کلمة اليوم

أي نوعٍ من السلام يريده أمراء حرب القصر الرئاسي..؟!

أعلن “غني” رئيس إدارة كابل عبر رسالة فيديو أمس بأن قواته ستشن المزيد من العمليات الهجومية ضد مجاهدي الإمارة الإسلامية، بدلاً من اتخاذ الموقف الدفاعي.

يتزامن الإعلان المستفز لغني في الوقت الذي حدثت فيه ثلاث هجمات دموية ووحشية خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية في كل من كابل، وننجرهار وبلخ، والتي لا يمكن تبريرها بأي ذريعة إسلامية أو إنسانية.

ولقد استهدف مقاتلو عصابة داعش موكب جنازة بتفجير دموي في مديرية –خيوه- بولاية ننجرهار، وقبلها تم استهداف المدنيين من خلال القصف الجوي من قبل طائرات النظام في قرية-غوندان- بولاية بلخ، والهجوم المسلح الغامض الذي شنته القوات الحكومية باسم داعش على المستشفى الولادي والنسائي لأطباء بلا حدود في منطقة –دشت برتشي- بولاية كابل، وقد أسفرت الهجمات الثلاث عن إصابة ما لا يقل عن مائة من الأفغان ما بين قتيل وجريح.

إلا أن رئيس نظام كابل العميل غني أعلن العمليات العسكرية ضد الإمارة الإسلامية كردٍ على الهجمات التي تبنتها عصابة داعش-المتحالفة مع النظام العميل-، ولو نظرنا إلى حقيقة الأمر فإن النظام منزعج من الضربات الأخرى التي تلقتها من قبل المجاهدين.

وقبل هذه الهجمات بيومٍ واحدٍ، حاول جنود النظام العميل التسلل إلى مناطق المجاهدين ضمن رتلٍ عسكري ضخم لبناء مراكز عسكرية جديدة، حيث تصدى لهم المجاهدون بهجمات دفاعية وأدت الهجمات إلى قتل وجرح خمس وخمسين من جنودهم المرتزقة.

وقبله بخمسة أيام تمكن المجاهدون من السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة في مديرية –تشمتال- بولاية بلخ نتيجة الحصار الطويل، وقد فر الجنود المستقرون فيها خشية هجمات المجاهدين المتتالية.

من جهة أخرى انفصل القائد السابق لشرطة ولاية فراه والقائد العام للميليشيات المحلية-أربكيان- اللواء عبد الجليل “بختور” من صفوف قوات النظام العميل وانضم للمجاهدين بعده وعتاده وأفراده، علماً بأن المذكور هو شقيق الرئيس السابق لمجلس ولاية فراه فريد بختور، ووالد مسعود بختور نائب الحاكم الحالي لولاية فراه.

ومن ناحيةً قُتِلَ قائد شرطة خوست “بابازي” الموالي للنظام مع حراسه في عملية انفجار للمجاهدين.

وقد تسبب هذا والعديد من الحوادث الأخرى في اضطراب كبير بين صفوف نظام كابل العميل، ولهذا السبب عاد غني لاختبار تجربته السابقة الفاشلة، بأن أعلن الحرب مرة أخرى ضد المجاهدين؛ وفي الوقت نفسه دعا المجاهدين إلى وقف القتال.

لقد أوضحت الإمارة الإسلامية مراراً وتكراراً أن هدفها الأساسي هو إنهاء الاحتلال والحرب معاً، وإقامة نظام إسلاميٍ حرٍ في البلد، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف وقعت مع الولايات المتحدة اتفاقية بشأن خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، ووعدت ببدء المفاوضات بين الأفغان فور الإفراج عن ستة آلاف سجين، حيث ستتم مناقشة القضايا الضرورية الأخرى بما في ذلك وقف إطلاق النار.

لذلك حتى الآن لم تعلن عن أي عمليات جديدة هذا العام، بخلاف السنوات الأخرى، فمنذ توقيع الاتفاقية إلى يومنا هذا لم تقم بهجوم كبير في أي مدينة رئيسية او صغيرة في البلاد، إلا أنها دافعت عن نفسها في المناطق النائية والتي حاولت قوات العدو التسلل إلى مناطق المجاهدين بهدف السيطرة عليها، مثل الهجوم في لغمان يوم أول من أمس.

لذلك عندما أعلن اليوم غني رئيس نظام كابل الحرب، بدا واضحاً للجميع أن العدو لا يرى مصلحته في السلام وخروج القوات الأجنبية، لكنه يرى أن الحرب في مصلحته.

ولهذا السبب فإن الميليشيات المسماة –داعش- قد طويت صفحة وجودها من البلاد؛ إلا أنها تتواجد في مقرات المخابرات وباستخدام هذا الغطاء يقوم رجال المخابرات بشن هجمات دموية ضد الشعب، لتفاقم الوضع وعرقلة الطريق أمام عملية السلام.

ربما سمع العالم الآن بإعلان الحرب من قبل نظام كابل، وسوف يدرك الشعب والعالم بشكل أفضل، أن أي نوعٍ من السلام الذي يريده أمراء حرب القصر الرئاسي-أرك- بحيث أمر غني قواته بشن الهجمات القتالية؛ لكنه في نفس الوقت يطالب الإمارة الإسلامية بوقف إطلاق النار. فهل هذه هي الطريقة لطلب السلام.؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى