حوارات وتقارير

أفغانستان خلال شهر سبتمبر 2015م

ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

لقد حوى شهر سبتمبر في طياته، علاوة على المكتسبات الجهادية الأخرى، فتح مركز ولاية قندوز وعشرات المديريات في هذه الولاية والولاية المجاورة الأخرى. ولقد تكبد العدو جراءها خسائر فادحة للغاية، واشتدت ضرامة القتال والمعارك إلى حد أن العملاء ألقوا بأنفسهم عند أقدام أسيادهم الأجانب، يستغيثون بهم ويطلبون العون والمدد لدعمهم في المعارك.

ومن أراد التفصيل فليرافقنا في النقاط التالية:

خسائر المحتلين الأجانب:

تكبد المحتلون الأجانب خلال شهر سبتمبر من العام الحالي خسائر فادحة جراء هجمات المجاهدين البطولية على قواعدهم، ونصب الكمائن في طرق قوافلهم، وفي الساحات والميادين القتالية، إلا أنهم رغم ذلك لم يعترفوا بمعظم هذه الخسائر التي تكبدوها.

ففي يوم الأربعاء 23 من سبتمبر اعترف المحتلون الأجانب بمقتل أحد جنودهم في مطار باغرام الجوي إثر إطلاق المجاهدين الصواريخ عليه. وقبل 3 أيام من هذه العملية وعلى وجه التحديد في 20 من شهر سبتمبر، قُتِل 15 من المحتلين الأجانب جراء تنفيذ عملية استشهادية عليهم على الشارع السريع ببولدك بولاية قندهار، ولكن العدو لم يعترف بذلك.

وفي يوم الأحد 27 من سبتمبر شهد مطار باغرام انفجاراً ضخماً على المحتلين الأجانب، فأعطبت جراء ذلك دبابة للمحتلين، ولكن المحتلين لم يبيّنوا تفاصيل خسائرهم فيها. وبتاريخ 30 من هذا الشهر اعترف المحتلون بمقتل أحد جنودهم شمالي البلاد، إلا أن الأخبار الموثوقة تحكي عن مقتل 7 من المحتلين خلال الاشتباكات في قندوز إلا أن المحتلين التزموا الصمت تجاه هذه الحقيقة.

وبهذا يكون عدد قتلى العدو خلال هذا الشهر 11 قتيلاً، ويصل عدد قتلاهم في العام الحالي إلى 13 قتيلاً، ويصل عدد قتلى العدو الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3496 قتيلاً، غير أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن ما يعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل لعشر معشار ما يدور على الساحة الأفغانية من الخسائر.

خسائر العملاء:

تكبد العدوّ العميل أيضاً خسائر فادحة خلال شهر سبتمبر، ولقد ساهمت مكتسبات المجاهدين ولاسيماً فتوحاتهم الأخيرة في ولاية قندوز والمديريات الأخرى الملاصقة لها في ازدياد الخسائر في صفوف العدوّ، وسنذكر بعض تلك الخسائر التي تلقاها من قبل المجاهدين.

ففي يوم الثلاثاء 1 من سبتمبر قُتِل قائد للصحوات و8 من ميليشياته في مديرية أندر بولاية غزني. وفي اليوم ذاته قُتل رئيس الاستخبارات بولاية بغلان أيضاً جراء هجوم رجال مسلحين في مدينة بلخمري.

وفي يوم الخميس 3 من سبتمبر قتل قائد للشرطة و8 من جنوده في مديرية جرمسير بولاية هلمند. وفي 10 من سبتمبر قتل قائد شهير للصحوات بمديرية محمدآغه بولاية لوغر في مدينة كابول. وفي يوم الغد قتل قائد أمن مديرية ياوان بولاية بدخشان في قتال دام في مديرية راغستان نفس الولاية.

وفي يوم الثلاثاء 22 من سبتمبر قتل قائد أمن مديرية دولت آباد بولاية بلخ مع 4 من رفاقه بأيدي المجاهدين. وعلاوة على ماذكرنا قتل المئات من أفراد العدو في اشتباكات ولاية قندوز والمديريات المجاورة وحتى الآن يتكتم العدو عن التفاصيل.

قصف الأصدقاء:

علاوة على مقتل العملاء في الاشتباكات مع المجاهدين، قُتل يوم الأثنين 7 من شهر سبتمبر 18 من الجنود العملاء جراء قصف طائرات المحتلين في ولاية هلمند. فليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يستهدف فيها الأجانب عملاءهم المحليين.

