مقالات الأعداد السابقة

أيها المحتلون القتلة!

بقلم: الأستاذ خليل

لقد أصبحت دماء الشعب الأفغاني رخيصة عند المحتلين وعملائهم، ولذلك يهرقونها ليلاً ونهاراً، ففي الأيام الماضية أقام المحتلون ومليشيات نظام كابول العميل مآتم في عدة بيوت للمواطنين الأفغان في مختلف أنحاء البلاد.

ففي خبر جديد من ولاية باكتيكا أن 18 من المواطنين الأبرياء سقطوا قتلى في هجوم شنته طائرات بلا طيار الأمريكية في منطقة نوي اداه بمديرية كومل بالولاية المذكورة، والشهداء كانوا منتمين إلى قبيلة كاكرزاي، وكانوا راكبين في ثلاثة سيارات سائرين لفض نزاع نشب بين قبائل المنطقة.

ومن جانب آخر اعترف قائد شرطة ولاية خوست “فيض غيرت” بأن قائداً لمليشيات دربها المحتلون “القائد مروت” هاجم إحدى البيوت في منطقة يلكي في ولاية خوست، وكان حصيلة الهجوم وقوع خمسة أفراد ما بين قتيل وجريح، حيث قتلت امرءتان وأصيب رجل وامرءتان أخريين.

لقد أصبح دم الشعب الأفغاني رخيصاً عند المحتلين الأجانب لأن نظام كابول يكرم ويبجل وينثر الزهور ويفرش الورود ويمنح ميدالية الشجاعة والبسالة للجنرات المحتلين، وقد أُعطيت الحصانة القضائية للجنود الأمريكيين بموجب الإتفاقية الأمنية التي وقعت عليها الحكومة العميلة مع الحكومة الأمريكية.

فالغزاة المحتلون مهما قصفوا وقتلوا وسفكوا من دماء المواطنين الأفغان ليس للنظام الأفغاني العميل حتى حق التساؤل عن قتلة الشعب الأفغاني، إننا ندري أن العملاء لا يجرؤون على المساس بالقتلة المحتلين لأنهم عبيدهم، ولا يحق للعبد أن يطالب سيده بدم يسيله من أجله، بل إنهم يشاركونهم في ارتكاب هذه الجرائم.

أما أنتم أيها المحتلون! هل تعلمون كم من الأطفال والنساء والشيوخ سفكتم دماءهم بلا ذنب؟ وكم من القرى والمدن قصفتموها وأبدتم أهلها؟ أتعلمون كم من الأسر انهارت عليهم بيوتهم بسبب قصفكم؟ أم كم من البشر الذين طارت أرواحهم تحت وابل من قنابلكم؟ كم من نساء أثكلت وكم من أطفال يتمت بسبب ظلمكم؟

أتعلمون كم من الجنائز شيعناها؟ وكم من الأشلاء والجثث واريناها؟

أيها القتلة المعتدون، إنكم تقتلون كل يوم أنفساً معصومة محرّمة، لم تراعوا الطفولة ولم ترحموا الشيخوخة والأنوثة.

أيها القتلة المحتلون! هل تظنون أن هذه الدماء ستذهب هدراً وتضيع؟ لا والله! إن الدماء التي سفكتموها لن تذهب هدراً والله، وإن الأرواح التي أزهقتموها لن تضيع والله، إن الأُسَر التي يتّمتموها لن تُنسى والله.

إن الإمارة الإسلامية لن تقعد مكتوفة الأيدي أمام جرائم المحتلين وعملائهم، بل إنها تسعى بكل ما في وسعها لمعاقبة هؤلاء القتلة المجرمين، وستري الإمارة الإسلامية قتلة الشعب الأفغاني أن هذا الشعب ليس بالذي تذهب دماءه هدراً، ووالله لتثأرن الإمارة الإسلامية لها.

وإن الإمارة الإسلامية ستواصل كفاحها وجهادها بدعم من الشعب الأفغاني وعامة المسلمين، لطرد المحتلين من الأراضي المغتصبة، ومعاقبة عملاءهم وأذنابهم عقاباً رادعاً.

يأيها المحتلون القتلة! لا تغرنكم أسلحتكم وتقنيتكم المتطورة، إن هذا الشعب ولو كان خال الأيدي من الأسلحة الفتاكة لكنه يملك قوة الإيمان التي لا تهدم ولا تهزم، وقد طردوا في الماضي القريب المحتلين المعتدين أذلاء خائبين من وطنهم وحرروا بلادهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى