
أفغانستان في شهر يوليو 2018م
أحمد الفارسي
ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.
سيطر المجاهدون الأبطال في شهر يوليو 2018م على عدة مديريات ومراكز مهمّة للعدوّ، وتكبّد المحتلّون خسائر كبرى بالنسبة للشهور الماضية، ومن ناحية أخرى أعلنت وسائل الإعلام عن استعداد المحتلين للمفاوضات المباشرة مع الطالبان، وللتفصيل ابقوا معنا إلى نهاية المقال.
خسائر المحتلين:
تتقدّم عمليات الخندق الجهادية بنجاح وتوفيق كاملين، فقد قتل خلال شهر يوليو عدد من المحتلين وأصيب آخرون. وفي غرّة شهر يوليو قتل 5 من المحتلين الأمريكيين في هجوم نوعي نفّذه الأبطال عليهم يوم الإثنين 2 من يوليو في مركز ولاية لوجر. وفي يوم الجمعة 6 من يوليو أعلن المتحدث باسم الإمارة الإسلامية مقتل جنرال كبير للمحتلين في مديرية محمدآغه بولاية لوجر في عمليات واسعة دامت 3 أيام. ورأى المواطنون بأعينهم قتلى المحتلين وما تكبّدوه من الخسائر، وفي يوم الأحد 8 من يوليو أصدر النيتو بياناً اعترفوا فيه بمقتل ضابط وجرح 2 آخرين في الاشتباك الذي دار بينهم وبين المجاهدين. وفي اليوم التالي أعلن المحتلون جنسية ضابط قتل بيد مجاهد نفوذي في مركز تدريبي بولاية أروزجان. وعلى هذا الغرار يظل عدد القتلى المحتلين في العام الحالي -بحسب اعتراف العدو- 3 قتلى، بينما يصل عدد قتلى العدوّ الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3550 قتيلاً. ولكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن ما يعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل عشر معشار ما يدور على الساحة الأفغانية من الخسائر.
خسائر الجنود العملاء:
في 7 من يوليو، قُتل حاكم مديرية تشارسده بولاية غور، وقائد أمن اسبيشل فورس في ولاية غزني في هجومين مختلفين. وفي يوم الثلاثاء 10 يوليو قتل قائد أمن مديرية خوجياني في ولاية غزني مع 5 من حراسه. وفي يوم الأحد 15 من يوليو أصيب قائد المنطقة الخامسة بولاية كابل، وقتل مدير الكشفيات لمديرية بغمان. وفي اليوم ذاته قام قائدٌ مليشي في مديرية تجاب بولاية كابيسا بقتل قائد مليشي وعدد من مليشياته.
ويوم الثلاثاء 17 من يوليو، قتل قائد في مديرية جهلكزي بولاية فارياب، وقتل هذا القائد على يد مجاهد نفوذي. وفي يوم الثلاثاء 21 من يوليو قُتل قائد أمن مديرية رشيدان بولاية غزني. وفي يوم الأربعاء 25 من يوليو قُتل قائد مليشي في ضواحي المنطقة الخامسة بكابل.
الإنضمام لصفوف الإمارة الإسلامية:
علاوة على الخسائر التي تلقاها العدوّ، ترك عدد كبير صفوف العمالة والتحقوا بصفوف الإمارة الإسلامية، ومن شاء تفصيل ذلك فليراجع التقرير الخاص بهذا الصدد الذي أعدّته الإمارة الإسلامية ونشرته في الموقع الرسمي.
في يوم الأحد غرة شهر يوليو أعلنت لجنة الدّعوة والإرشاد التابعة للإمارة الإسلامية بأنّ زهاء 700 من أفراد الجيش والشرطة انضموا لصفوف الإمارة الإسلامية بعد إدراكهم الحقيقة وإثر مساعي رجالات لجنة الدعوة والإرشاد. وفي يوم السبت 14 من يوليو، سلّم زهاء 30 من الجنود أنفسهم إلى الإمارة الإسلامية في مديرية خاك جبار بولاية كابل. وفي يوم الإثنين 30 من يوليو، وضع 5 من القادة أسلحتهم وتوقفوا عن قتالهم ضدّ المجاهدين.
اضطهاد الشعب:
في يوم الأحد غرّة شهر يوليو، أعلنت وسائل الإعلام بأنّ المحتلين قصفوا عيادةً في مديرية بشتون كوت بولاية فارياب، وقصفوا مدرسة في ولاية فراه. وفي يوم الأحد 8 من يوليو، قتل رجال الشرطة الخاصة 5 مواطنين من أسرة واحدة في ولاية خوست. وفي اليوم ذاته قام المحتلون بمساعدة العملاء بقتل 3 مواطنين من أسرة واحدة في مديرية خوجياني بولاية ننجرهار. وفي يوم الإثنين 9 من يوليو قصف المحتلون بيوت المواطنين في مركز ولاية لوجر، فانهدمت جراء ذلك عشرات البيوت واستشهد معظم الساكنين فيها.
وعلى إثر ذلك قصف المحتلون مرّة أخرى بيوت المواطنين يوم الجمعة 13 من يوليو في مديرية زرمت بولاية بكتيكا، فاستشهد جراء ذلك العشرات من المواطنين الأبرياء،. وفي يوم الأربعاء 18 من يوليو اعترف العملاء بولاية ميدان وردك بأنّ المحتلين بعد تكبّدهم خسائر فادحة قرب مركز هذه الولاية قاموا بقصف مدرسة وهدموها بالكامل.
عمليات الخندق:
تجري عمليات الخندق على قدمٍ وساق، وتتقدّم بنجاح وتميّز، وفي أولى العمليات العظيمة والناجحة التي وقعت في شهر يوليو قُتل 5 جنود من الأمريكان، نُفّذت هذه العملية يوم الإثنين 2 من يوليو في مركز ولاية لوجر.
وفي يوم السبت 7 من يوليو اعترف المسؤولون في ولاية غور بأنّ مجاهدي الإمارة الإسلامية سيطروا على قاعدة عسكرية مهمة في منطقة دولينه بهذه الولاية، وفي اليوم التالي استهدف بناء ولاية غزني أثناء زيارة وزارة الدفاع ونوّابه ورجال الاستخبارات ومسؤولي ولاية غزني.
وفي يوم الأربعاء 11 من يوليو، سيطر أبطال الإمارة الإسلامية على المركز الانتقالي بمديرية رشيدان بولاية غزني في مديرية جغتوي بهذه الولاية. ويوم السبت 14 من يوليو، هاجم الأبطال على مركز مشترك للشرطة والمليشيا، في مركز ولاية هلمند فقتل وأصيب جراء ذلك العشرات.
وفي يوم السبت 21 من يوليو، سيطر المجاهدون الأبطال على ثكنة عسكرية كبيرة للمليشيا في مديرية قره باغ بولاية غزني. وبعد يومين من هذه الحادثة وتحديداً 23 من يوليو سيطر المجاهدون على مديرية أتغر بولاية زابل، وفي اليوم ذاته سيطر المجاهدون الأبطال على قاعدة كبيرة للمليشيا في مديرية جيلان بولاية غزني بعد اشتباك عنيف، وفي اليوم التالي أعلن مجلس شورى ولاية بكتيكا بأنّ مديريتي أومنه وجيان سقطتا بأيدي المجاهدين على التوالي.
ويوم الخميس 26 من يوليو، هاجم الأبطال من المجاهدين الكوماندوز في ضواحي المنطقة الخامسة من كابل، ويقال بأنّ في هذه العملية النّوعية قتل وأصيب العشرات من الجنود الكوماندوز. وفي اليوم ذاته هاجم المجاهدون في منطقة سيدآباد بولاية وردك الجنود الكوماندوز، فقتل وأصيب منهم عددٌ لا بأس به. وفي يوم السبت 28 من يوليو فُتحت مديرية خواجه غار بولاية تخار.
قتالٌ أجنبي:
منذ سنوات بدأت الإمارة الإسلامية الحرب ضدّ المحتلّين، ورأتْ أنّ وجود القوّات الأجنبية هي السبب الرئيسي لاستمرار الحرب في البلاد الأفغانية، إلا أنّ العدوّ العميل بشطارته سعى بأنْ يكتم هذه الحقيقة ويخفي الأمر عن الأذهان، إلا أنّ هذه الحقيقة اتّضحت بمرور الزمان ولا يمكن أن تخفى إلى الأبد. وعلى هذا الغرار اعترف نائبان للبرلمان المزيَّف يوم الإثنين 2 من يوليو، بأنّ الأجانب بدؤوا بهذه الحرب وبإمكانهم أن ينهوها. وبعد أيام من ذلك طالب مجلس الشيوخ من الزعماء ومسؤولي البلاد بأنْ يمنعوا الأجانب من خلق المجازر والكوارث في البلاد.
الخلافات في الإدارة العميلة:
بلغتْ خلافات الإدارة العميلة ذروتها أخيراً، ففي غرّة هذا الشهر قامت قوّات أشرف غني باعتقال قائد كبير وخاصٍ للجنرال دوستم في مديرية قيصار، ثم نقلوه إلى العاصمة. وعلى إثر ذلك وفي يوم الثلاثاء 3 من يوليو، قام أتباع هذا الجنرال باعتصام واسع في ولاية فارياب، وأحرقوا مبنى الولاية، وقام الجنود الكوماندوز بزخّ النّار على المتظاهرين ممّا أودى بحياة بعضهم وجرح آخرين. وفي يوم الجمعة 13 من يوليو، قامت المليشيا بالسيطرة على مبنى الولاية وأخرجوا الوالي من مكتبه، وبعد أيام من الاعتصامات الشديدة اضطرّ أشرف غني بأن يسمح لنائبه اللوطي الذي كان في الجلاء منذ عام كامل بأن يعود مرة أخرى إلى أفغانستان.
التغيير في موقف العدوّ المحتلّ:
يبدو من الأوضاع السائدة في البلاد ونتيجة الهزائم المتكررة للمحتلين والعملاء، وظهور الخلافات الشديدة، وسقوط المديريات تلو المديريات بيد المجاهدين، بأنّ المحتلين بصدد تغيير موقفهم في أفغانستان؛ لأنهم فهموا هذه الحقيقة بأنّ قتال هذا الشعب الأبي لا ينتهي إلا بالهزيمة، ولا يمكن أن ينجح أصلاً، وعلى هذا الغرار أعلنت وسائل الإعلام يوم الأربعاء 4 من يوليو بأنّ بنتاغون ركّزت في تقريرها الأخير حول حرب أفغانستان وطرق الحلول السياسية والسلمية.
كما تكلم الأمين العام للنّيتو يوم الأربعاء 11 من يوليو، وقال بأنّ حضور النيتو في أفغانستان كان لأجل نيل طرق السلام لإنهاء الحرب. هذا في حينٍ بأنهم مساهمون في القتال ضدّ الشعب الأفغاني المسلم.
اجتماعان مختلفان في حماية المحتلّين بأسماء مختلفة:
عُقد يوم الثلاثاء 10 من يوليو اجتماع باسم العلماء، حيث اجتمع عدد من علماء البلاط وعلماء السلاطين في السعودية وأيّدوا المحتلّين وحرّموا الجهاد ضدّ المحتلّين، وطلبوا من المجاهدين بأن يخضعوا لمطالب المحتلّين، وفي نفس الوقت عُقد مؤتمر في بروكسل أصرّوا فيه على استمرار الحرب وحماية الإدارة العميلة.
وردّت الإمارة الإسلامية والعلماء الربانيين هذه الفتوى التي صدرت بطلب وبتوقيع أمريكي، ورأوه مخالفاً للأحكام الصريحة في القرآن والشريعة الإسلامية. وأصدرت الإمارة الإسلامية بياناً وأكّدت فيه بأنّ مثل هذه الفتاوى لن تؤثّر على الجهاد المقدّس ضدّ المحتلين.
فضيحة أخرى للإدارة العميلة:
وقد افتضح رئيس كابل افتضاحاً شديداً عندما ساهم في مؤتمر رؤساء بلاد أعضاء النّيتو في بروكسل، وعقد هذا المؤتمر في 10 من يوليو، وعندما وصل أشرف غني إلى مطار بروكسل، لم يجد سيارة تقله إلى المؤتمر ولا الموظفون أحسنوا استقباله، فاضطرّ بأن يصبر كي تأتي سيارات السفارة وتقلّه إلى مكان المؤتمر. وفضيحة أخرى هي أنّ الأمين العام للنيتو وترامب لم يشئا بأن يجلسا مع أشرف غني ويتكلما معه في هامش المؤتمر.