
أفغانستان في شهر نوفمبر ٢٠١٨ الميلادي
أحمد الفارسي
ملحوظة: هذه المقالة تشتمل على الأحداث التي اعترف بها العدوّ، ونرى من اللازم أن نشير بأن هناك أحداثا أخرى مع تذكرة معلومات أكثر، لا سيما حول الخسائر والأضرار التي لحقت بالعدوين الداخلي والخارجي، يمكن لكم أن تعثروا عليها في الموقع الرسمي للإمارت الإسلامية في أفغانستان.
عمليات المجاهدين كانت مستمرة بقوة في شهر نوفمبر أيضا، هذه العمليات أنجزت للمجاهدين كثيرا، والعدو في هذا الشهر اعترف بهزائمه في حرب أفغانستان، والمجاهدون أضافوا إلى فتوحاتهم العسكرية فتوحات سياسية.
يمكن لنا أن نشير إلى تفاصيل هذه الموضوعات مع أبرز الاحداث التي وقعت في شهر نوفمبر في أفغانستان في العناوين التالية:
خسائر المحتلين الأجانب:
في يوم السبت، الثالث من نوفمبر هجم جندي انغماسي على مستشاريين إمريكيين في مركز تدريبي، وقتل عددا منهم، والاحتلال اعترف بمقتل واحد من عناصره في هذا الهجوم، ثم بعد ذلك في الرابع عشر من نوفمبر، أخبر المجاهدون في الإمارة الإسلامية عن مقتل محتل أجنبي في ترينكوت مركز ولاية أوروزجان، وفي الأحد اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر قتل جندي آخر في مركز ولاية هلمند، كما شهدنا في السابع والعشرين من نوفمبر مقتل وإصابة سبعة محتلين إمريكيين في ولاية غزني.
واعترف العدو المحتل خلال هذا الشهر بمقتل خمسة من أفراده، وهذا أكبر اعتراف له خلال العام الميلادي٢٠١٨ الميلادي، ويبلغ بذلك عدد قتلى الإمريكيين الذين يتمّ الاعتراف به خلال العام الميلادي الجاري إلى سبعة عشر قتيلا، ويبلغ عدد قتلاهم المعترف بهم إلى ٣٥٥٧ خلال السنوات السبعة عشر الماضية، ولا شك أن العدد الحقيقي لقتلاهم أكثر من هذا.
الخسائر في صفوف العدو الداخلي:
في يوم السبت الثالث من نوفمبر، قتل قائد للمليشيات المحلّية مع عشرين من مرافقيه في ولاية بدخشان. ثم بعد ذلك قتل المجاهدون في الثلاثاء ٦ نوفمبر، أربعة من عناصر القوات الأمنية الذين اعتقلوهم في ولاية بروان.
في يوم الجمعة١٠ نوفمبر، قتل حاكم مديربة كوهسان في ولاية هرات خلال تفجير. بعد ذلك، قتل المجاهدون في السابع عشر من نوفمبر، حاكم مديرية بره كى برك في ولاية لوغر.
في الثلاثاء ٢٠ من نوفمبر، قتل قائد الحزام الثاني في ولاية قندهار. هذه نماذج من خسائر في الطبقة المتوسطة من العدو، وحسب التقارير يقتل العشرات من عناصر العدو يوميا أثناء المعارك مع المجاهدين، هذه التقارير أثارت قلق الإدارة العميلة في كابول.
الخسائر المالية للعدوّ:
الخسائر المالية للعدو نتيجة فتوحات المجاهدين، وهجماتهم المتتالية على مقرّات العدو، ومراكزهم، كبيرة جدا، تقدر بمئات الملايين من الدولارات في الشهر.
نشير هنا إلى حدثين كانا سببا لإيقاع الخسارة العظيمة بالعدو: في السبت٢٤ نوفمبر استهدف المجاهدون مروحية للعدو في مديرية معروف في ولاية قندهار، وفي يوم الجمعة ٣٠ نوفمبر مروحية أخرى لهم في مديرية سروبي في ولاية كابول، وقتل جميع طاقم هاتين المروحيتين.
الهروب من صف الإدارة العميلة إلى صفوف المجاهدين:
بإمكانكم الاطلاع على تفاصيل التحاق عناصر العدو إلى صفوف المجاهدين في تقارير لجنة الجلب والجذب التابعة للإمارة الإسلامية، هنا نشير كأمثلة إلى بعض الوقائع:
في السبت العاشر من نوفمبر التحق حاكم مديرية خاك سفيد في ولاية فراه مع عدد من رفاقه إلى صفوف المجاهدين، في نفس اليوم أخبرت لجنة الجذب والدفع التابعة للإمارة الإسلامية عن ترك أكثر من ألف مؤظف في المؤسسات المختلفة للإدارة العميلة وظائفهم خلال شهر أكتوبر. بعد ذلك، في الأحد ١٨ نوفمبر التحق قائد أمني مع رفاقه المسلحين إلى صفوف المجاهدين في مركز ولاية فره.
خسائر المدنيين، وإيذائهم:
اشتدت هجمات العدوين الأجنبي والداخلي على المدنيين بعد هزائمهم المتتالية. في الثالث من نوفمبر شهدت مديرية نرخ في ولاية ميدان وردك مقتل ستة أشخاص من المدنيين من ثلاثة عوائل قتلوا في هجمات قوات التحالف.
ثم بعد ذلك في الثلاثاء السادس من نوفمبر، قتلت قوات الإحتلال ٢١ مواطنا بالإطلاق العشوائي للنّار في مديرية غيان في ولاية بكتيكا.
في الجمعة ١٠ نوفمبر، قتل نتيجة قصف طائرات الدرون ما لا يقل عن خمسة مواطنين في مديرية جاجي اريوب.
في الأحد ١٨ نوفمبر، استشهد إثنا عشر مواطنا، بما فيهم العريس بعد هجوم العساكر المحتلة على حفلة عرس في مديرية جلريز في ولاية وردك.
و ففي الولاية المجاورة لها أخبرت وسائل الإعلام أن المليشيات قامت بتهجير أكثر من ١٢٠٠ عائلة من مساكنهم في مديرية جاغوري في ولاية غزني.
قتل في ٢١ نوفمبر عدد كبير من العامة بما فيهم النساء والأطفال في مديرية محمد آغه في ولاية لوغر، نتيجة القصف الوحشي للعدو الخارجي.
بإمكانكم مطالعة تفاصيل هذه الأحداث في التقرير الخاص بشأن خسائر المدنيين الذي نشره موقع الإمارة.
عمليات الخندق:
انطلقت عمليات الخندق بهجمات المجاهدين في شهر نوفمبر على ثكنة نظم عامه في طريق مديريات شريم تكاب و دولت آباد من ولاية فارياب نجاحا كبيرا.
خلال هذه الهجمات تمت السيطرة على المقر الاصلي للعدو، وألقي القبض على ١٧ شرطيا. قال المجلس المحلي لولاية أروزجان في يوم الأحد ٤ من نوفمبر: إن المجاهدين استولوا على ثكنتين مهمتين في مديرية دهرارود في هذه الولاية.
فتح المجاهدون يوم الإثنين ٥ نوفمبر، مركز مديرية خوكياني في ولاية غزني، وهذه المديرية سقطت سابقا أمام المجاهدين، ونقل مركزها من جانب العدو إلى منطقة أخرى، في هذا اليوم سيطر المجاهدون على هذا المركز.
في الثلاثاء، ٦ نوفمبر، اضطرت مليشيات دولت آباد في ولاية بلخ على الهروب وترك مناطق واسعة للمجاهدين بعد صراع شديد.
في نفس اليوم أخبرت السلطات الأمنية في ولاية فراه من سقوط مخفر حدودي، ومقتل عشرين عنصرا من عناصره أثناء الحرب.
ورد في الاخبار أن ٢٩ شخصا من عناصر هذا المخفر الحدودي ألقي القبض عليهم.
في الأربعاء السابع من نوفمبر، خرجت ثلاث ثكنات عسكرية في مديرية بشتون كوت في ولاية فارياب من سيطرة القوات العميلة لإدارة كابول.
في الخميس الثامن من نوفمبر، تعرّضت مديرية جاغوري في ولاية غزني لهجمات شديدة من جانب المجاهدين، سيطر المجاهدون أثناء ذاك على مناطق واسعة وقتلوا قرابة عشرين قائدا أمنيا عميلا للعدو.
في الأحد ١١ من نوفمبر، شهدنا فتح مقر للعدو في مديرية بوركه في ولاية بغلان، وفي اليوم التالي منه تمت السيطرة على مديرية مالستان في ولاية غزني.
كما فتح المجاهدون في سلسلة فتوحاتهم في ولاية غزني أحد مراكز الإدارة الحكومية، في الأربعاء١٤ نوفمبر.
من ناحية أخرى، أخبر المجاهدون في الإمارة الإسلامية من السيطرة على ثكنة كبيرة في مديرية فراه رود في ولاية فراه، قام بها ستة من المجاهدين الانغماسيين.
في الأربعاء ٢٨ نوفمبر شهدنا هجمات شديدة للمجاهدين، على مركز لقوات الاحتلال في مدينة كابول.
قتل وأصيب العشرات في الهجوم على هذا المركز الذي يعرف باسم« كوركا».
الاعتراف بالهزيمة:
منذ سنوات وقد أدركت الولايات المتحدة الإمريكية المحتلة، أنه لا يوجد حل عسكري لأزمة أفغانستان، وتسعى لفتح باب الحوار مع المجاهدين.
بجانب المحللين السباسيين والجرائد ووسائل الإعلام يعترف أحيانا بعض كبار المسؤولين بهذه الحقيقية ويذعنون بالحقائق، واعترفوا بهزيمتهم في أفغانستان بشكل غير مباشر.
من هذا المنطلق اعترف في الخميس الواحد من نوفمبر قائد القوات الإمريكية في أفغانستان اسكات ميلر: لا يوجد حل عسكري للأزمة الراهنة، وينبغي أن يحل عسكريا.
كما أعلنت في نفس اليوم مؤسسة سيجار، بأن النفقات الباهظة التي صرفتها الولايات المتحدة على الجنود المرتزقة لكابول لم يكن لها أي تاثير.
ووردت في تقريرها أن أكثر من نصف مناطق أفغانستان خارجة من سيطرة حكومة كابول، وهي تحت سيطرة طالبان.
هكذا السكرتير العام لحلف الناتو، الذي وصل إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة، قال في يوم الأربعاء ٧ نوفمبر في كابول: يجب حل مشكلة أفغانستان بالمفاوضات والطرق السلمية.
أشار النائب السابق لبنتاغون الحكومة الإمريكية في الخميس ١٥ نوفمبر، أن تفكر في طريق للخروج من أفغانستان، من الآن، وقبل أن يضطر أتباعها للهروب من سقف سفارتها بالمروحيات ويقتل آلاف من جنوده كما حدث في فيتنام.
في الإثنين الخامس من نوفمبر، اعترف والي إدارة كابول في فارياب أن سبعين في المائة من مناطق هذه الولاية تحت سيطرة طالبان.
الانتخابات المخجلة:
رغم مرور أكثر من شهر ونصف لم تستطع الإدارة العميلة في كابول أن تعلن نتائج الانتخابات المزيفة.
في الإثنين الخامس من نوفمبر قال نواب المجالس المحلية أن لجنة الانتخابات اشترطت فوز كل نائب بدفع ٤٠٠ ألف دولار.
الاختلافات بين العملاء في الإدارة العميلة:
نتيجة الاختلافات بين أركان إدارة كابول، استقال أكرم خبلواك عضو المجلس المزور باسم مجلس السلام من منصبه، يوم الخميس ٨ نوفمبر.
وفي اليوم التالي استقال الوالي المزور لولاية ميدان وردك. ثم بعد ذلك في الأحد ١١ نوفمبر استقال والي الإدارة العميلة في ولاية هرات.
في الثلاثاء ٢٠ نوفمبر، استقال الرئيس الإقليمي للجنة الانتخابات احتجاجا على الفساد في الإدارة المذكورة.
في اليوم الثلاثاء ٢٧ نوفمبر حذر رئيس الأمن للإدارة العميلة بالاستقالة من منصبه إذا لم يطبق القانون على الأقوياء المتجبرين.
مؤتمر موسكو:
عقد مؤتمر في موسكو يوم التاسع من نوفمبر، بهدف دراسة طرق السلام، والمفاوضات لإنهاء الأزمة الراهنة في أفغانستان. امتنعت الولايات المتحدة الإمريكية من الحضور في هذا المؤتمر، وتبعتها الإدارة العميلة في كابول، ثم بعث بعض الأعضاء المزورين لمجلس السلام إلى هناك.
ومن ناحية أخرى شارك وفد رفيع المنصب من جانب الإمارة الإسلامية، وأخبرت العالم بالحالات الراهنة في أفغانستان، وكذلك بمطالب الإمارة الإسلامية.
وكانت ردود الافعال إيجابية بعد هذا المؤتمر، ورّحب العالم بمواقف الإمارة الإسلامية ومطالبها. واعتبر المحللون السياسيون في أنحاء العالم مشاركة الوفد السياسي للإمارة الإسلامية في هذا المؤتمر.