مقالات الأعداد السابقة

أفغانستان خلال شهر يونيو 2015م

ملحوظة: یكتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

قد منّ الله سبحانه وتعالى في غضون هذا الشهر على عباده المجاهدين -مثل الشهور المنصرمة- بالفتوحات والانتصارات الباهرة حيث سقطت مديريات عديدة بأيدي المجاهدين، وعلاوة على ذلك فقد استطاع المجاهدون تكبيد الأعداء خسائر فادحة، كما كانت كفة السياسة راجحة لصالح المجاهدين، حيث كانت لهم مكتسبات عالية، وفيما يلي نسلط الضوء على تفاصيل أهم الأحداث خلال شهر يونيو:

خسائر المحتلين الأجانب:

رغم ما يدعيه المحتلون الأميركان وحلفاؤهم من قلة الخسائر في صفوفهم، إلا أن جراحهم لاتزال تنزف. وإن كانت الخسائر قد قلّت نسبياً نظراً لفرارهم من الساحة إلا أنها لم تتوقف تماماً. فلا يكاد يمضي يوم إلا ويُستهدف فيه العدوّ الأجنبي من قبل المجاهدين البواسل ويكون له خسائر في الأرواح والمعدات.

وضمن سلسلة خسائر العدوّ، استهدف المجاهدون قاعدة باغرام الجوية في 10 يونيو بالصواريخ، فقُتِل جراء ذلك جندي أمريكي وجرح آخر. وفي يوم الاثنين 29 من يونيو قُتِل 4 من جنود أمريكان جراء لغم انفجر عليهم في مديرية باغرام بولاية بروان. وفي يوم الثلاثاء 30 من يونيو شهدت العاصمة الأفغانية هجمات ضارية على المحتلين مما أودى بهلاك عدد لابأس به منهم، إلا أن العدوّ لم يعترف بشيء.

وكما تعلمون أن العدوّ الكاذب ديدنه التكتيم والتعتيم على خسائره الحقيقية، فقد اعترف بكل وقاحة بمقتل جندي واحد فقط خلال هذا الشهر، وعلى هذا الغرار يكون عدد قتلى العدو خلال عام 2015م 4 جنود فحسب، ويصل عدد قتلى العدو الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3489 قتيلاً، 2359 منهم يحملون الجنسية الأمريكية و453 منهم يحملون الجنسية البريطانية. غير أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن مايعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل لعشر معشار ما يدور على واقع الساحة الأفغانية من خسائره الحقيقية.

المقاتلون الأميركيون المتعاقدون مع الشركات الخاصة ضحايا المجهول:

لقد نشرت دورية فارن باليسي الأميركية يوم الاثنين غرة يونيو تقريراً مفصلاً عن المقاتلين المحتلين الأميركيين، وأفاد هذا التقرير بأنّ أوباما لم يتكلم خلال حفل تأبين قتلى الأميركان في أفغانستان عن القتلى المتعاقدين مع الشركات الخاصة التي تقاتل في أفغانستان والتي يصل عدد متعاقديها إلى 1592 مقاتل. ويضيف التقرير: هذا في حين أن هؤلاء المقتولون نسبتهم 64% من القتلى المحتلين الذين قتلوا في أفغانستان.

وأردفت هذه الدورية: بأن البنتاغون يمتنع عن بيان تفصيل هؤلاء الجنود المقاتلون للشركات، إلا أن الوثائق تفيد بأن أميركا أرسلت بمقدار الجنود الذين أرسلتهم في أفغانستان والعراق، جنوداً آخرين للشركات الخصوصية وجنود متعاقدين لأجل الدولار، ولكن البنتاغون أخفى هذا الأمر عن شعبه كي لا يعرف الناس مدى خسائر المحتلين، إذن فالإحصائيات التي تنشر بين الفينة والفينة عن القتلى الأميركيين، ليست هي إلا للجنود الرسميين لا لجنود الشركات الخاصة.

