مقالات الأعداد السابقة

أمير المؤمنين الذي أعرفه!

بقلم: المهاجر الفراهي

 

أنا لست كاتبا متملقا حتى أدون هذه الكلمات لإرضاء أو إزعاج أحد، لكنها كلمات تنبع من القلب أريد بها إظهار الحقيقة وتبيين الواقع، فإن كنتُ قد أصبتُ الحق فالحمد لله رب العالمين، وإن كنتُ قد جانبتُ الصواب في ذلك فإني أسأل الله أن يهديني إلى الرشاد.
نعم…أسطر بقلمي كلمات بشأن الإمارة الإسلامية وها أنا ذا قضيتُ ثلثيْ عمري في هذا الصف المبارك، وباتت مصالحها أولى وأهم بالنسبة لي من مصالحي الشخصية، وعاهدتُ ربي ألا أفعل ما يعارض الأهداف العليا لهذا الصف المبارك.
مضى ما يقرب من اثني عشر عاما منذ أن تعرفتُ على زعيم إمارة أفغانستان الإسلامية واستمعت إلى خطاباته وكلماته في لقاءات واجتماعات مباشرة وعبر الإعلام، وهناك تساؤلات كثيرة حول شخصيته، وأسلوبه في الحكم والإدارة، وموقفه من الشعب، وتعامله مع بيت مال المسلمين، وتقواه وأمانته، أود الإجابة على هذه التساؤلات من خلال هذه الكلمات.
فبعد انتشار نبأ وفاة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله اختار مجلس الشورى بالإمارة الإسلامية الشهيد الملا أختر محمد منصور تقبله الله خلفا له بعد سلسلة مشاورات واجتماعات وبُويع بالإمارة. وبعد هذا القرار نشأت خلافات وظهرت فتن جديدة على الساحة.

فظهور تنظيم داعش وفتن أخرى من الأمور التي آذت المجاهدين كثيرا، إلا أننا لم نفقد الأمل رغم عظم الفتن، وكنا نأمل أن الله لن يضيّع صفا روّي بدماء آلاف الشهداء من حفظة كتاب الله والاستشهاديين والشباب المجاهد.
وكان أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور رحمه الله قائدا حكيما وسياسيا محنكا استطاع التحكم في الوضع إلى حد كبير، إلا أنه استشهد قبل القضاء على هذه الفتن. وعندما اختار مجلس الشورى الشيخ هبة الله آخوندزاده أميرا للمؤمنين كانت الساحة الأفغانية تواجه تحديات كبيرة من أبرزها:

1 – إعادة ترتيب وتوحيد صفوف الإمارة الإسلامية.

2 – حسم الموقف ضد فتنة داعش واتخاذ قرار صارم تجاه هذه الظاهرة.

3 – تسيير وإدارة عملية التفاوض مع الجانب الأمريكي في قطر.

4 – تعزيز وتسريع العملية الجهادية ضد الاحتلال الأمريكي.

 

وإذا نظرنا بإنصاف إلى قضية توحيد الصفوف سنجد أن الشيخ حفظه الله أخذ خطوات حازمة في هذا الإطار وأقنع حتى أولئك الذين فارقوا صف الإمارة منذ بدء الاحتلال فأقنعهم بالعودة وأولئك الذين كانت لديهم تحفظات وملاحظات بشأن زعامة الأمير منصور تقبله الله.

فعمل الشيخ حفظه الله على لمّ الشمل وترتيب الصفوف بشكل دؤوب، حتى كتب الله له النجاح في هذا المجال. وبعد استشارة العلماء اتخذ الشيخ حفظه الله قرارات صارمة جادة بشأن تنظيم داعش كما دفع بوحدات خاصة من مجاهدي الجنوب بقيادة القائد الشهيد الحاج مزمل رحمه الله إلى ننجرهار ولغمان وكونر ونورستان لتطهير هذه المناطق من وجود داعش. وبالفعل نجحوا بفضل الله من استئصالهم وكسر شوكتهم وتجفيف منابعهم في هذه المناطق. كل هذا بالتزامن مع القتال في عدة جبهات ضد الاحتلال وعملائه.
كما قاد عملية التفاوض مع الجانب الأمريكي في دولة قطر بحنكة وصلابة ودراية واستطاع أن يُرغمهم على قبول مطالب الشعب الأفغاني وتضمين هذه المطالب في نص الاتفاقية.

وبكل تأكيد أقول إن الاتفاقية لا تتضمن ما يُعدّ وصمة عار لأجيالنا القادمة أو يتعارض مع المصالح العليا للبلد. وإلى جانب ذلك قاد الشيخ حفظه الله العمليات الجهادية ضد الغزاة المحتلين وعملائهم، كما اتخذ خطوات جادة لمنع سقوط الضحايا المدنيين جراء الحروب، واهتم برعاية الجرحى والمصابين وضحايا الحرب، وتم تفعيل وتنشيط لجان الدعوة والإرشاد حتى ترك كبار الشخصيات في الحكومة العميلة وظائفهم وانفصلوا عن صفوفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى