتلين و أذنابهم العملاء، فسيطر المجاهدون عليها. كما قام مجاهدوا الإمارة الإسلامية بفتح مديرية شيرين تجاب بولاية فارياب، وقاموا بقتل عدد كبير من الصحوات والميليشيات العميلة.
وفي يوم الجمعة 11 من سبتمبر سيطر المجاهدون على مديرية راغستان، كما سيطروا في غرة شهر أكتوبر على مديريات تاله وبرفك بولاية بغلان. وفي 8 من شهر أكتوبر، بسط المجاهدون سيطرتهم على مديريات خواجه موسى، وجزراب بولاية فارياب. وفي 11 من نفس الشهر سقطت مديرية غورك بولاية قندهار بأيدي المجاهدين.
وفي 14 من أكتوبر، سقطت مديرية بالابلوك بولاية فراه بأيدي المجاهدين. كما بسط المجاهدون الأبطال نفوذهم على مديرية غورماتش ببادغيس في 18 من أكتوبر.
وسقطت مديرية غوريان بولاية هيرات بتاريخ 21 من أكتوبر، ومديرية خروار بولاية لوغر بتاريخ 26 من أكتوبر، ومديرية درقد بولاية تخار بتاريخ 28 من أكتوبر بأيدي المجاهدين.
وضمن سلسلة فتح المديريات بأيدي المجاهدين، استطاع مجاهدوا الإمارة الإسلامية يوم الأربعاء 18 من نوفمبر أن يبسطوا سيطرتهم على مديرية يمجان بولاية بدخشان. وفي يوم الخميس 26 من نوفمبر استطاع المجاهدون أن يطهروا مديرية ده مرده بولاية سربل من لوث الأعداء.
هذا وقد اعترف مدير مديرية إمام صاحب في 9 من نوفمبر بأن 40% من هذه المديرية بأيدي المجاهدين.
وفي 2 من ديسمبر حذر العملاء في ولاية هلمند من سقوط مديرية خانشين بيد المجاهدين. وبتاريخ 8 من ديسمبر شنّ المجاهدون عدة هجمات تكللت في نهاية المطاف بالسيطرة على هذه المديرية.
وفي يوم الإثنين 12 من ديسمبر سيطر المجاهدون الأبطال على مديرية مارجه، وعلاوة على الخسائر التي تكبدها الأعداء، غنِم المجاهدون عشرات السيارات والدبابات والأسلحة الثقيلة والخفيفة. وبعد يوم من هذا الفتح المبين أعلن مسؤولوا هذه الولاية بأن المجاهدين اتجهوا بعد فتح مارجة نحو مناطق أخرى في هذه الولاية. وفي 17 من ديسمبر استطاع مجاهدوا الإمارة الإسلامية أن يطهروا ثكنات عسكرية في مديرية واشير بولاية هلمند من لوث الأعداء. وفي نهاية المطاف استطاع المجاهدون يوم الأحد 20 من ديسمبر أن يسيطروا على مديرية سانغين في هذه الولاية.
وفي يوم الجمعة 11 من ديسمبر، استهدف المجاهدون دار ضيافة للسفارة الإسبانية في منطقة شير بور، وسط العاصمة الأفغانية كابول، وجراء هذه العملية البطولية التي استمرت 7 ساعات، قتل وجرح 50 من المحتلين والعملاء.
وفي 21 من ديسمبر شهدت ولاية بروان عملية استشهادية نوعية في مديرية باغرام استهدفت قافلة المحتلين الأجانب وقتل فيها 6 من المحتلين.
وفي 23 من ديسمبر سيطر المجاهدون الأبطال على مديرية جلستان.
اضطهاد الشعب وخسائر المدنيين:
عندما يتكبد المحتلون الأقزام خسائر مادية وبشرية في صفوفهم، ويكون نصيبهم الخيبة والخسران جراء هجمات المجاهدين الموفقة، فإنهم يعمدون إلى صبّ جام غضبهم على المدنيين الأبرياء والمواطنين الذين لا ذنب لهم ولا جريرة، فخلال سنوات الاحتلال استشهد الآلاف من عوام المسلمين نتيجة الحرب الشعواء.
فالمحتلون الأجانب برفقة أذنابهم العملاء يداهمون بيوت الناس، فيدنسون أعراضهم، وينهبون ثرواتهم، ولا يرحمون الشيوخ الركّع، ولا الأطفال الرضّع، ولا البهائم الرتّع، وقد حدث مراراً وتكراراً أن أحرقوا الحرث والنسل بعد مداهماتهم.
وشهد عام 2015م أيضاً جرائم المحتلين وأذنابهم بحق الشعب المضطهد، حيث قتلوا الأبرياء في محافل العرس، وفي الجنائز، ومحافل الأعياد والأفراح، وبدلوا أفراح أبناء شعبنا إلى أتراح.
ووفق التقرير الذي أعده مكتب حقوق الإنسان بولاية قندهار عن القتلى والجرحى المدنيين خلال عام 2015م، فإن العدد قد ازداد بنسبة 19% مقارنة بالعام الماضي.
وفي العشرة شهور الأخيرة قتل ما لا يقل عن 492 من المدنيين في هذه الولاية، وأصيب أكثر من 255 مدنياً.
والجرائم في هذا العام كانت كثيرة ولكن نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
قصف العدو حفل عرس في 31 من ديسمبر 2015م، واعترف رئيس الشورى المحلي بولاية هلمند بأن الحفل قد استهدف من 4 جهات.
وتحكي التقارير أنه في يوم 25 من يناير، عانى أهالي مديرية يحيى خيل ظلماً مريراً قاسياً من قبل المليشيا، بإخراج أهالي 200 منزل ( وهم من المدنيين الأبرياء) في البرد القارص.
وفي 2 من فبراير قامت المليشيات بإحراق 200 بيت من بيوت المدنيين في مديرية قيصار بولاية فارياب.
وفي 16 من فبراير قام الجنود العملاء بحرق معرض للسيارات و 200 دكان في مديرية سنجين، وأحرقوا جميع السيارات الموجودة في المعرض.
كما أطلق العملاء قذائف هاون على منازل المدنيين في مديرية أندر ودهيك بولاية غزني، فاستشهد 40 من المواطنين الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء والعجزة وجرح 30 آخرون.
ووفق التقرير الذي نشرته مؤسسة يوناما في 9 من يونيو بأنه قد قتل خلال الـ 4 الشهور الماضية زهاء 978 من المدنيين، وجرح 2000 آخرين.
وفي يوم الجمعة 5 من يونيو قصفت طائرات الدرونز الأميركية أناساً كانوا يقيمون صلاة جنازة لتحصد أرواح 34 منهم، وادعى المحتلون وأذنابهم أن القتلى هم من الطالبان لأجل التغطية على هذه الفضيحة الشنعاء، إلا أن أعضاء مجلس الشيوخ الذين زاروا المنطقة قالوا بأن جميع القتلى كانوا من المدنيين الأبرياء. وقام وجهاء وشيوخ القبائل ببيان الحقيقة في مؤتمر صحفي وقالوا بأن جميع القتلى كانوا من عوام المسلمين الأبرياء، إلا أن المحتلين وأذنابهم أرادوا خداع الشعب حيث قالوا بأن القتلى كانوا من المجاهدين.
وفي يوم الأحد 30 من أغسطس أعلنت وسائل الإعلام عن سقوط صاروخ أطلقه العملاء على مديرية سيدآباد بولاية ميدان وردك، على منزل، فاستشهد جراء ذلك 13 فرداً من عائلة واحدة وجرح آخرون. وفي نهاية الشهر ذاته، أعلن شورى مديرية خوجياني العام بولاية ننجرهار عن مقتل وجرح 70 من المواطنين الأبرياء جراء عملية العملاء التي أطلقوا عليها اسم “المثلث الحديدي” التي استمرت شهراً كاملاً.
وقصف المحتلون في 19 سبتمبر حفل عرس في مديرية خروار بولاية لوجر، فقتل 6 من المواطنين الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء.
وفي يوم الإثنين 16 من نوفمبر قامت المليشيا بقتل أحد المواطنين في مديرية أندر بولاية غزني بعد القتل والتنكيل به. وعلاوة على ذلك قال أهالي هذه المديرية بأن المليشيا تخطف نساء هذه المنطقة ثم تطلق سراحهن مقابل المال، واعترفت القيادة الأمنية في هذه الولاية بتاريخ 17 من نوفمبر بأن الأدلة الموثوقة تقول بأن المليشيا تخطف النساء ثم تقوم بإيذائهن وتطلقهن مقابل المال.
فشل الحكومة العميلة:
تسببت مظالم المحتلين والعملاء، وفشل الحكومة العملية في بسط الأمن، بكراهية الشعب لهم أكثر وأكثر. ومشاعر الكراهية والنفور هذه كانت منذ احتلال البلاد ولا تزال مستمرة إلى الآن وفي ازدياد، نشير إلى بعضها فيما يلي:
صرّحت مؤسسة ني، يوم الاثنين 14 من سبتمبر، لوسائل الإعلام بأن 23 من الصحفيين الأفغان هربوا خارج البلاد جراء أوضاع البلاد المزرية، ونتيجة للأخطار التي تهددهم، ولجؤوا إلى البلاد الأجنبية.
عودة الصليبيين الفارين إلى الميدان ثانية:
على الرغم من فرار الصليبيين الأجانب من الساحة، و تفويض مهام القتال إلى الجنود العملاء، إلا أن المحتلين البريطانيين عادوا مجددا بتاريخ 16 من أغسطس 2015م إلى ساحة الوغى.
ووفق تقرير صحيفة ديلي ميرر الإنكليزية أن مجموعة من القوات البريطانية الخاصة رجعت إلى أفغانستان للمشاركة في شن العمليات. وبتاريخ 30 من أغسطس أعلنت وسائل الإعلام عن مشاركة القوات الأميركية في ميدان القتال.
ويخوض الأميركيون الحرب مباشرة، في حين أنهم وقّعوا على الاتفاقية التي تقول بأنه لا يحق للمحتلين خوض العمليات مباشرة في البلاد.
هذا في حين أن المحتلين الأميركيين قاموا بإنذار جنودهم قبل يوم من هذه العمليات بسبب تأزم الأوضاع، وطلبوا خروج جنودهم فوراً من أفغانستان، وأعلنت وزارة الدفاع للمحتلين الأمريكان بأنهم متعهدون بخروج قواتهم في الموعد المحدد.
وأعلن أوباما في 16 من أكتوبر أن الولايات المتحدة ستبقي على 5500 جندي أمريكي في أفغانستان عند مغادرته منصبه في عام 2017م.
وبعد ذلك بتاريخ 18 من نفس الشهر، تأهب الجيش الألماني لتمديد مهمته في أفغانستان.
وفي 28 من الشهر نفسه أعلنت بريطانيا بتمديد سنة أخرى لبقاء جنودها في أفغانستان.
وفي 25 من أكتوبر أعلنت إسبانيا بأن قواتها المسلحة المنتشرة في أفغانستان بدأت بالانسحاب بعد 14 عاماً وتسعة أشهر على بدء العمليات في أفغانستان. وكشفت وزارة الدفاع الإسبانية في بيان لها عن بدء عملية انسحاب 464 جندي إسباني كانوا يتواجدون في قاعدة الدعم العسكري في ولاية (هرات) غربي البلاد والتي تعد مقر القوات الإسبانية في أفغانستان ضمن إطار عملية (ريزولوت سابورت) بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأضاف البيان أن الانسحاب التام من قاعدة (هرات) لا ينهي بشكل كامل الوجود العسكري الإسباني في أفغانستان، موضحاً أنه سيتم الإبقاء على 20 جندياً إسبانياً في مقر بعثة حلف شمال الاطلسي (ناتو) في العاصمة الأفغانية كابول لمواصلة تدريب القوات الأفغانية وتقديم الاستشارات لها.
واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في 2 من ديسمبر في بروكسل وبحثوا عن الدور المستقبلي الذي يؤديه الحلف في أفغانستان مع تأجيل خطط سحب القوات.
وقال مبعوث الولايات المتحدة لدى الناتو، دوغلاس ليوت، إنه يتوقع من وزراء خارجية الحلف اليوم الثلاثاء «أن يحذوا حذو الولايات المتحدة في قرار تمديد مهمتها الحالية وقواتها الحالية في عام 2016» بعد جمع تعهدات بالقوات من الدول الأعضاء.
والشعب الأفغاني لا يرضى أصلاً بتواجد قوات الاحتلال في البلاد، ويرى أن بقاء الاحتلال ليس لصالح البلاد ولا المواطنين، بل هو سبب لاستمرار القتال في البلاد.
ونددت الإمارة الإسلامية بقرار المحتلين الذي يقضي بتمديد أمد الاحتلال، وأعلنت بأن الشعب الأفغاني سيكافح المحتلين ما دام في البلاد جندي واحد من قوات الاحتلال.
الاعتراف بالهزيمة، وتصاعد قدرات المجاهدين:
إن التضليل وإخفاء الهزائم التي يتكبدها العدوّ يومياً، أحد أركان سياسة العدوّ منذ اللحظة الأولى لاحتلال البلاد. إلا أن الشمس لا تغطى بغربال، فبين الحين والحين – شاؤوا أم أبوا – يعترفون ببعض الحقائق التي لا يمكنهم إنكارها.
فقد اعترفت روسيا في غرة شهر يناير بأن إيساف انهزم وفشل في بسط «الأمن والاستقرار» في أفغانستان. وفي اليوم ذاته اعترف وزير الدفاع الألماني السابق بهزيمة النيتو بأفغانستان.
وفي 14 من فبراير أعرب الجنرال كامبل عن قلقه تجاه حرب عام 2015م، وقال بأن القتال فيه سيكون عنيفاً؛ لأن المجاهدين قد تصاعدت قدراتهم بشكل ملحوظ، وبإمكانهم خوض الحروب الطويلة.
واعترف العملاء في القصر الرئاسي في غرة شهر أبريل، بأن نشاطات المجاهدين الإعلامية قد أقلقتهم وأقضت مضاجعهم.
كما اعترف الوالي العميل في 7 من أبريل بأن الناس يلتحقون بصفوف المجاهدين باستمرار، وأردف قائلاً بأن جنودنا في الجيش أصبحوا ينضمّون إلى صفوف المجاهدين ويقاتلون ضدنا.
وفي 17 من أبريل، اعترف القائد الأمني لولاية بدخشان بأن سبب نجاح المجاهدين هو مساعدة شيوخ القبائل والناس لهم.
وفي يوم الجمعة 6 من نوفمبر أعلنت وزارة الدفاع الأميركية بأنها تنظر للطالبان كجهة هامة، وتأتي هذه الاعترافات بعد الهزائم المتكررة لحكومة الاحتلال في الميادين المختلفة، العسكري منها والسياسي، على الرغم من أنهم كانوا يظنون بداية الاحتلال أن قمع المجاهدين سهل المنال، وأنهم سيتمكنون من إخضاعهم في أيام معدودة، فعاملوا المجاهدين بغلظة وقسوة وبمعايير خالية من الإنسانية.
وأعلنت الصين في 10 من الشهر الحالي بأنها ترى الطالبان كقوة سياسية فعّالة في أفغانستان.
ومن ناحية أخرى، حذر الأميركيون جنودهم يوم الثلاثاء 24 من نوفمبر، وأوصوهم بأن يأخذوا أهبتهم في الشهور القادمة، حيث تسخن المعارك في أفغانستان.
اختراق صفوف العدوّ، والانضمام لصفوف المجاهدين:
إن مجاهدي الإمارة الإسلامية لا يعرفون الليل من النهار، فهم يبذلون قصارى جهودهم لإيصال الحقائق وإيضاح سبيل الرشاد لموظفي الإدارة العميلة وعبيد الاحتلال. ونتيجة لهذه المساعي الحثيثة كانت للمجاهدين مكتسبات كبيرة في هذا الشأن في عام 2015.
فلأبطال الإمارة الإسلامية تخطيطات جليلة في هذا الخصوص، ما أدى إلى تزايد قلق العدوّ. فمن ناحية، ازداد نفوذ المجاهدين في صفوف العدوّ، ومن ناحية أخرى أثمرت جهود لجنة الدعوة والإرشاد، وفهم كثير من الناس الحقائق في المناطق المختلفة، فباتوا يلتحقون بصفوف المجاهدين جماعات ووحداناً.
وفي 21 من يناير، استسلمت ميليشيا قرية برمتها بمركز ولاية غور، وسلموا أنفسهم إلى المجاهدين. وبالمجمل التحق في الشهر المذكور 169 من أفراد الشرطة والجيش العميل إلى صفوف الإمارة الإسلامية.
وفي يوم 8 من شهر أبريل، قام باسل من بواسل الإسلام بإطلاق النار على الأجانب في قصر جلال آباد، فقتل جراء ذلك 4 من الأمريكان وجرح 3 آخرون، وفي نهاية المطاف استشهد المجاهد المذكور في تبادل إطلاق النار.
لقد أدرك المرتزقة بأن لا طاقة لهم بسيل المجاهدين الجارف، فصاروا يلتحقون من تلقاء أنفسهم بصفوف المجاهدين. ففي يوم الثلاثاء 7 من شهر أبريل، فرّ ما لا يقل عن 15 من المليشيا من أحد مراكز العدوّ من نادعلي بولاية هلمند والتحقوا بالمجاهدين.
كما انضم 11 آخرون للمجاهدين في 13 من أبريل في مديرية بشتونكوت بولاية فارياب.
وفي يوم الاثنين 8 من يونيو قتل مجاهد متسلل لصفوف العدو 5 من المليشيا في مديرية خاكريزه بولاية قندهار واستطاع أن يفر ويصل سالماً غانماً إلى معسكرات المجاهدين.
وبعد يوم من تلك العملية المباركة، قتل قائد للشرطة 3 من جنوده في ولاية فراه وفرّ بنفسه. وفي يوم الأربعاء 10 من يونيو قتل مجاهدان مخترقان لصفوف العدو 5 من الشرطة، أحدهما في مديرية شينكي بولاية زابول، والآخر في بالابلوك بولاية زابول، واستطاعا أن يفرا سالمين غانمين.
وفي آخر هذه العمليات في يوم السبت 27 من يونيو استطاع مجاهد نفوذي أن يقتل 3 من جنود الشرطة ويفر آمنا.
وقد شكّلت الإدارة العميلة – بمساعدة المحتلين- إدارات خاصة للتحقيق مع الجنود ليغلقوا الطريق أمام المجاهدين، ولكن على الرغم من مضي 3 سنوات وإنفاق الملايين من الدولارات لم تقدر هذه الإدارة أن تنجز إنجازاً يذكر. هذا وقد اعترف رؤساؤهم في وقت سابق بأن المجاهدين قد تسربوا في جميع الإدارات.
وفي يوم الأربعاء 5 من شهر أغسطس استطاع 3 من المجاهدين المتسللين لصفوف الأعداء أن يرجعوا سالمين غانمين إلى معسكرات المجاهدين بعدما قاموا بقتل 12 من الجنود العملاء في مديرية سرحوضه بولاية بكتيكا.
وفي 10 من أغسطس قام شرطي بقتل 6 من رفاقه في مديرية جريشك بولاية هلمند ثم لاذ بالفرار. وفي يوم الخميس 13 من أغسطس قام مجاهد بقتل 15 من الجنود العملاء في مديرية موسى قلعه، ثم أوصل نفسه إلى معسكرات المجاهدين.
كما قام جنديان بقتل 6 من رفاقهم في لشكرجاه مركز ولاية هلمند بما فيهم قائدهم، ثم لاذوا إلى معسكرات المجاهدين سالمين غانمين.
وقد قال القائد العام للنيتو يوم الخميس 6 من أغسطس في مؤتمر صحفي في مؤسسة بروكينجز في واشنطن بأنه في كل شهر يفر أربعة آلاف جندي من صفوف العملاء.
وأفاد خبر آخر بتاريخ 30 من أغسطس بأن قوات الإدارة العميلة قد فرت من مناطق عدة من مديرية خان آباد بولاية قندوز.
وبات جنود الإدارة العميلة يفرون من صفوف العمالة إلى صفوف المجاهدين. وبحسب صحيفة سرنوشت اليومية في يوم الثلاثاء 25 من أغسطس بأن 12 من الجنود قد فروا من مديرية موسى قلعه وانضموا لصفوف المجاهدين.
وفي 29 من هذا الشهر التحق 6 من الجنود في مديرية جرمسير – بأسلحتهم وعتادهم – بالمجاهدين.