أسرى العدوّ، والمنّ والصفح عنهم:

كثيراً ما يقع موظفوا الإدارة العميلة أسرى في أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية، ثم يقوم المجاهدون -إذا رأوا في سياساتهم ثمرة ناجحة- بفك سراح البعض وذلك بأخذ المواثيق والقرارات وبعد إسداء المواعظ الحسنة لهم. وفي هذا السياق استطاع المجاهدون الأبطال، في يوم الجمعة 4 من سبتمبر، اعتقال مدير مديرية تششت وقائد أمنها ومدير أمنها بولاية هرات مع ما معهم من المرافقين، وبعد يومين من هذه الحادثة وقع مدير أمن مديرية كوهستان بولاية بدخشان أيضاً بأيدي المجاهدين.

وبتاريخ 9 من سبتمبر، قبض المجاهدون الأبطال في مديرية كرخ بولاية هرات على 4 من موظفي الإدارة العميلة بما فيهم قائدهم. وقبل ذلك وفي غرة شهر سبمتبر قام المجاهدون بإطلاق سراح 18 من الجنود العملاء الذين أُلقي القبض عليهم في الشهر الماضي في مديرية دند غوري بولاية بغلان وذلك بعد أخذ المواثيق منهم.

خسائر العدوّ المالية:

تكبد الأعداء خسائر مالية فادحة، لا سيما بعد ملحمة قندوز البطولية والمديريات الأخرى المجاورة، حيث أعطبت ودُمرت المئات من عربات العدوّ ودباباته أو اغتنمت، وعلاوة على ما ذكرنا سقطت العشرات من الثكنات العسكرية بما فيها من الأجهزة والمعدات بأيدي المجاهدين. كما سقطت مروحية يوم الخميس 3 من سبتمبر كانت ترافق وزير في ولاية لوغر.

عمليات العزم:

بدأت عمليات العزم بعزم المجاهدين المتين، وكان لها مكتسبات كبيرة منقطعة النظير طوال السنوات الأربعة عشر الماضية، تسببت في إرباك العدو وإرعابه. فقد استطاع المجاهدون الأبطال في غضون هذا الشهر أن يبسطوا سيطرتهم على أحصن ثكنات العدو وقواعده، ويغنموا كذلك المئات من الدبابات والعربات والسيارات التي كانت في حوزة العدوّ.

ولا يسعنا في هذه العجالة أن نأتي عليها جميعاً، إلا أننا سنوجز أهمها كما يلي:

وقد ابتدأ هذا الشهر بفتح ثكنة عسكرية محصّنة للعدوّ بمدينة بلخمري بولاية بغلان، و3 مناطق استراتيجية أخرى في ولاية فارياب بأيدي المجاهدين الأبطال. وفي اليوم ذاته استطاع المجاهدون الأبطال والأسود الأشاوس أن يطهّروا 65 قرية من لوث العملاء في مديرية راغستان بولاية بدخشان، ثم سقطت على إثر ذلك المديرية المذكورة كاملة يوم الجمعة 11 من سبتمبر بأيدي المجاهدين.

وبعد مضي يوم من فتح مديرية راغستان استطاع المجاهدون الأبطال أن يخرجوا قاعدة عسكرية كبيرة وذلك باعتراف العدوّ نفسه في مديرية بغلان مركزي بولاية بغلان.

وفي يوم الأحد 20 من هذا الشهر قام المجاهدون بتنفيذ عملية استشهادية ضخمة على قافلة مشتركة للمحتلين وأذنابهم العملاء على الشارع السريع ببولد ولاية قندهار، فقتل جراء ذلك 15 من المحتلين الأجانب كما قتل وجرح أيضاً عدد كبير من العملاء.

واستهدف المجاهدون الأبطال خلال هذا الشهر مرتين بيت عبدالرسول سياف من ألدّ أعداء الإسلام وحامي الصليب بالصواريخ، وذلك في مديرية بغمان بولاية بروان. وفي يوم الأحد 27 من هذا الشهر وقع انفجار ضخم على المحتلين في مديرية باغرام بولاية بروان وتكبد الأعداء جراء ذلك خسائر فادحة.

وفي الجملة استطاع أسود الإسلام أن يفتحوا ولاية قندوز بتاريخ 28 من الشهر الحالي، وتعد هذه الولاية من أحصن الولاية، واستراتيجية من الطراز الأول من جميع النواحي. واستطاع المجاهدون الأبطال علاوة على فتح المراكز أن يغنموا المئات من الآليات العسكرية من العربات والدبابات والناقلات، ولقد طمأن الناس بعد ذلك أمير إمارة أفغانستان الإسلامية بأنهم سيعيشون في أمن وأمان ورخاء في ظل إمارة الإسلام ولن تهددهم مصيبة أو مشكلة مادام المجاهدون موجودون.

وبعد يوم من هذا الفتح العظيم استطاع أسود الإسلام أن يطهروا مديرية ينجي بولاية تخار من لوث المجرمين الأعداء. كما استطاع أبطال الإسلام أن يفتحوا مديرية خاك سفيد بولاية فراه، وكذلك مديرية بالاحصار بولاية قندوز، ومديرية إمام صاحب بالولاية المذكورة، وكذلك استطاعوا أن يفتحوا مديريتا تاله وبرفك بولاية قندوز. واستطاع المجاهدون قبل ذلك أن يفتحوا مديريات أشكمش وخواجه بولاية تخار.

وبعدما تكبد العدو جراءها خسائر فادحة للغاية، واشتدت ضرامة القتال والمعارك، ألقى العملاء بأنفسهم تحت أقدام أسيادهم الأجانب، يستغيثون بهم ويطلبون منهم العون والمدد للمشاركة في المعارك. فقام جنود النيتو بقصف عنيف على ولاية قندوز ثم أنزلوا جنودهم المشاة بها. وبعد مد وجزر سيطر المحتلون والعملاء ليلة 30 من سبتمبر على مركز ولاية قندوز، ولكن استطاع المجاهدون من الغد أن يبسطوا سيطرتهم على الولاية بعد ساعات قليلة، وحتى كتابة هذه السطور لم يبرح القتال على قدم وساق.

الصليبيون في ميدان القتال بعد عجز المرتزقة:

بعد مضي عام على توقيع الاتفاق الثنائي وتعهد المحتلين بإنهاء الحرب وعدم خوض المعارك والاشتباك مع المجاهدين، لم يجد العملاء بداً -بعدما كبدهم المجاهدون خسائر فادحة- من أن يلقوا بأنفسهم في أحضان المحتلين ويستنجدوا بهم لطلب النصر والعون، فبادر المحتلون بنجدتهم وذلك بقصف وحشي عشوائي على الناس والمجاهدين في ولاية قندوز، ثم تقدموا صوب الولاية، بعد قتال دامٍ، واستطاعوا أن يسيطروا على مدينة قندوز لساعات معدودة. فادعى العملاء المرتزقة النصر والنجاح واتهموا المجاهدين بالتجسس والعمالة مع أن رؤسائهم وكبار ضباطهم وجنرالاتهم يعترفون بأنه لولا معونة أصدقائهم الأجانب، لما كان بوسعهم قتال المجاهدين.

وبوقاحة بالغة هددت الحكومة العميلة جميع وكالات الأنباء طمعاً منها في أن يجتنبوا نشر الحقائق، وأن يلفقوا أخباراً مزورة لصالح العملاء، ولهذا لا تنشر وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الداخلية والأجنبية إلا أخباراً مفبركة ومزورة.

نفوذ المجاهدين في صفوف العدو:

لا زال المجاهدون يخترقون صفوف العملاء والأعداء الألداء ومن ثم يستهدفونهم في عقر دارهم ويكبدوهم أفدح الخسائر.

ففي يوم الأثنين 7 من شهر سبتمبر قام مجاهد متسلل لصفوف العدو في مديرية شاه جوي بولاية زابل بقتل 5 من أفراد الشرطة ثم التحق بصفوف الإمارة الإسلامية. وبتاريخ 22 من هذا الشهر أيضاً قام مجاهد مخترق لصفوف العملاء بقتل 10 من الجنود ثم لاذ بالفرار ووصل سالماً غانماً إلى المجاهدين.

تحطيم قيود الأسر:

جدد المجاهدون في هذا الشهر -مرة أخرى- ذكرى كسر سجون قندهار، ففي يوم الأثنين 14 من سبتمبر هاجم المجاهدون الأبطال سجن ولاية غزني واستطاعوا أن يطلقوا سراح أكثر من 400 سجين من إخوانهم المجاهدين الذين كانوا في الأسر. وقد اعترف العدوّ بأن 148 منهم كانوا من المجاهدين الخطيرين. وبتاريخ 28 من هذا الشهر بعدما سيطر المجاهدون الأبطال على مدينة قندوز، حطموا قيود سجن هذه المدينة واستطاع زهاء 700 أسير أن يفروا من السجن، وقد قيل بأن معظم هؤلاء الأسرى كانوا من المجاهدين الذين كانوا في أسر العدوّ.

الاعتراف بالعجز:

إن الهجمات المتكررة الأخيرة في البلاد، والهزائم المتتالية للجنود العملاء والشرطة، وطلب المساعدات الجوية من المحتلين في قتال قندوز، والحوادث الأخرى الجارية في البلاد، لهي دلالة واضحة على عجز الإدارة العميلة وضعفها الشديد، فقد أعلنت وزارة الدفاع قبل ملحمة قندوز في يوم الأحد 13 من سبتمبر بأنهم يعانون من قلة أعداد الجنود والشرطة، وأن الأفراد الموجودون من الشرطة والجنود لا يقدرون على مواجهة المجاهدين.

ضحایا الشعب:

استشهد في هذا الشهر 29 مدنياً في حوادث مختلفة بأيدي المحتلين الأجانب والعملاء، ومن أراد تفصيل ذلك فليراجع تقرير الإمارة الإسلامية الذي نشرته بهذا الصدد، إلا أننا سنذكر بعضها على سبيل المثال:

في يوم الثلاثاء 1 من سبتمبر أعلن الشورى العام لمديرية خوجياني بولاية ننجرهار في بيان بأنه في العمليات التي أطلق عليها العملاء اسم “أوسبيز مثلث” منذ شهر في هذه المنطقة، قتلت وجرحت حتى الآن ما لا يقل عن 70 مواطن.

وفي 5 من سبتمبر قبضت المليشيا على إمام مسجد وهو الشيخ نعمت الله في ضواحي مديرية شلجر بولاية غزني، ثم قاموا بقتله.

وفي 6 من سبتمبر أعلنت وكالات الأنباء بأن زهاء 7 من المواطنين استشهدوا جراء إطلاق الجنود العملاء النار عليهم في منطقة زرغون بمديرية محمدآغي بولاية لوغر كما قد جرح 15 آخرون أيضاً في هذه النكبة المأساوية.

وفي يوم الأحد 13 من سبتمبر جرح 3 من المتظاهرين الذين تجمعوا لكارثة شاه شهيد بكابول. وفي الغد قتلت الشرطة 3 من المواطنين في مديرية محمدآغه. وفي يوم الأحد 27 تسبب لغم زرعه الجنود العملاء في مقتل 15 من اللاعبين والمشاهدين لكرة اليد في مديرية خيركوت بولاية بكتيكا.

الحكومة الائتلافية الوحشية:

بلغ السيل الزبى وفقد الناس صبرهم وباتوا يعبرون عن مدى كرههم للحكومة الائتلافية الوحشية، حيث خرج الناس في مظاهرة يوم السبت 5 من سبتمبر في العاصمة الأفغانية وقالوا: إن لم يترك زعماء الحكومة الائتلافية جنونهم، فإنهم سيشتكونهم إلى الإدارة القضائية. وبتاريخ 9 من سبتمبر الذي يوافق ذكرى مقتل الهالك أحمد شاه مسعود رئيس عصابات الإجرام شمالي البلاد، قام تلاميذه الأوباش بالخروج في كابول مطلقين النار عشوائياً فجرحوا كثيراً من المواطنين، كما قتلوا موظفاً للأمن كان يريد أن يهدّئ الأوضاع.

ووفق إحصائية أطلقتها إذاعة دويتشه وله الألمانية باللغة البشتونية عبر الإنترنت يوم الاثنين 14 من سبتمبر، عبّر 87% من المشاركين عن سخطهم من الإدارة العميلة المشتركة ورأوها فاشلة.

الاعتراف بمعارف المجاهدين وتعليمهم:

بيّنا في شهر أغسطس اعترافات الإدارة العميلة بنجاح النظام التعليمي للمجاهدين في ولايات لوغر وقندوز، حيث اعترفوا بأن النظام التعليمي يسير في المناطق التي تحت سيطرة الطالبان على وجهٍ أحسن من الوضع التعليمي في المناطق التي في قبضة الحكومة العميلة. ووفق تقرير إذاعة “اسبوجمي” يوم الجمعة 25 من سبتمبر قالت الإدارة العميلة في ولاية هلمند: إن جماعة الطالبان ليست حجرة عثرة أمام تعليم أبناء البلاد؛ بل على عكس ذلك تماماً إنهم يحرضون المعلمين والأساتذة لفتح المدارس التي أغلقت أبوابها في وجه التلاميذ بسبب العوائق أو المشكلات.

هروب الصحفيين من البلاد:

لقد تكلمنا في الشهور المنصرمة عن فرار موظفي الحكومة إلى البلاد الأوروبية والأمريكية، ومؤخراً صرّحت مؤسسة ني، يوم الأثنين 14 من سبتمبر، لوسائل الإعلام بأن 23 من الصحفيين الأفغان هربوا خارج البلاد جراء أوضاع البلاد المزرية، ونتيجة للأخطار التي تهدّدهم، ولجؤوا إلى البلاد الأجنبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى