
أخي أنت من أنت؟
الشيخ نائل بن غازي
أنت إذا لم يبدأ بك التاريخ فاعلم بأنه منكوس، وإذا لم يثنِ عليك سفر المكارم فاعلم بأنه منحوس، أنت سليل أجداد كسروا سيوفهم في بدر على رؤوس أهل الكفر، ثم أرسلوا شظاياها لصلاح الدين في حطين فقهر بها الصليبيين، رددوا في أحد (قل هو الله أحد) فسحقوا من جهد وقطعوا دابر من فسد، لسان حالهم:
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما ** تخر له الجبابر ساجدينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ** ويشرب غيرنا كدرا وطينا
أنت سليل أجداد ملكوا القياصر ثم أعتقوهم، كسروا الجبابرة ثم أطلقوهم، أنت من نسل من يقولوا: حي على الكفاح، فإذا نادى المنادي: يا خيل الله اركبي! قاموا للموت يستبقون لقياه فجمد الله تعالى لهم الماء وظلل عليهم الغمام من السماء.
نحن هل تدري؟ بنا للناس فجر ** قصدنا جنة مولانا وأجر
قد ملأنا الأرض عدلا وافرا ** سوانا في الورى عجر وبجر
نحن من أمة تملك أعظم كتاب، لا تعرف ركوعا إلا لأرب الأرباب، نحن من أمة آل عمران والأنفال وبراءة الكاشفة، وقواصم قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم القاصفة، أنت تنتمي إلى أمة حية، إن رفع علماؤها ومخلصوها على أعواد المشانق وضاقت بهم والجلادين السبل والمضايق كانت كلماتهم أطول من أعمار جلاديهم، فيا لله كيف قال سيد:
أخي فامض لا تلتفت للوراء ** طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت ها هنا أو هناك ** ولا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطير مهيض الجناج ** ولن نستذل ولن نستباح
وإني لأسمع صوت الدماء ** قويا ينادي الكفاح الكفاح
هذا المختار عمر رحمه الله تعالى ينصبه موسليني على أعواد المشانق فيقول: نحن أمة لا ننهزم ننتصر أو نموت، فتبقى كلماته حية وأما موسيليني هذا شانقه صلبه قومه ثم قتلوه منكوس الرأس، فيا الله أي الفريقين خير وأبقى ؟
أيها المبارك أن تمتلك ما لا يمتكله خصومك، أنت تمتلك التاريخ والوعد المنتظر: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) لهذا أيها المبارك أنت تنتمي إلى تاريخ زاخر، ووالله يا كرام كل هذا طارئ ليس بأصيل، ووالله لنعودن، ارفع رأسك أنت تملك التاريخ والوعد المنتظر.
أنت تنتمي إلى أمة فيها جيل أجبر أمريكا أن تعترف بهزيمتها، فهذا الساقط أوباما من مواطن قوته في البنتاغون يعلن أن أمة الإسلام لا يمكن أن تهزم بحال، وأنه ما استطاع أن يقضي على الطائفة المؤمنة في أفغانستان.
أنت أيها المبارك تنتمي إلى أمة فيها جيل غزا أمريكا في عقر دارها فأتى بنيانها من القواعد وخر عليهم السقف من فوقهم، فأنت تنتمي إلى هذه الأمة فارفع رأسك لا تنهزم وحذاري حذاري من أن تكون لقطة في سير مهين، فإنك تملك التاريخ وتملك الوعد المنتظر.
صبرا أخي في محنتي وعقيدتي ** لا بد بعد الصبر من تمكين
ولنا بيوسف أسوة في صبره ** وقد ارتمى في السجن بضع سنين
هون عليك الامر لا تعبأ به ** إن الصعاب تهون بالتهوين