مقالات الأعداد السابقة

أفغانستان تزدهر بأيدي مجاهدي الجبال

نعيم الله

 

لا شك أن التنمية تقوم على عنصرين مهمين؛ (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش)؛ فهنا في أفغانستان، تحت ظلّ الإمارة الإسلامية، نلمس تحسناً كبيراً في الجانب الأمني بنسبة عالية. ففي الأنظمة الماضية كنا نسمع يوميًا عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى ربما 200 أو 300 قتيل يوميًا، وأحيانًا ترتفع الأعداد إلى 500 ضحية، والآن بات البلدُ آمنًا مطمئنًا ولله الحمد.

لقد استخدم الأعداء السلاح العسكري ضد أفغانستان وفشلوا، ثم لعبة السياسة وفشلوا أيضًا، والآن دار بخلدهم أنْ يستخدموا سلاح التجويع القذر ضد الشعب الأفغاني المسلم المضطهد المرهق. لكن هذا الشعب المسلم لا ولن يستسلم أبدًا لمثل هذه المكائد، فهو جرّب الأنكى منها والأشدّ مضاضة.

وعلى هذا المنوال، حرّم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (IMF) والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وصول أفغانستان إلى التمويلات الدولية، وجمّدت واشنطن أيضًا نحو 9 مليارات دولار من الاحتياطات الأجنبية الأفغانية.

ومع وجود هذه العراقيل والمشاكل، إلا أنّ الإمارة الإسلامية جلبت الاستقرار السياسيّ ووضعت حدًّا لانعدام الأمن والفساد والتهجير، وأصدرت عفوًا بحق 500 ألف موظف من الإدارة السابقة، بل وأعيد دمجهم في القوى العاملة، فهم يعملون مع جنود الإمارة كتفًا بكتف، ويستلمون رواتبهم شهريًا، ويتمتعون بالمزايا التي يتمتع بها أي موظف في بلده وموطنه.

أفغانستان لديها الآن ميزانية مستقلة تمامًا، والصادرات الأفغانية ارتفعت إلى الضعف، كما تم تسجيل 100 شركة استثمارية جديدة في العام الماضي.

ووفرت حكومة الإمارة الإسلامية 330 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع المدني إلى جانب مئات الآلاف من الوظائف في قطاع التعدين والبناء والقطاعات الخاصة الأخرى. كما تم توفير الأمن لمشروع “تابي” ومشاريع أخرى.

وتعتبر الإمارة الإسلامية إعادة إعمار البلاد وإنعاش البنية التحتية الاقتصادية من أولوياتها، فرحّبت بكل مشروع ينمّي البلاد ويسير بها نحو الكفاءة والاستقلال. وفي هذا الصدد، عبّدت الكثير من الطرق المدمّرة بسبب الاحتلال، وألقت عناية خاصة بشكاوى المواطنين، حتى شعر المواطنون بأنّ لهم الآن -بعد الله تعالى- ركنٌ يستندون إليه؛ مجاهدون يتعبون أنفسهم لأجل شعبهم ووطنهم، فليس الوقت الإداري المعيّن يعنيهم، فمنهم من يمشي ويستمع إلى شكاوى الناس ومشكلاتهم حتى المغرب، ومنهم من يجلس في مكتبه حتى يمضي هزيعٌ من الليل ونصف الليل.

وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود قوّات الإمارة الإسلامية، تحقّق الأمن في جميع أنحاء البلاد بإقامة إمارة أفغانستان الإسلامية، حتى بات المواطنون يسافرون من نيمروز إلى بدخشان ومن مزار إلى هلمند بلا خوفٍ أو وجل، بلا خوف من السرّاق وقطّاع الطرق، أو الشرطة المجرمين الذين كانوا ينهبون كل غالٍ ونفيس من كل مواطنٍ غني. كما توفرت فرص تنفيذ هذا المشروع، وقامت إمارة أفغانستان الإسلامية باتخاذ خطوات لازمة في هذا الصدد.

وثمة زيادة في فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية، كما أنّ هناك 1000 صحفي أجنبي و250 وسيلة إعلام محلية في البلاد.

كلّ هذا والعالم المراوغ مغمض عينيه عن قصدٍ وعمد، عن هذه الإنجازات الخيالية في نظر من كانوا يرون نجاح الإمارة محالا. وقد عاهد المجاهدون -الذين كانوا يوصمون بالجهل والسطحية- مولاهم على إعطاء المزيد، وعلى تقديم خدماتٍ أخرى وإضافية حتى يقتلعوا الفقر الجاثم على صدر هذا الشعب المنكوب نحو 5 عقود وأكثر. والله قادرٌ على ذلك، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى