أفغانستان ليست تهديداً لأحد..!!
نقلت وسائل الإعلام عن الجنرال برانك ماكنزي –قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط- أنه صرح بأن شروط الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان لم تتوفر بعد، وأنه
يرى أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية مرتبط بالقضاء على التهديد الموجه لأمريکا من أفغانستان – على حد قوله -.
تأتي تصريحات الجنرال الأمريكي في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي ترامب ومسؤولون آخرون مراراً، أنه قد حان الوقت لمغادرة أفغانستان؛ حتى إن ترامب لم ينكر المغادرة قبل موعد الاتفاقية.
وحول ما إذا كان المسؤولون العسكريون والسياسيون الأمريكيون متفقين فيما بينهم؟ فذاك راجع إليهم؛ لكن الشعب الأفغاني قد نفد صبره تجاه الاحتلال، كما أن الدول المجاورة والإقليمية والمجتمع الدولي متفقون مع الشعب الأفغاني المضطهد في القضاء الفوري على الاحتلال وإنهائه، لأنه السبب الرئيسي في الحرب والدمار والاضطرابات في أفغانستان، كما أن الاحتلال يهدد أمن المنطقة برمتها.
لم يعد الشعب الأفغاني يطيق احتلال بلادهم من قبل الأجانب بحيل كاذبة وأعذار واهية. وإن اتفاق الدوحة التاريخي أفضل فرصةٍ يجب على الطرفين اغتنامها، لإنهاء أزمة أفغانستان التي استمرت عشرين عاماً بل أربعين عاماً، وذلك بإنهاء الاحتلال الأجنبي الغاشم.
وما يدعيه الجنرال الأمريكي أن شروط انسحاب القوات المحتلة ليست متوفرة، فغير صحيح؛ لأن الإمارة الإسلامية ملتزمة بالوعد الذي قطعته ضمن اتفاقية الدوحة، وأنها لن تسمح لأي شخص أن يستخدم أرض أفغانستان لتهديد أمن أي دولة أجنبية بما فيها الولايات المتحدة؛ ولكن في المقابل يجب على الولايات المتحدة أن تسحب جميع قواتها من أفغانستان، وتسلم بلدنا إلينا -نحن الأفغان- وهذا من حقوقنا البشرية المعترف بها دوليا.
وبما أن القوات الأمريكية لم تنسحب بعد، وإلی الآن لم تفي الولايات المتحدة وحلفاؤها الداخليين بوعودهم فيما يتعلق بالمراحل الأولى للاتفاقية؛ فكيف يحق لهم أن يلقوا باللوم على الإمارة الإسلامية بحجة عدم استيفاء شروط الاتفاقية؟!.
على الرغم من أن الجنرال الأمريكي يعترف بنفسه بأن الإمارة الإسلامية لم ولن تشكل تهديداً للولايات المتحدة؛ إلا أن التشكيك في موقف الإمارة الإسلامية يعني مجرد اختلاق أعذار تافهة.
لقد نشأت فتنة داعش في أفغانستان خلال الاحتلال الأمريكي، ثم قامت إدارة كابل برعايتها، ولا تزال ترعاها في كابل وتمولها بشكل ممنهج؛ فين حين أن الإمارة الإسلامية استأصلت جذورها في جميع أنحاء البلاد، بحيث لن تتمكن في المستقبل أيضا -إن شاء الله- من إيجاد موضع قدم لوجودها المدمر في بلادنا.
المقاتلين العرب باسم القاعدة وغيرهم من المناضلين الذين كانوا موجودين في أفغانستان أثناء حكم الإمارة الإسلامية، ليس لهم أي وجود حالياً، وتلتزم الإمارة الإسلامية بعدم السماح استخدام أراضيها من قبل أي شخص ضد أي دولة، ولن يواجه أي شخص أو دولة أي تهديد من أفغانستان.
كما نطالب السلطات الأمريكية بالتوقف عن بحث الأعذار لمواصلة احتلال أفغانستان، فإن إنهاء هذه الحرب الدموية المستمرة في أفغانستان، وإحلال السلام مکانها إنما هو لصالح کلا البلدين.