خسائر العدوّ المالية:

تقدّر خسائر العدوّ المالية خلال شهر يونيو بملايين الدولارات، إذ سقطت مديريات عدّة بأيدي المجاهدين، وغنم المجاهدون العشرات من السيارات، ومئات القطع من السلاح الثقيل والخفيف. وعلاوة على ذلك سقطت مروحية للأعداء يوم الأحد 28 من يونيو في مديرية ميوند بولاية قندهار.

خسائر العملاء:

مع ازدياد ضربات المجاهدين وفتوحاتهم، وفرار المحتلين، ازدادت الخسائر في صفوف العملاء، وقد اعترف رئيس أوبراسيون لوزارة الدفاع للإدارة العميلة يوم السبت 20 من يونيو في حوار له مع إذاعة ” آزادي” الفارسية بأن الستة شهور الأولى للعام الحالي كانت أدمى من العام المنصرم، وتكبدوا فيها خسائر باهظة. ووفقما قال هو بأن الخسائر ارتفعت بمعدل 75%.

هذا في حين أن قناة واشنطن اجزامينر قالت يوم الأحد 14 من يونيو: برغم ما تدعيه الإدارة العميلة من أن عدد الجنود في الجيش مناسب وكافٍ، إلا أن هذا الإدعاء غير صحيح فلا العدد معلوم حتى الآن ولا من خلاقية الجيش. فالجيش يضخم عدد مقاتليه، ويزداد حجم الخسائر في صفوفه، وهذا ما يتسبب بانهيار معنويات المقاتلين.

وإن لم يكن بوسعنا أن نذكر جميع الخسائر التي تكبدها العدو العميل الجبان إلا أننا سنسلط الضوء على أبرزها:

في يوم الثلاثاء 2 من يونيو استهدف 9 من موظفي الإدارة العميلة في ولاية بلخ وقتلوا جميعاً. وفي يوم الأحد 7 من يونيو قتل محقق للمحكمة في مركز ولاية قندوز. وفي 13 من يونيو هاجم المجاهدون المليشيا في مديرية جاربران بولاية بكتيكا، فقتل 19 منهم. وفي يوم الأحد 14 قتل قائد مخفر رقم 207 بولاية غور وحاكم مديرية اشكمش بولاية تخار. وفي الغد قتل 3 من قادة المليشيا مع 2 من أفرادهم. وعلى إثر ذلك وفي يوم الأربعاء 24 من يونيو قتل حاكم مديرية كشم بولاية بدخشان بأيدي المجاهدين. وفي آخر هذه الحوادث والخسائر قتل قائد للشرطة في مديرية جريشك بولاية هلمند يوم الخميس 25 من يونيو مع 12 من رفاقه.

عمليات العزم:

لقد بدأت عمليات العزم بالشدة وبالعزم المتين، وحققت مكتسبات كبيرة مما أربك العدوّ وأرعبه، فقد سقطت مديريات عدة بأيدي المجاهدين، وقُتِل وجُرح من جنود العدو المئات، ولايسعنا في هذه العجالة أن نأتي على ذكرها جميعاً، إلا أننا سنأتي على الأبرز منها:

سقطت مديرية يمجان بولاية بدخشان بتاريخ 6 من شهر يونيو بأيدي المجاهدين، وتم تطهيرها من لوث العملاء بالكامل. وفي يوم الأحد 14 من يونيو سقط مركز القيادة الأمنية لمديرية باغران بولاية هلمند بأيدي المجاهدين. وفي 18 من يونيو سقط مركز القيادة الأمنية بمديرية موسى قلعه بعد قتال شديد بأيدي المجاهدين. وفي اليوم نفسه حذر وزير الداخلية من خطر سقوط 12 ولاية بأيدي المجاهدين.

وقد اعترف يوم الأربعاء 17 من يونيو أعضاء المجلس البلدي لولاية هلمند بأن جميع مناطق مديرية كجكي بأيدي المجاهدين.

وبعد أيام قليلة من سقوط مديرية يمجان شمالي البلاد، أفادت الأنباء عن سقوط مديرية جاردره بولاية قندوز بأيدي المجاهدين، وبعد يومين فقط سيطر المجاهدون الأبطال على مديرية دشت أرتشي في هذه الولاية.

وفي 22 من يونيو شهد مجلس النواب أو البرلمان المفتعل هجوما قوياً من قبل المجاهدين. وقد أتى هذا الهجوم في وقت الإدلاء بالآراء لتعيين وزير الدفاع. وقد استمر هذا الهجوم ساعات طويلة وخُرِّب مبنى البرلمان وتكبد العدوّ خسائر فادحة.

وقد أراد العدوّ التكتيم وإسدال الستار على هذه الفضيحة الكبرى بدراما بطولية مختلقة لجندي ادعى قتل 6 من المجاهدين في 5 دقائق، ولم يلبث الأمر حتى اتضحت الحقيقة وظهر كذب الإدارة العميلة.

وأعلنت وكالات الأنباء يوم الجمعة 26 من يونيو سقوط مديرية وانت وايجل بولاية نورستان بأيدي المجاهدين، وإن أنكر العملاء ذلك إلا أن الحقائق الموثقة تؤيد المجاهدين.

وفي آخر هذا الشهر نفذت عمليتان مباركتان إحداهما على القيادة الأمنية بولاية هلمند، وثانيهما على شارع المطار بكابول، يقال بأن المحتلين الأجانب وأذنابهم العملاء تكبدوا جراءهما خسائر فادحة.

الانضمام إلى صفوف المجاهدين:

لقد سعى المجاهدون منذ أمد بعيد بجانب نشاطاتهم العسكرية والسياسية إلى أن يبينوا الحقائق للذين انخدعوا ووقعوا في مصيدة الترهات والخزعبلات والدعايات الكاذبة، وبهذا المنظور استمرّت لجنة الدعوة والإرشاد نشاطاتها بهذا الصدد وكان لها بحمدالله ومنه مكتسبات كبيرة. وقد التحق المئات من الموظفين في الإدارة العميلة بعدما أدركوا الحقائق بصفوف المجاهدين.

ففي يوم الأثنين 15 من يونيو أي قبل 5 أيام من سقوط مديرية جاردره / ولاية قندوز بأيدي المجاهدين، فشل الجنود العملاء في مجابهة المجاهدين ومقابلتهم فغادروا قواعدوهم وفروا منها، وكان فرارهم مستمراً إلى أن سقطت هذه المديرية.

ومؤخراً أعلن المحتلون الألمان يوم الجمعة 26 من يونيو بأنهم أخرجوا جنودهم من شمالي البلاد وأن نشاطاتهم تنحصر في كابول فحسب.

وفي يوم الأثنين 29 من يونيو ترك الجنود مراكزهم في قواعد عدة في هلمند وعلى وجه التحديد في مديرية كجكي وفرّوا منها.

ووفق تقرير لجنة الدعوة والإرشاد التحق زهاء 585 من الموظفين والجنود والشرطة في شهر يونيو بصفوف الإمارة الإسلامية.

نفوذ المجاهدين في صفوف العدو:

مازال المجاهدون يخترقون صفوف العملاء والأعداء الألداء ومن ثم يستهدفونهم في عقر دارهم ويكبدوهم أفدح الخسائر.

ففي يوم الاثنين 8 من يونيو قتل مجاهد نفوذي 5 من المليشيا في مديرية خاكريزه بولاية قندهار واستطاع أن يفر ويصل سالماً غانماً إلى معسكرات المجاهدين.

وبعد يوم من تلكم العملية المباركة، قتل قائدٌ للشرطة 3 من جنوده في ولاية فراه وفرّ بنفسه. وفي يوم الأربعاء 10 من يونيو قتل مجاهدون نفوذيين 5 من الشرطة، أحدهما في مديرية شينكي بولاية زابل والآخر في بالابلوك بولاية زابل، واستطاعا أن يفرا سالمين غانمين.

وفي آخر هذه العمليات في يوم السبت 27 من يونيو استطاع مجاهد نفوذي أن يقتل 3 من جنود الشرطة ويفر آمنا.

وقد شكلت الإدارة العميلة -بمساعدة المحتلين- إدارات خاصة للتفحص والتحقيق مع الجنود ليسدوا الطرق أمام المجاهدين، ولكن على الرغم من مضي 3 سنوات وإنفاق الملايين من الدولارات لم تقدر هذه الإدارة أن تنجز إنجازاً يذكر. هذا وقد اعترف رؤساؤهم في وقت سابق بأن المجاهدين قد تسربوا في جميع الإدارات.

الدعوة لترك صفوف العملاء:

وقد دعت الإمارة الإسلامية يوم الاثنين 22 يونيو مرة أخرى جميع الجنود والشرطة في صفوف الجيش والشرطة إلى أن يغتنموا الفرصة، ويكفّوا عن جرائمهم ويتركوا صف الصليب ويلتحقوا بصفوف المجاهدين وإن لم يمكنهم مساعدة المجاهدين فليتركوا العمالة. ولقد كانت للإمارة الإسلامية جهوداً جبارة في هذا المضمار وذلك بتبيين الحقائق والمؤامرات التي يحيكها العدو، ولقد كان السبب الرئيسي لتشكيل لجنة الدعوة والإرشاد هذا الأمر وكان لذلك مكتسبات مؤثرة.

ضحايا الشعب:

لايزال الشعب يعاني الأمرّين منذ وجود الاحتلال المشؤوم عام 2001م على ثرى وطننا الحبيب، ففي هذا الشهر ارتكب المحتلون وأذنابهم العملاء العديد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الأفغاني، وارتكبوا المظالم والقتل والاضطهاد بحق المدنيين تحت ذرائع واهية. ووفق تقرير سروي بوهنتون براوان الأميركي الذي نشرته أسوشيتدبرس يوم الثلثاء 2 من يونيو بأنه منذ عام 2001م إلى تاريخ نشر هذا التقرير قتل زهاء 100 ألف من الشعب الأفغاني في هذه الحرب الصليبية بزعامة أميركا وجُرح عدد قريب العدد المذكور. وذكر بأن هذا التقرير مستفاد من مؤسسة يوناما ويمكن أن يكون العدد الحقيقي أكثر مما قدموه.

ووفق التقرير الذي نشرته مؤسسة يوناما في 9 من يونيو بأنه قد قتل خلال الـ 4 الشهور الماضية زهاء 978 من المدنيين وجرح 2000 آخرين.

وفي هذا الشهر أيضاً لا تزال مظالم المحتلين وأنابهم جارية في شتى بقاع أرضنا الحبيبة، ففي يوم الجمعة 5 من يونيو قصفت طائرات الدرونز الأميركية أناساً كانوا يقيمون صلاة جنازة لتحصد أرواح 34 منهم، وادعى المحتلون وأذنابهم أن القتلى هم من الطالبان لأجل التغطية على هذه الفضيحة الشنعاء، إلا أن أعضاء مجلس الشيوخ الذين زاروا المنطقة قالوا بأن جميع القتلى إنما كانوا من المدنيين الأبرياء. وعلاوة على ذلك قام وجهاء وشيوخ القبائل ببيان الحقيقة في مؤتمر صحفي وقالوا بأن جميع القتلى كانوا من عوام المسلمين الأبرياء إلا أن المحتلين وأذنابهم أرادوا خداع الشعب حيث زعموا أن القتلى كانوا من المجاهدين.

وفي اليوم ذاته قتل 7 من المواطنين الأبرياء في مديرية شلجر بولاية غزني، حيث استهدفهم العملاء بقذائف هاون وأردوهم قتلى.

وفي يوم الثلاثاء 9 من يونيو استشهدت امرأة حامل في طرق قندهار التي أغلقت بوجه المدنيين لحماية الرئيس أشرف غني قبحه الله.

وفي 20 من يونيو استشهد 21 من المواطنين الأبرياء جراء انفجار لغم عليهم في مديرية مارجه بولاية هلمند، وبعد 3 أيام من تلك الكارثة قصفت طائرات المحتلين مسجداً في مديرية جاردره بولاية قندوز، فقتل وجرح جراء ذلك 8 من الأطفال كانوا يتعلمون القرآن في ذلك المسجد.

وفي يوم الأحد 28 من يونيو أطلق العملاء النيران بكثافة على سيارة للمدنيين في مديرية غازي آباد بولاية كونر، فاستشهد جراء ذلك 3 من المواطنين الأبرياء.

ومن أراد تفصيل جرائم المحتلين والعملاء فليراجع التقرير المخصص بهذا الشأن في موقع الإمارة الإسلامية.

كراهية الشعب للمحتلين ولعملائهم:

لقد أدى قتل المدنيين بأيدي العدوّ وكذلك إدراك الناس للحقائق ولعدالة المجاهدين إلى أن يثور الناس على الباطل ويكرهوه، ويعبروا عن مدى كراهيتهم للمحتلين وأذنابهم.

فقد قام المئات من أهالي ولاية غور بتاريخ 9 من يونيو يشجبون ويستنكرون مظالم الإدارة العميلة. وفي 11 من يونيو استنكر الناس في ولاية قندهار معاملة قائد أمن هذه الولاية السيئة عبدالرزاق وقالوا بأن أفراد هذا القائد المجرم يؤذون الناس بلا مسوّغ، ويفتشونهم ويسجنونهم ويعذبونهم.

وتأييداً للحادثة المذكورة، اعترفت لجنة حقوق الإنسان يوم الخميس 18 من يونيو بأن المليشيا يسيئون المعاملة من مناصبهم ويتسببون بإيذاء المواطنين الأبرياء، وتعذيبهم وربما قتلهم.

وفي يوم الاثنين 29 من يونيو قام أهالي ولاية بروان ينددون بقصف المحتلين الأجانب لمنطقة من هذه الولاية، كما أغلقوا الطرق لساعات عدة، وكان الناس يهتفون بأعلى صوت: “الموت لأمريكا.. الموت للمحتلين”.

حلبة السياسة:

لقد اتسعت دائرة نشاطات المجاهدين إلى أوسع نطاق، واتسعت دائرة الفتوحات، كما كانت جهود الإمارة السياسية حثيثة بحمدالله، وقد حصلنا على تقارير في الشهور الماضية تفيد بتدويخ الفصائل الحاسدة وقلقلهم وحزنهم البالغين.

وقد أعلنت وكالات الأنباء في 6 من يونيو زيارة ممثلي الإمارة الإسلامية مع شخصيات أفغانية كبيرة لدبي، والهدف الرئيس وراء هذه الزيارات هو الاستماع لآراء الناس وكذلك لإبلاغ موقف الإمارة الإسلامية.

وقبل ذلك بيوم كان لرئيس المكتب السياسي وممثلي الإمارة الإسلامية زيارة للنرويج لحضور مؤتمر أممي، بلّغوا فيه موقف الإمارة الإسلامية للمشاركين.

ومن ضمن نشاطات الإمارة الإسلامية إرسال رسالة مفصلة لزعيم داعش، فيها تنبيه لأوضاع أفغانستان وطبيعة البلاد وشعبها، وكذلك عن قلق الإمارة الإسلامية من النشاطات المشبوهة التي تجري باسم هذا التنظيم في بعض المناطق التي تتسبب بالخلافات والتناحر والتي ستعود بالضرر على الصفوف الجهادية الحقة، وإذا ما لم يوقف هذا التنظيم نشاطاته في البلاد فسيواجه رد فعل جنود الإمارة الإسلامية.

هزيمة العملاء الساحقة:

لقد تبلورت ملامح الانهيار في صفوف العملاء جراء نشاطات الإمارة الإسلامية العسكرية والسياسية، وأيضاً جراء إدارك الشعب للحقيقة، وكذلك يأس المحتلين وحماة القتال والاحتلال، فلا يكاد يمضي يوم إلا وتظهر آثار هذه الهزيمة على هيكل الإدارة العميلة الضعيفة.

وقد استقال في غرة شهر يونيو أحد مستشاري الإدارة العميلة بسبب انعدام الاستراتيجية في الإدارة العميلة. وقد قال حليم تنوير بأن سبب استقالته هي السياسة الفاشلة للإدارة العميلة.

وبعد يومين من ذلك صرح والي بلخ المتمرد بأن الإدارة المشتركة إنما دراما. وقالت وكالة رويترز الإخبارية بأن هذا الوالي قد فقد توازنه الفكري، فقد ظهر في إحدى مناطق بلخ واستهدف ببندقيته عدوه الخيالي.

وفي يوم السبت 7 من يونيو انتقد أحمد ولي مسعود -أحد رؤساء الاتحاد الشمالي- الحكومة العميلة ووصفها بأنها غير وطنية. وقال إنها حكومة مربكة لاهدف لها. وقبل يومين من ذلك قال أحمد كرزاي الرئيس السابق أن الاتفاقية بين كابول وإسلام آباد تعود بالضرر على الشعب واعتبرها ضد الحاكمية الوطنية وأنها خانقة للشعب. يقال بأنّ حامد كرزاي ذو قدرة عالية حتى الآن يستفيد منها لإضعاف هذه الإدارة وهزيمتها.

وفي ضوء هذه الهزائم، أعلنت مؤسسة العدالة العالمية يوم الخميس 4 من يونيو في تقريرها السنوي بأن إدارة كابول تُعد ثاني إدارة فاشلة حيث لا توجد فيها سلطة قانونية ونظام عدل.

وضمن سلسلة هزائم الإدارة العميلة المتكررة قال رئيس تنظيم العمل والصناعة في مؤتمر صحفي بكابول بأن الأوضاع السياسية لو استمرت على هذا المنوال، واستمرت الإمارة الإسلامية بنشاطاتها السياسية، فليس من المحال أن تسقط البلاد بأيدي الطالبان، وقال إن الإدارة العميلة إدارة فاشلة.

وعلى إثر ذلك وفي يوم الثلاثاء 16 من يونيو أعلن والي بدخشان بعد سقوط مديرية يمجان بأيدي المجاهدين بأن الإدارة العميلة لو لم تتخذ قراراً حاسماً فسيسقط مركز هذه الولاية وسائر المديريات بأيدي المجاهدين.

حث الجنود على ارتكاب الجرائم:

بعد الهزائم المتكررة وسقوط مناطق كثيرة شمالي البلاد، قال رئيس أركان الجيش الأفغاني الجديد «قدم شاه شهيم» بتاريخ 15 من يونيو لجنوده في ولاية بدخشان، بأنه ليس هناك حدود يقفوا عندها في استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المجاهدين وشن العمليات الليلية الخاصة، هذا بالإضافة إلى أنهم لن يرضخوا للمساءلة والتحقيق والاعتقال نتيجة تضحياتهم. وليس من العجيب أن يدلي مسؤولوا إدارة كابل بتصريحات كهذه، ويسكت عنها رؤساؤهم، لأنهم كل يوم يرتكبون جنايات من هذا القبيل، وإن مخططاتهم العسكرية وأعضاؤهم تنهل من التربية الغربية، فلا يعترفون بالقيم الإسلامية والإنسانية ولا يشعرون بأية مسؤولية، فهم معتادون على قتل الناس، والبربرية، وسوء الخلق، وشرب المخدرات وتهريبها، ويستلذون بقتل الإنسان وإراقة دمه.

إن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدلي فيها رئيس أركان الجيش الأفغاني الجديد بمثل هذه التصريحات المخالفة لقوانين الحرب، بل وقبل هذا قال قائد أمن ولاية قندهار (عبد الرازق) وقائد أمن ولاية بغلان وحصارك الجنرال (أمین الله أمیر خیل وعبد الخالق معروف) لجنودهم: إذا اعتقلتم المجاهدين فلا تتركوهم أحياءً ولا تأتونا بهم على قيد الحياة وإنما اقتلوهم قبل أن تأتوا بهم!

وعلاوة على ذلك حذّر الجنرال عبدالرشيد دوستم، نائب الرئيس أشرف غني (والرئيس بنفسه قد عدّه من أمراء الحرب في كتابه) بأنه سيثأر ثأر الأمريكان من المجاهدين. وقد عدّ قتلى الأمريكان عام 2012م شهداء! وكان قد اقترف عام 2001م أبشع جريمة بقتل 30 ألف مجاهد.

وقد اتفق روستم وعطاء نور يوم الاثنين 22 -بعدما كانت الخلافات بينهما شديدة- على اقتراف الجرائم وقتل الأبرياء وعوام المسلمين، ونهب أموال الناس وثرواتهم، ومن أجل ذلك أعلنوا تشكيل المليشيا المتحدة. والمليشيا من أنحس وأنجس أفراد المجتمع في تاريخ أفغانستان.

سلسلة تسريبات الإدارة العميلة:

ثمة تسريبات تتردد بعد توقيع الاتفاقية بين كابول وإسلام آباد، فقد كتبت صحيفة “ايكسبريس تريبون” الباكستانية يوم الثلاثاء 16 من يونيو بأن الجنود الباكستانيين قد قاموا بدخول التراب الأفغاني مسافة 600 متر لإنقاذ الجندي الجريح الأفغاني، وقاتلوا في صف واحد لنصرة العملاء الأفغان الذين كانوا في اشتباك مع الطالبان.

وعلاوة على ذلك أعلن وزير المعارف السابق يوم الأحد 21 من يونيو بأن 3 من الرجالات ذووا المستوى الرفيع قد تسلموا 70 مليون دولار من أجل المضي في توقيع الاتفاقية المذكورة.

هذه التصريحات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الإدارة العميلة تقبل بالذلة والخنوع والصغار من أجل الإبقاء على الجاه والسلطة، وأنها تتهم المجاهدين بالعمالة والتجسس للفصائل المختلفة، وتخدع بذلك الجهلاء الغافلين.

آثار الديموقراطية:

في الحلقات الماضية تطرقنا للحديث عن آثار الديموقراطية، وفي هذه العجالة نشير إلى بيان وزير مكافحة المخدرات الذي قال يوم الخميس 11 من يونيو بأن زهاء مليون ونصف مليون من الأفغان مصابون بتعاطي المخدرات.

فتعاطي المخدرات، والرشوة، والفحشاء، والقتل، والنهب، والزنى بالمحارم، والحريات اللاأخلاقية الأخرى جميعها من آثار الاحتلال والديموقراطية التي جاءت إلى بلادنا بأيدي الذين كانوا يدّعون الجهاد، وهم بأنفسهم الآن يعانون من هذه الأمراض الخبيثة.

المصادر: المواقع الإخباریة والداخلیة، تقاریر الشهریة لجنة الدعوة والإرشاد في الإمارة الإسلامیة، والتقریر المخصص لضحایا الشعب المنشور في موقع الإمارة، وأهم أحداث الأسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى