أطفال أفغانستان والمخاطر المحدقة
كثير من أطفال أفغانستان، عندما تخلو الشوارع، ينامون على الأرض بلا وطاء ولاغطاء، ليس معهم إلا أشباح الظلام، وتهاويل الرعب، وآلام الجوع والبرد والحرمان.
فالأطفال أوضاعهم مأساوية جداً ولاسيما منذ نبت الاحتلال المشؤوم على ثرى وطننا الحبيب، حتى إن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والشهداء والمعوقين العميلة أعربت عن قلقها حول وضع الطفل في أفغانستان قائلة: “إن ما يقارب 3 ملايين طفل أفغاني يواجه خطراً محدقاً في هذ ا البلد”.
واستطردت نسرين أورياخيل هذا الموضوع قبل فترة في مؤتمر صحفي في كابول وقالت مخاطبة الجمهور: تعالوا لنضع وبالتنسيق معاَ نقطة النهاية لمزاولة الأطفال في البلاد أعمالأ شاقة وصعبة. مشيرة إلى أن ١٤.٥ مليون طفل في أفغانستان يواجه منهم ثلاثة ملايين على الأقل خطراً محدقاً، وهم بحاجة إلى رعاية شديدة وجدية، وأن 900 ألف منهم يزاولون أعمالأ أكثر صعوبة بحسب السيدة أوريا خيل. إن مستوى التعنت ضد الأطفال قد ارتفع في السنوات القليلة الماضية، ويتطلب الأمر التنسيق فيما بيننا لرعايتهم وحمايتهم والدفاع عنهم، حتى تتم تهيئة الأجواء المناسبة لهم. فالإرغام على مزاولة الأعمال الشاقة، والتهريب، والزواج قبل الوصول إلى السن القانوني، والاغتصاب، والعنف المنزلي، والاستفادة من المخدرات بمختلف أنواعها، والتسول هي من الأمور التي تهدد حياة الأطفال في أفغانستان.
نعم؛ هؤلاء الأطفال وهم مئات الألوف بل فاقوا الملايين من المسؤول عنهم؟ من يتولاهم؟
لقد امتدت الأيدي إلى انتشالهم، ولكنها أيدي المبشرين، وأيدي الشيوعيين، وأيدي أمثالهم من الملحدين، أخذتهم لتبدّل أسماءهم وعقائدهم وأفكارهم، فيصيروا وهم أبناءنا كفاراً بديننا، أعداءً لنا، أصدقاءً لعدونا.
وجدير أن أسترعي انتباهكم إلى أن 119 مؤسسة متعلقة بشؤون الأطفال تعمل في أفغانستان، ومع ذلك فإن هؤلاء الأطفال الذين هم بحاجة إلى الرعاية والعناية، لم يشهدوا تغيراً جدياً، لماذا؟ لأن تلك المؤسسات تروم أهدافها الخاصة كما يريد الاحتلال ويرتضيه.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة الرسمية في العام 1391هـ.ش، فإن 50% من سكان أفغانستان المقدر عددهم أكثر من 27 مليون نسمة يشكلهم أطفال دون الخامسة عشرة من أعمارهم، هذا وأن أفغانياً من كل 3 أفغانيين يعانون من الفقر، ولا يملك مبلغا ليشتري به ما يحتاج إليه من الضروريات والحاجيات الأولية، كما أن سيدة من كل اثنتين تعاني من الفقر، وتلك الأرقام قياسية وفق رأي المحللين والمدققين للنظر.
فيا علماء البلد ويامن يحترق قلبه لأطفال أفغانستان: هذه مشكلة قائمة، إن لم تجتمع على حلها عقول المفكرين وأيدي القادرين، كان منها بلاء مستطير، وداء خطير لا نبرأ من تبعاته بعد قرنين من الزمان، فتداركوه من الآن.
كم بينهم من فتى لو تعلّم لكان عبقرياً نابغاً، ولكنّ الفقر قد ساقه إلى الجهل، والجهل قد دفعه إلى الهوان أو الإجرام، فخسر نفسه وخسرته أمته.