حوارات وتقاريرمقالات الأعداد السابقة

أفغانستان في شهر نوفمبر 2016م

أحمد الفارسي

 

ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

 

كان شهر نوفمبر من العام الحالي 2016م بداية زمهرير الشتاء في البلاد، إلا أنه كان ساخناً سخونة الصيف بفضل الجبهات الجهادية المشتعلة وعمليات المجاهدين الأبطال. وقد حقق المجاهدون خلال هذا الشهر إنجازات كبيرة، بهجماتهم الضارية ضدّ المحتلّين والعملاء ممّا كبّد الأعداء خسائر فادحة في صفوفهم، وفيما يلي تفصيل هذه الأحداث:

 

خسائر المحتلين الأجانب:

اعترف المحتلون في شهر نوفمبر من العام الحالي بمقتل 4 من جنودهم في أفغانستان. ويأتي هذا الاعتراف في حين أنّ النيتو أعلن يوم الخميس 3 من نوفمبر مقتل 2 من جنوده بولاية قندوز، غير أنّ المصادر الموثوق بها تتحدّث عن أنّ عدد القتلى 5  من جنود الاحتلال. كما استُهدِفت أكبر قاعدة للمحتلين بأفغانستان (قاعدة باغرام الجوية) بتاريخ 12 من نوفمبر، حيث قُتِل وجُرح جراء ذلك العمل البطولي العشرات من المحتلّين، إلا أن العدوّ لم يعترف سوى بمقتل 4 من المحتلين في عملية باغرام النّوعية.

وفي حين بلغ عدد قتلى المحتلين في شهر نوفمبر 27 قتيلاً، إلا أنهم لم يعترفوا خلال العام الحالي إلا بمقتل 15 من جنودهم. وبهذا الاعتراف يصل عدد قتلى العدوّ الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3527 قتيلاً، 2392 منهم أميركيين. غير أنّ الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن ما يعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل عشر معشار ما يدور على الساحة الأفغانية من الخسائر.

 

خسائر العملاء:

ليس بوسعنا في هذه العُجالة أن نذكر جميع الخسائر التي تكبدها العدو العميل الجبان، إلا أننا سنسلط الضوء على أبرزها:

في يوم الثلاثاء 1 من نوفمبر، قُتل 32 من الجنود في معركة اندلعت في مديرية غورك بولاية قندهار. وفي اليوم ذاته قُتل 3 من ضباط العدوّ العميل جراء انفجار لغمٍ عليهم في مركز ولاية أروزجان.

وفي يوم الجمعة 18 من نوفمبر، قُتل قائد أمن مديرية بكواه بولاية فراه بأيدي المجاهدين، وخلال العمليات قُتل مدير الأمن ومعه قائد كبير آخر.

وتمكّن جنود الإمارة الإسلامية في يوم الثلاثاء 29 من نوفمبر، من إسقاط مروحية للعدوّ في ولاية بادغيس، قُتل فيها قائد فيلق  هرات اللواء “محيي الدين غوري” مع عدد من كبار الضباط والمسؤولين. وتنضم هذه المروحية لأخواتها اللاتي أسقطهنّ جنود الإمارة الإسلامية، فخلال هذه السنة الجارية تمّ إسقاط ثلاث عشرة مروحية، ومقاتلتين من طراز اف 16 أمريكية، و سبع طائرات بلا طيار أمريكية في مختلف أرجاء أفغانستان.

 

العمليات العمرية الربيعية:

بدأت العمليات العمرية بشدة المجاهدين وعزمهم المتين ومعنوياتهم المرتفعة، وكان لها مكتسبات كبيرة منقطعة النظير، ممّا أربك العدوّ وأرعبه. وكانت للمجاهدين مع الشتاء القارص مكتسبات كبيرة. وفيما يلي نأتي على أبرز هذه العمليات:

في يوم الجمعة 11 من نوفمبر، استهدف مجاهدو الإمارة الإسلامية القنصلية الألمانية في مدينة مزار شريف في ولاية بلخ، موقعين عشرات القتلى والجرحى، وقد بدأ الهجوم على القنصلية الألمانية في ليلة الجمعة في الساعة العاشرة، حيث افتتح الهجوم بشاحنة مفخخة دمّرت مبنى القنصلية بالكامل، ليتمكّن بعدها ثلاثة من الانغماسيين، مجهّزين بأسلحة خفيفة وثقيلة، من الإجهاز على كل من نجى من الانفجار.

وبعد الانفجار الرهيب الأول ودخول الانغماسيين، حدثت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات أتت للموقع، ولكنها أتت متأخرة فقد تمّ تصفية كل من في المبنى ومحيطه.

تمكن جنود الإمارة الإسلامية من تصفية جميع الألمان المتواجدين داخل القنصلية ممن كانوا يعملون بداخلها وممن شغلوا الحراسة فيها. وأكد المتحدث الرسمي للإمارة أنهم قتلوا فريقاً للاستخبارات الألمانية كان متواجداً في القنصلية، وأضاف أنّ هذا الفريق هو المكلف بتخطيط العمليات في شمال أفغانستان خصوصاً فيما يتعلق بالضربات الجوية.

وفي اليوم الذي تلى عملية القنصلية الألمانية تمكّن مجاهدوا الإمارة الإسلامية من استهداف أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان وهي قاعدة باغرام الجوية بعملية استشهادية. وحسب المعلومات الواردة فقد استطاع الاستشهادي (الحافظ محمد البرواني) -رحمه الله- من إدخال المواد المتفجرة منذ فترة طويلة إلى القاعدة منتظراً تنفيذ العملية وسط تجمّع للعدوّ الأمريكي.

قتل في هذه العملية النوعية ثلاثة وعشرون أمريكياً ما بين ضابط وجندي، ووصل عدد الجرحى إلى أربعة وأربعين، إضافة إلى مقتل عدد من الخونة الذين يخدمون الأمريكان في هذه القاعدة الصليبية.

 

التنازع في الإدارة العميلة:

وفق التقارير الواصلة، فقد اشتد الخلاف والنزاع في صفوف العملاء من جديد. ففي يوم السبت 12 من نوفمبر قام البرلمان بتجريد الأهلية من 3 من الوزراء بما فيهم صلاح الدين وزير خارجية أفغانستان مع زعيم حزب، وهذا يعني أن الخلاف قد دبّ بينهم وبين الحكومة. وفي 13 و14 من نوفمبر جرّد البرلمان 3 وزراء آخرين، إلا أنّ رئيس الإدارة العميلة طلب من هؤلاء الوزراء أن يبقوا على رأس مسؤولياتهم.

وفي يوم الأربعاء 30 من نوفمبر، سافر الرئيس أشرف غني إلى ولاية بلخ وزار أبرز خصومه وهو والي ولاية بلخ. وبعد هذه الزيارة أراد أشرف غني أن يزور نائبه الأول رئيس مليشيا جليم جمع الجنرال دوستم إلا أنّ هذا الأخير أبى أن يزوره بسبب خلاف شديد بينه وبين رئيس الإدارة العميلة.

 

خسائر المدنيين

استهدف الاحتلال شعبنا المضطهد منذ أول يوم لاحتلاله البلاد، فتارة بالقصف العشوائي وتارة بالصواريخ وحيناً آخر بالنيران المباشرة وغير المباشرة، فقتل منهم من قتل، وجرح من جرح، والجرائم مستمرة. كما أنه أسرف باعتقال الأبرياء وزج بهم في السجون.
وسنلقي فيما يلي الضوء على أبرز تلك الحوادث، ومن شاء تفصيل ذلك فليراجع تقرير موقع الإمارة الإسلامية.

في 2 من شهر نوفمبر، داهمت القوات الصليبية والعملاء مناطق: بزقندهاري، وبل ألتشين، وحضرت سلطان خيل، ثم قصفوا هذه المناطق وقتلوا زهاء 60 من المواطنين الأبرياء، وجرحوا عدداً كبيراً منهم، ودُمّر جراء ذلك 50 منزلاً من منازل المواطنين، وكبّدوا المدنيين خسائر فادحة.

في 3 من شهر نوفمبر، سقطت قذائف الجنود العملاء على منازل المدنيين بمنطقة قلعه كوسه بمديرية خواجه سبزبوش بولاية فارياب، فاستشهد جراء ذلك 23 من المواطنين الأبرياء، وجُرح 6 آخرون. وبحسب شهود عيان من المواطنين فإنّ الهجوم قد وقع على حفل زواج راح ضحيته الأبرياء من المواطنين الذين حضروا هذا الحفل.

في 28 من نوفمبر، هاجم الجنود العملاء حفل زواج بمنطقة وره اي بمديرية فراه رود بولاية فراه، فقُتِل أحد الحاضرين وجُرح آخر، كما قام الجنود باعتقال 5 من المواطنين الآخرين، ثم قاموا بضربهم ضرباً مبرحاً إلى أن قُتل 3 منهم تحت التعذيب والتنكيل.

 

نصرالله سبحانه وتعالى ومدده:

لقد نصر الله سبحانه وتعالى عباده المجاهدين، وفتح لهم مالم يكن في حسبانهم، ففي الشهور الماضية فتحوا عدّة مديريات، وغنموا آلاف الأسلحة تكفي المجاهدين لسنتين كاملتين لو قاتلوا بها. وفي هذا الشهر أيضاً، منّ الله على المؤمنين والمجاهدين الأبطال بغنائم، حيث ألقت مروحية الأعداء مساعدات لوجيستية عن طريق الخطأ على المناطق التي يتواجد بها المجاهدون في مديرية جيزاب بولاية أروزجان، والآن يستعمل المجاهدون هذه الأسلحة ضدّ عدوهم.

 

الاعتراف بالهزيمة:

في يوم الأحد 27 من نوفمبر، اعترف مستشار رئاسة الجمهورية أحمد ضياء مسعود بتصاعد قدرات المجاهدين، وقال: إنّ الطالبان استطاعت أن تدخل أفرادها في الإدارات الحكومية الهامّة، وهم بمثابة سدّ منيع أن تنفذ الإدارة العميلة العمليات ضد الطالبان.

وفي السابق اعترف العدوّ مرات عديدة بنفوذ المجاهدين داخل صفوف الأعداء.

وقبل ذلك في 15 من نوفمبر، اعتبرت روسيا أن الإدارة العميلة من أفشل مشاريع الأمريكان، وقالت أنها سبباً للشقاق فيما بين المواطنين الأفغان.

 

فساد الحكومة العميلة:

الفساد في الإدارات العميلة بلغ ذروته، فلا تكاد تجد موظفاً في الإدارة العميلة إلا وهو غارق إلى ذقنه في الفساد. ووفق التقارير المنشورة في غرة شهر نوفمبر، فإنّ بعض الشركات قاد باعت لحم الحمير بدل البقر إلى الإدارات العميلة. وقبل ذلك كُشِف النقاب عن إدرات عدة تقوم بمثل هذا الفعل الشنيع. وأيضاً تحدثت الشرطة جنوبي البلاد قبل ذلك مراراً للصحف بأنّ الشركات باعت عليهم لحم الحمير بدل الأبقار.

ومنذ سنتين وإلى الآن، يتهم بعض النّواب الرؤساء في الإدارة العميلة بأنهم افتعلوا جماعة باسم داعش في أفغانستان؛ لأجل مصالحهم الشخصية. وقبل أيام حذا حذو هؤلاء السيد إسحاق الجيلاني -زعيم إحدى المنظمات السياسية- وقال بأنّ الإدارة العميلة قد فقدت الاعتماد العالمي جراء حمايتها من الداعش.

وضمن سلسلة الفساد المستشري في الإدارة العميلة، تفيد الأنباء عن اختطاف قائد محلي كبير من قبل الجنرال دوستم زعيم مليشيا جليم جمع والنائب الأول لرئاسة الجمهورية بكابول. وأفادت الأنباء في 26 من نوفمبر، بأن دوستم قام باختطاف هذا القائد المحلي ونائبه السابق بجرم عدم مساعدته، وسجنه في بيته لعدة أيام. واشتكى هذا القائد بعد فكاكه من العمل الجنسي معه خلال الأسر من قبل الجنرال دوستم.

 

المشاريع العامّة:

قبل فترة ادعى العدوّ بأنّ المجاهدين نسفوا جسر بول التشين في ولاية قندوز إلا أنّ شهود عيان من المواطنين ردّوا هذه المزاعم وقالوا لم ينسف المجاهدون هذا الجسر بل إن الجيش العميل هو من دمّر هذا الجسر، بعدما امتلأت قلوبهم رعباً وهلعاً من المجاهدين كي لا يدخلوا المدينة. وادعوا بعد ذلك بأنّ المجاهدين دمّروا جسراً في ولاية لغمان، وهدّموا منشأ صحيّاً ومدرسة في ولاية لوغر، إلا أنّ شهود عيان من عامة المسلمين ردّوا هذه الشائعات وقالوا لا أساس لها من الصحة. وحقيقة لم يهدم جسر في لغمان أصلاً وإنما قامت المليشيا بإغلاق المركز الصحي والمدرسة في ولاية لوجر ظنا منهم بأنّ أصحابهما يساندون المجاهدون، وهدّدوا الناس بقولهم: لن نسمح لكم بعد الآن أن تفتحوا المركز الصحي أو المدرسة.

إنّ العدوّ المتغطرس يقصف بيوت المواطنين في طول البلاد وعرضها، وينهب ما يجد في الدكاكين، ويسرق أموال المواطنين. وفي الشهر المنصرم قصف العدوّ قصفاً عشوائياً عنيفاً ممر تجاري للسلع والبضائع في ولاية قندوز ممّا أودى بخسائر مادية باهظة للمدنيين، وكذلك قصف مراكز الكهرباء في هذه الولاية كي يعاني المواطنون من انعدام الكهرباء.

إلا أنّ العدوّ المكار بكل وقاحة ودناءة ألقى باللائمة على المجاهدين، ونسب هذه الجرائم إلى المجاهدين! ولكن المواطنون يعرفون تماماً بأنّ هذه الجرائم تقترف من قبل المحتلين وأذنابهم ولا تنفعهم أكاذيبهم وفبركاتهم الإعلامية؛ لأنّ المواطنين كشهود عيان يرون بأمّ أعينهم الحقائق، ويعرفون الغث من السمين والعدو من الصديق.

__________________

المصادر: المواقع الإخباریة المحلية، التقاریر الشهریة للجنة الدعوة والإرشاد في الإمارة الإسلامیة، والتقریر المخصص لضحایا الشعب المنشور في موقع الإمارة، وأهم أحداث الأسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى