مقالات الأعداد السابقة

أعلام بلاد الأفغان: عبدالرحمن بن سمرة يفتح كابل

أبوسعيد

 

عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل الإمارةَ؛ فإنّك إنْ أُعْطِيْتَها من غير مسألة أُعِنْتَ عليها، وإنْ أُعْطِيتَها عن مسألة وُكِّلْتَ إليها. وإذا حلَفتَ على يمينٍ فرأيتَ غيرَها خيرًا منها، فَأْتِ الذي هو خيرٌ، وكَفِّرْ عن يمينك. متفق عليه، واللفظ للبخاري في آخر كتاب الأيمان والنذور(2/527) ط رحمانية. وزاد أبوعوانة في مستخرجه-: وكان(أي الحسن البصري) قد غزى معه كابل شَتْوَةً أو شَتْوتين.

عبد الصمد بن حبيب، أخبرني أبي أنهم غزوا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل، فصلى بنا صلاة الخوف. رواه أبوداود، باب صلاة الخوف(2/221) برقم(1239)

عن أبي لبيد، قال: غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل، فأصاب الناس غنما فانتهبوها، فأمر عبد الرحمن، مناديا ينادي: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:من انتهب نُهْبَةً فليس منا”. فَرُدُّوا هذه الغنمَ”! فَرَدُّوها. فقسَّمها بالسوية. مسند أحمد (34/ 223) برقم(20619) قال أرنؤوط:صحيح لغيره. وأبولبيد: هو لِمازة بن زَبّارٍ الأزدي.

خَطَّاب:أسلم أبوسعيد عبدالرحمن بن سمرة بن حبيب يوم فتح مكة المكرمة، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أربعة عشر حديثًا.شهد غزوة مؤتة التي كانت في جمادى الأولى من السنة الثامنة الهجرية، كما شهد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك في السنة التاسعة الهجرية، وبذلك نال شرف الجهاد تحت لواء القائد عليه أفضل الصلاة والسلام.شهد فتوح العراق، وأبلى في ذلك أعظم البلاء، مما جعله محط آمال الفاتحين.

تولّى عبدالرحمن بن سمرة سجستان(هي منطقة جنوب أفغانستان إلى كابل، وبلوشستان الإيرانية والباكستانية) مرتين: الأولى- حين استعمل عثمانُ بن عفان رضي الله عنه عبدَالله بن عامر سنة تسع وعشرين الهجرية على البصرة، وجمع له جند البصرة وفارس(فكان والي العراق وإيران وأفغانستان وتركمانستان)، استعمل عبدُالله بن عامر عبدَالرحمن بنَ سمرةَ على سجستان سنة إحدى وثلاثين الهجرية، وبقي عبدالرحمن على سجستان حتى اضطرب أمر عثمان سنة خمس وثلاثين الهجرية.

-والظاهر أنه اعتزل الفتنة بين سيدنا علي وسيدنا معاوية فلم يَرِدْ له ذكر في معاركها الحربية والسياسية، لذلك اختاره معاوية واختار معه عبدَالله بن عامر الذي اعتزل الفتنة أيضًا- وأوفدهما إلى الحسن بن علي رضي الله عنه ليفاوضاه في تسليم الخلافة إلى معاوية، فوافق الحسن على ذلك. وكان ذلك سنة إحدى وأربعين.

-وتولى سجستان مرة ثانية في أيام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وقد استعمله عليها عبدالله بن عامر سنة ثلاث وأربعين وبقي حتى عزله معاوية سنة ست وأربعين الهجرية.وهكذا كان مجموع ماحكم سجستان سبع سنين أربع سنين في المرة الأولى وثلاثًا في الثانية.

-وقد ترك أثرًا طيبًا في سكان سجستان فقد سئل شيخ من أهلها عن سيرة عمالهم فيهم: فقيل له: من كان أفضلهم في أعينكم؟ فقال: عبدالرحمن بن سمرة. (قادة فتح السند وأفغانستان لمحمود شيث خطاب ص335)

الزهري:كتب عبدالله بن عامر والي العراق إلى عثمان يستأذنه في الغزو، فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم، فتقدم، فافتتح بست، وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان، فافتتحهما جميعا،وبعث بالغنائم إلى ابن عامر. الطبقات(5/ 47)

ابن عبدالبر:عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي،يكنى أبا سعيد، أسلم يوم فتح مكة. وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ثم غزا خراسان في زمن عثمان، وهو الذي افتتح سجستان، وكابل. وَقَالَ خليفة: وفى سنة اثنتين وأربعين وجه عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، فخرج إليها ومعه في تلك الغزاة الحسن البصري، والمهلب بن أبي صفرة، وقطري بن الفجاءة، فافتتح كورا من كور سجستان، وكان قد ولاه ابن عامر سجستان سنة ثلاث وثلاثين، فلم يزل بها حتى اضطرب أمر عثمان، فخرج عنها، واستخلف رجلا من بنى يشكر، فأخرجه أهل سجستان، ثم عاد إليها بعد، على ما ذكرنا. ثم رجع إلى البصرة فسكنها، وإليه تنسب سكة ابن سمرة بالبصرة، وتوفي بها سنة إحدى وخمسين. روى عنه الحسن وغيره. الاستيعاب في معرفة الأصحاب(2/ 835)

وقال خليفة:سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِيهَا افْتتح عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة الرخج وزابلستان من بِلَاد سجستان.تاريخ خليفة(ص 205)

ابن الأثير:عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.وأمه بِنْت أَبِي الفرعة، واسمه حارثة بْن قيس .يكنى أبا سَعِيد، أسلم يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه عَبْد الكعبة فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:عَبْد الرَّحْمَن . وسكن البصرة واستعمله عَبْد اللَّه بْن عَامِر لما كَانَ أميرًا عَلَى البصرة عَلَى جيش فافتتح سجستان، سنة ثلاث وثلاثين. وصالح صاحب الرُّخَّج، وأقام بها حتَّى اضطرب أمر عثمان بْن عفان، فسار عَنْهَا واستخلف رجلًا من بني يشكر، فأخرجه أهل سجستان.

ثُمَّ لما استعمل معاوية عَبْد اللَّه بْن عَامِر عَلَى البصرة، سيَّر عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة إِلَى سجستان أيضًا، سنة اثنتين وأربعين، ومعه فِي تلك الغزوة الْحَسَن الْبَصْرِيّ والمهلب بْن أَبِي صفرة وقطري ابن الفجاءة، ففتح زرنج ، وفي سنة ثلاث وأربعين فتح الرُّخَّج وزابلستان.

ثُمَّ عزله معاوية سنة ست وأربعين عَنْ سجستان، واستعمل بعده الربيع بْن زياد، فلما عزل عاد إِلَى البصرة فتوفي بها سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: كانت وفاته بمرو، والأول أثبت وأكثر وإليه تنسب سكّة سمرة بالبصرة.

وكان متواضعا، فإذا كان اليوم المطير لبس برنسًا وأخذ المسحاة يكنس الطريق. أسد الغابة(3/ 351)

ابن الأثير(2/98):سنة 31هـ استعمل ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس على سجستان، فسار إليها فحصر زرنج، فصالحه مرزبانها على ألفي ألف درهم وألفي وصيف. وغلب عبد الرحمن على ما بين زرنج والكش من ناحية الهند، وغلب من ناحية الرخج على ما بينه وبين الداور. فلما انتهى إلى بلد الداور حصرهم في جبل الزور، ثم صالحهم ودخل على الزور، وهو صنم من ذهب، عيناه ياقوتتان، فقطع يده وأخذ الياقوتتين، ثم قال للمرزبان: دونك الذهب والجوهر، وإنما أردت أن أعلمك أنه لا يضر ولا ينفع. وفتح كابل وزابلستان، وهي ولاية غزنة، ثم عاد إلى زرنج فأقام بها حتى اضطرب أمر عثمان، فاستخلف عليها أمير بن أحمر اليشكري وانصرف، فأخرج أهلها أمير بن أحمر وامتنعوا، ولأمير يقول زياد بن الأعجم:

لولا أمير هلكت يشكر … ويشكر هلكى على كل حال

ابن الأثيرسنة ثلاث وأربعين(زمن معاوية رضي الله عنه): في هذه السنة استعمل عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة على سجستان، فأتاها وعلى شرطته عباد بن الحصين الحبطي ومعه من الأشراف عمرو بن عبيد الله بن معمر وغيره، فكان يغزو البلد قد كفر أهله فيفتحه، حتى بلغ كابل فحصرها أشهرا ونصب عليها مجانيق فثلمت سورها ثلمة عظيمة، فبات عليها عباد بن الحصين ليلة يطاعن المشركين حتى أصبح فلم يقدروا على سدها وخرجوا من الغد يقاتلون فهزمهم المسلمون ودخلوا البلد عنوة، ثم سار إلى بست ففتحها عنوة، وسار إلى زران فهرب أهلها وغلب عليها، ثم سار إلى خشك فصالحه أهلها، ثم أتى الرخج فقاتلوه، فظفر بهم وفتحها، ثم سار إلى زابلستان، وهي غزنة وأعمالها، (فقاتله أهلها) ، وقد كانوا نكثوا، ففتحها، وعاد إلى كابل وقد نكث أهلها ففتحها. الكامل(3/35)

البلاذري: لما ولي معاوية بن أبي سفيان استعمل ابن عَامِر عَلَى البصرة، فوَلّى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْن سمرة سجستان، فأتاها وعلى شرطته عباد بْن الحصين الحبطي، ومعه منَ الأشراف عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه بْن معمر التيمي، وعبد اللَّه بْن خازم السلمي، وقطري بْن الفجاءة، والمهلب بْن أَبِي صفرة، فكان يغزو البلد قَدْ كفر أهلها فيفتحه عنوة أو يصالح أهله حَتَّى بلغ كابل، فلما صار إليها نزل بها فحاصر أهلها أشهرا، وكان يقاتلهم ويرميهم بالمنجنيق، حتى ثلم ثلمة عظيمة، فبات عليها عباد بْن الحصين ليلة يطاعن المشركين حَتَّى أصبح فلم يقدروا عَلَى سدها.

وقاتل بْن خازم معه عليها فلما أصبح الكفرة خرجوا يقاتلون المسلمين، فضرب بْن خازم فيلا كان معهم فسقط عَلَى الباب الَّذِي خرجوا منه، فلم يقدروا غلقه، فدخلها المسلمون عنوة.

وقال أَبُو مخنف: الَّذِي عقر الفيلَ الْـمُهَلَّبُ. وكان الْحَسَن البصري يقول: ما ظنت أن رجلا يقوم مقام ألف حَتَّى رأيت عباد بْن الحصين.

قَالُوا: ووجه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة ببشارة الفتح عُمَر بْن عُبَيْد الله بْن معمر، والمهلب بْن أَبِي صفرة، ثُمَّ خرج عَبْد الرَّحْمَنِ فقطع وادي نسل، ثُمَّ أتى خواش وقوزان بست ففتحها عنوة، وسار إلى رزان فهرب أهلها غلب عليها، ثُمَّ سار إِلَى خشك فصالحه أهلها، ثُمَّ أتى الرخج فقاتلوه فظفر بهم وفتحها، ثُمَّ سار إِلَى زابلستان فقاتلوه، وقد كانوا نكثوا ففتحها وأصاب سبيا، وأتى كابل وقد نكث أهلها ففتحها.

ثُمَّ ولى معاوية عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة سجستان من قبله، وبعث إليه بعهده، فلم يزل عليها حَتَّى قدم زياد البصرة، فأقره أشهرا ثُمَّ ولاها الربيع بْن زياد. ومات ابن سمرة بالبصرة سنة خمسين وصلى عليها زياد . وكان عبد الرحمن قدم بغِلمانٍ من سبيِ كابلَ، فعملوا له مسجدا في قصره بالبصرة عَلَى بناء كابل. فتوح البلدان(ص 384).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى