
أين الأجانب؟
أبو محمد
يقصف المحتلّون الأجانب الشعب الأفغاني المسلم، ثم يأوون إلى أفخم فنادق كابول، ويأكلون طعام هذا الشعب وأرزاقهم، ويتوغلّون في أعراض المسلمات، ثم يستريحون في أكثر الغرفات رفاهية ظنّاً منهم أنّ أبناء الوطن الأصليين غافلون عنهم، ومادروا ولم يخطر ببالهم أنّ المجاهدين لهم بالمرصاد، يقنصونهم ويصطادونهم في أحصن أماكنهم ويقضّون مضاجعهم.
أين الأجانب؟
إنه لنداء الفدائي الذي امتشق سيفه، بعدما اخترق الحواجز بتكتيكاته العالية، وتناول العشاء في أرفه فنادق الأعداء غنيمةً طيبةً من عند الله حتى يقاتل بقوّة وبكل شراسة من يقصفون بيوت المسلمين، ويدمّرون بيوتهم على رؤوسهم، يبحث هنا وهناك، ويدخل الغرفات واحدةً تلو الأخرى يقصد المحتلّين والأجانب، ويقصد زبائنهم وأذنابهم من العملاء الذين يسرقون أموال المسلمين، ثم يهدرونها وينفقونها في أفخم الفنادق، فيبعد المواطن العادي عن الأجنبي، ويجعل الأخير في صف، وبعيداً عن الأبرياء، ثم يفلق رأسه برصاص الإيمان والجهاد، ليس هذا قول كاتب السطور، بل حكى غير واحدٍ من الذين خرجوا من الفندق سالمين، هذه الحكاية، حتى اضطرّت أبواق المحتلين أن تعترف بهذه الحقيقة أيضاً.
فننقل من بي بي سي حكاية أحد المواطنين الذي عرّف نفسه بأنّه أفغاني، فلم يقتله المجاهدون الفدائيّون، فإلى القصّة: (قال شاهد العيان لقناة بي بي سي إنه كان يتناول العشاء مع ابنه عندما بدأ المهاجمون يطلقون النار مستخدمين مسدسات، مضيفاً أنهم قتلوا في البدء سيدة – يعتقد بأنها أجنبية- ثم أرادوا قتل شاهد العيان نفسه، إلا أنه صرخ “أنا أفغاني”.
وقال أحد المسلحين إنهم لا يريدون قتل الأفغان، بل الأجانب.
وقال شاهد عيان آخر يدعى حسين لـ “طلوع نيوز” إن المسلحين طلبوا منه تقديم الطعام لهم أولاً.
وأضاف: “لقد كانوا يلبسون ثياباً عصرية، وأتوا إلي وسألوني عن الطعام، لقد قدمت لهم الطعام وشكروني وجلسوا في أماكنهم ثم أشهروا مسدساتهم وبدأوا بإطلاق النار على النزلاء”.
وأردف: “كان هناك الكثير من الجثث مرمية على الأرض”.
أجل؛ لو كان المجاهدون يريدون قتل المواطنين، لجمعوهم جميعاً في غرفة واحدة وألقوا قنابل يدوية، ليلقوا حتفهم عن بكرة أبيهم، أو لأطلقوا النار عشوائياً، إلا أنّهم لم يفعلوا ذلك، بل قتلوا الأجانب، وكذلك المسؤولين الذين شاركوا في مؤتمر في هذا الفندق.
أمّا بعض المدنيين الذين جُرحوا، فهم إمّا جُرحوا برصاص الجنود العملاء الذين أطلقوا النيران من خارج الفندق، أو ألقوا أنفسهم من الطوابق العليا إلى الأرض.
وقال شاهدٌ آخر لـ “طلوع نيوز” بأنّ جنود كابول لم يدخل أحدٌ منهم الفندق حتى الفجر، ولم يأتِ لنجدتهم حتى ذلك الوقت أي أحد. أليس هذا بوقتٍ كافي لتمييز الأجنبي عن الأفغاني؟
وقال الناطق باسم الإمارة الإسلامية ذبيح الله مجاهد في بيان نشره عبر البريد الإلكتروني: إن “المجاهدين ينشدون الشهادة” فقد شنوا هجوما مساء أمس على فندق انتركونتيننتال أسفر عن مقتل “العشرات” في الفندق الذي قال إنه “كان مكتظا بالغزاة من أميركيين ومن جنسيات أخرى”.
وأفاد مجاهد: الجدير بالذكر أن الهجوم كان مخططا يوم الجمعة الماضي، لكن تم تأخيره بعد وصول معلومات عن وجود حفل زفاف في نفس الليلة وتواجد عدد كبير من المدنيين في الفندق، فتم منع المجاهدين من الهجوم آنذاك خشية إلحاق خسائر بالمدنيين.
والبارحة كان هناك مؤتمر خاص بين المسؤولين الحكوميين وكبار مسؤولي دول الاحتلال في هذا الفندق، وتم فرض قيود على دخول المدنيين إلى الفندق، فاستفاد المجاهدون من الفرصة ونفذوا عملياتهم وفق التخطيط بنجاح ولله الحمد.