أعضاء البرلمان تحت مجهر الشعب
محمد أمين
منذ باكورة تأسیس البرلمان الأمریكي في أفغانستان وتقرر القوانین العلمانیة وتغلغل النواب في مستنقع الفساد، فقد الشعب الأفغاني ثقته في البرلمان والجالسین علی كراسیه. یفهم هذا من تحاور مع شتى أطیاف الشعب مباشرة. إن الاستطلاعات التي قامت بها بعض المنظمات المحایدة طوال السنوات الأخیرة، كشفت عن سخط الشعب من تصرفات النواب، وقد جعل كثیر من المشاركین في هذه الاستطلاعات مرد تغلغل الفساد في الإدارات والرشی والسرقة والأزمات الأخری التي یعاني منها الشعب، إلی النواب. هذه حقیقة واضحة؛ أن همَّ النواب في حكومة كابل هو جمع المال والتجسس لصالح بعض البلاد والعمل لصالح قومية معينة. وكثیر من هؤلاء یملكون بطاقات هویة خارجیة أُعطُوها لخیانتهم البلد وعمالتهم لتلك البلاد. وأخیراً، قامت إحدی المنظمات المحایدة بنشر استطلاع یكشف أن 70% من المشاركین ساخطين من تصرفات النواب، ويعتقدون أنهم لم یقوموا بواجبهم تجاه الشعب. هذا الاستطلاع الذي أجراه “بیت الحریة” یكشف الستار عن غضب ۷۰ ٪ من المشاركین من تصرفات النواب.
إن البرلمان أو ما یسمی بـ “القوة المقننة” تتحمل ثلاث وظائف مهمة: تصویب القوانین، ومراقبة تصرفات الدولة، وتمثیل إرادة الشعب. ولكن في هذا الاستطلاع أعلن الشعب غضبه من عمل النواب. وزاد المواطنون الأفغان في حوارهم مع وكالة “دویجه وله” أن النواب كان أكبر همهم السعي وراء المنافع الفردیة. یقول عبدالبشیر، أحد المواطنین الأفغان في ولایة غزني عن عمل النواب: “إن النواب في البرلمانات السابقة والبرلمان الحالي لم یقوموا بإنجاز عمل یرجع نفعه إلی الشعب. لقد انشغلوا بتجارتهم ومهدوا المجال لنشر الفساد”. ويضيف: “أن هولاء النواب بدلاً من مراقبة عمل الحكومة وإصلاحها، صاروا حجر عثرة تجاه تطبیق القانون. وسعوا للانتفاع من المشاریع الأساسیة بطرق غیر قانونیة”. وأجاب فضل أحمد، من ولایة بلخ في رده علی سؤال: هل أنت راضٍ عن عمل النواب؟ قائلاً: “لا نجد في ذاكرتنا ذكریات عطرة لهم. كلهم سارقون ولا یخدمون الشعب. كلهم سارقون، ولسنا براضین لا عن البرلمان ولا عن رئاسة الجمهوریة.”
شارك في هذا الاستطلاع أكثر من ۷۰۰۰ مواطن من ۳۴ ولاية علی صعید أفغانستان. وقد أجابوا عن التساؤلات المطروحة في الاستطلاع، ومن الأسئلة المهمة فيه هو السؤال عن مدى رضى أبناء الشعب وعدم رضاهم عن عمل النواب.
قال روح الله رضواني، المحقق لـ” بیت الحریة” یوم الثلاثاء ۲۳من شهر “قوس” عندما نشر هذا الاستطلاع : “مع الأسف یعتقد 70% من المشاركین أن النواب لم یؤدوا وظیفتهم كما هو متوقع منهم. وهنالك قلة قلیلة وتشكل 16% من المشاركین یعتقدون أن النواب أدوا وظیفتهم”.
تصویب المیزانیة علی وجه الاعتدال وبأسلوب علمي، كان موضوع السؤال الثاني. ویعتقد 13% من المشاركین أن النواب راعوا العدالة في تصویب میزانیة البلد. ولكن 55% یعتقدون خلاف ذلك. وفي الرد علی السؤال الثالث حول موضوع دورالنواب في نشر الفساد أم في تقلیلها، أجاب 37% من المشاركین أن للنواب دور مباشر في نشر الفساد.
وأضاف رضواني: “37% من المشاركین یعتقدون أن دور النواب في نشر الفساد كان دوراً مباشراً. هذه النقطة لابد أن تستجلب انتباهنا. فقط ۸٪ من المشاركین أعلنوا أن دور النواب في كفاح الفساد كان دوراً إیجابیاً”.
47% یعتقدون أن النواب في مراجعاتهم للوزارات والدوائر الحكومیة يقصدون حل مشاكلهم الفردیة. و11% فقط أجابوا أنهم في مراجعاتهم للدوائر الحكومیة أرادوا حل مشاكل الشعب. وقد اشترك في هذا الاستطلاع من مجموع 7367 نسمة، 16.2% من كابل و83.8% من الولایات الأخری.
إعطاء الثقة بالنواب والتصویت لهم في الانتخابات المقبلة كان موضوع السؤال الرابع. وقد رد المشاركون بإجابات توحي بغضبهم الشدید على النواب. فقد أعلن 64% من المشاركین عدم تصویتهم قطعاً لصالح النواب الحاليين. وفي المقابل أعلن 14% عن رغبتهم للتصویت لصالح النواب الحاليين. هذا وأعلن أعضاء البرلمان سعیهم الحثیث لقمع الفساد والضغط علی الدولة لإصلاحها.
ما مضى كان مقتطفات من استطلاع بیت الحریة. وإنني علی یقین أن هذا الاستطلاع بعید عن الواقع. فإن سخط الناس من تصرفات النواب أشد وأكبر. فإن النواب لم یقدموا شيئاً للشعب. بل معظمهم اشتغلوا بأنفسهم واجتهدوا لصالح عشیرتهم وعائلتهم. لا یشك الخبیر أن الفساد الموجود بین نواب الرلمان أكثر بكثیر من الفساد الموجود بین الوزراء والمدراء. لأن النواب مشاركون مع الوزراء والمدراء في الفساد. وقد حصل الكاتب علی معلومات غریبة عن الفساد الخلقي بین النائبات، لا يسمح لي الحیاء أن أذكرها، لكن أقول یرحمنا الله. فإن هذا الاستطلاع رغم صدوره من جانب منظمة تقف إلى جانب حكومة كابل، إلا أنه يكشف الستار عن بعض الحقائق، وأن الشعب لیس براضٍ عن الواقع الموجود. لأن أساس النظام الجمهوري قائم علی البرلمان. وإذا لم یرض الشعب عن البرلمان، فإن ذلك یعني هزیمة النظام. نسأل الله تعالی فرجاً قریباً ونصراً عزیزاً.