أفغانستان لم تعد ساحة ألاعيب المحتلين…!!
كلمة اليوم:
لقد أعلن أعضاء الناتو بنبرة استعلاء، خلال اجتماع أمس، قرارهم الأحادي الجانب مرة أخرى، بمواصلة عقدين من احتلال أفغانستان، قائلين إن مطار كابول سيظل تحت سيطرتهم حتى بعد انسحاب القوات، وبذلك سيستمرون في ما يسمى بعلاقات إنسانية ودبلوماسية مع أفغانستان.
تركيا التي هي بلد عضو في الناتو، قد أعربت عن استعدادها لتأمين مطار كابول وأنها ستبقي قواتها في أفغانستان لهذا الهدف.
إن توقيع غزاة الناتو بقيادة الولايات المتحدة اتفاقية في الدوحة لإنهاء 20 عامًا من الاحتلال غير الشرعي لأفغانستان من جانب، ثم إعلان القرارات الآحادية بين الحين والآخر من هذا النوع من جانب آخر، يعد تعديا واضحًا على إرادة الشعب الأفغاني واستقلاليته.
إن الإبقاء على قوة عسكرية للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والإنسانية مع الأفغان، والسيطرة على المطارات الأفغانية لهي محاولة غيرمنطقية وغير عقلانية، ولا تلقى قبولا لدى الشعب الأفغاني بأي حال من الأحوال. فلو يريد هذا الحلف الدولي الحفاظ على العلاقات الإنسانية والدبلوماسية مع الأفغان حقًا، يجب عليه إذن، انتهاج السبل الإنسانية والدبلوماسية، وليس إبقاء الجيش هنا.
ربما يريد الناتو جعل أفغانستان ساحة تنافس من أجل السباق مع منافسيه الإقليميين تحت هذا الغطاء، لكنه أمر لا تستطيع أفغانستان تحمله، ولاترغب فيه. فقد أوضحت إمارة أفغانستان الإسلامية للمحتلين مرارًا وتكرارًا أنه لا يمكن لأي شبر من أرض أفغانستان أن ترضى بإحتلالها من قبل أي جندي أجنبي.
نعم، إن أفغانستان مهتمة وملتزمة أكثر من أي دولة أخرى بعلاقات دبلوماسية وإنسانية ثنائية مع العالم، لكنها ليست مستعدة بأي حال من الأحوال لقبول الوجود العسكري الأجنبي، حتى ولويك في صورة جندي واحد. ولوحاول الأجانب إبقاء قوة عسكرية لأي سبب من الأسباب، فإن الأفغان سيبذلون أرواحهم رخيصة لقتالها.
ولا ينبغي لدولة إسلامية كتركيا أيضا أن ترتكب مثل هذا الخطأ الكبير، لأنه لا يصب في صالح مستقبل الشعب التركي ولا الشعب الأفغاني. كما لا يليق بدولة إسلامية أن تسلك طريق العداء نيابة عن المعتدين الكفار ضد بلد شقيق مسلم آخر.
لقد تعهدت إمارة أفغانستان الإسلامية بمنع استخدام أراضي أفغانستان ضد غيرها، ولن تسمح لأي كان أن يكون له وجود عسكري واحتلال على أرضنا أو لجعل أراضي أفغانستان ميدانًا للمنافسة مع الآخرين.