أي جهة تعارض السلام ؟!
كلمة اليوم:
اكتمل تدوين المحاور للمفاوضات الأفغانية في “21” مادة، إثر مناقشات بين وفد الإمارة الإسلامية والجهة المعارضة، وذلك في الخامس عشر من الشهر الجاري في “الدوحة”، وبعده بيومين تم عضها على المسئولين القطريين الذين يقومون بدور المساعد في عملية المفاوضات، وبعد موافقة الفريقين عليها، تم تسليم نسخة منها إلى البلد المضيف أيضًا.
كان من المقرر أن يُصْدِر الفريقان المتفاوضان بيانًا مشتركًا أو بيانًا منفصلاً حول ماهية الاتفاق على المحاور، لكن الطرف المقابل لم يتراجع فقط عن التزامه، بل زاد أيضًا من دعايته ضد الإمارة الإسلامية.!!
يبدو أن أشرف غني سيفي بوعده الذي كان يقول: “سيُحَقَق السلام في السنوات الخمس المقبلة؟!!”. ينص الاتفاق بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة على أن المحادثات الأفغانية ستبدأ في العاشر من شهر مارس، وكانت الإمارة الإسلامية على استعداد لبدء المحادثات الأفغانية مع الطرف المقابل في نفس التاريخ، لكن أشرف غني أجّل عملية التفاوض باختلاق أعذار وعقبات تافهة.
بعد ذلك، عندما انعقدت الجلسة الافتتاحية للمحادثات الأفغانية في 12 سبتمبر، بدأ الطرف المقابل في تقديم الأعذار مرة أخرى، فكان يقول شيئا في حين، ويقول خلاف ذلك في حين آخر، إلى حد أنه لم يكن لديهم اتفاق على موقف ولا على استراتيجية معينة. وفي النهاية، اتفق الفريقان في 15 نوفمبر على محاور المحادثات الأفغانية، لكن الطرف المقابل تخلف مرة أخرى عن الوفاء بوعده في الوقت المحدد، وأطلق العنان للتصريحات المخالفة للمنطق والمناهضة للسلام.
إن أرغ يسعى باستمرار إلى التنصل من مسؤولية التأخير والعرقلة في عملية السلام، ثم يقوم بعض ناطقيه في تصريحات طفولية بنسبة مسئولية تعويق المحادثات إلى الإمارة الإسلامية. والمؤسف في الأمر! أن بعض وسائل الإعلام التي تدعي الحياد تواصل نشر بيانات أرغ المتناقضة والاتهامات الجوفاء ضد الإمارة الإسلامية.
والحقيقة هي أن الإمارة الإسلامية قد عينت فريقاً قوياً للغاية ورفيع المستوى للمفاوضات بين الأفغان، وذلك دليل واضح على التزام الإمارة الإسلامية بالسلام والمفاوضات، وثانياً: إن الإمارة الإسلامية تعلم أن فريق الطرف المقابل لا يملك السلطة الكاملة، ولكن لأجل ألا تتأخر عملية السلام الجارية وحتى يتم التوصل إلى نتيجة إيجابية، لذلك أبدت استعدادها للتفاوض مع فريق الطرف المقابل.
إن أرغ (غني وشرذمته) يضع عقبات في طريق المفاوضات بين الأفغان للحفاظ على كرسي بلا سلطة، فيتلاعب بمصير أفغانستان والشعب الأفغاني المضطهد من أجل استمرار حكمه المزلزل، والشعب الأفغاني والمجتمع الدولي يشاهدون بأم أعينهما أن نظام كابول يلقي الصخور في طريق السلام، ويهدر هذه الفرصة التاريخية المهمة للحوار، ويضحي بالسلام وبمصالح أفغانستان والشعب الأفغاني من أجل المصالح والغرائز الشخصية.
على أرغ أن يعتبر من الماضي، وألا يستمر في الإصرار على الحرب، وأن يشفق على الشعب المضطهد، وأن يقدم المصالح الوطنية على المصالح الشخصية، وإلا فإن الشعب الأفغاني لن يغفر لقادة الحرب، وسيطالب بمحاسبتهم في الدنيا والآخرة، وسيطلب منهم الحقوق والمظالم، وسيسحبهم إلى العدالة حتماً.