مقالات الأعداد السابقة

إعدام السجناء لعبة أم حماقة!؟

 

بقلم: سيف الله الهروي

 

فوجئنا مؤخراً بتصريحات العميل “أشرف غني” في حديثه الأخير لبرلمانه بأنه سيطبق حكم الإعدام على المجاهدين السجناء في أفغانستان.
وتعليقاً على هذا الحكم الظالم بحق مجموعة من السجناء المغلوب على أمرهم في السجون والمعتقلات، أصدرت الإمارة الإسلامية بياناً استنكرت فيه بشدة ما ورد على لسان أشرف غني، أحد عملاء الاحتلال الأمريكي في كابول.
في الحقيقة الإدارة العميلة في كابول هي آخر مَن يتحدث قضاتها وجهاتها القضائية عن إعدام طلاّب الحرية، والمناضلين ضدّ الاحتلال والمحتلين، فتلك الإدارة حازت على المرتبة الأولى في الفساد الإداري على مستوى العالم، وجهتها القضائية هي الأولى في أخذ الرشاوي، وفقدان الأهلية.
قضاة ومحاكم تركوا اللصوص والمفسدين والمختلسين يعيشون أحراراً، ويفسدون في أرض الله. قضاة ومحاكم تركوا المجرمين والقتلة أحراراً ليجرموا بكل حرية، ثم يتجرأون على إعدام سجناء ضعفاء مغلوب على أمرهم!
لماذا؟ لأنهم قاموا ضد الفساد والاحتلال وعملائه في الوطن. لا شك أن مثل هؤلاء القضاة قضاة فاسدون، ومثل هذه المحاكم محاكم لاتحكم بشرع الله تعالى ولا بكتابه المجيد.
وممّا لا مجال للشك فيه أنّ هذه الخطوة السفيهة لإدارة كابول العميلة سوف تجلب لها عواقب خطيرة جداً، فالإمارة الإسلامية لا تجلس لتشاهد كيف يقوم مجموعة من المفسدين والعملاء بقتل الضعفاء والسجناء الذين هم من خيرة الشعب الأفغاني.
ولهذا ورد في بيان الإمارة أنها ستقوم من أجل الدفاع عن شعبها المظلوم بكلّ ما في وسعها في حال قيام الحكومة بإعدام المحاهدين، وأنّ الدوائر المسماة بالدوائر العدلية سوف تدفع الثمن باهظاً إذا قامت بهذه الجريمة.
وهددت الإمارة في نفس الوقت أيضاً الشخصيات المعروفة والجهات والمنظمات والتجمعات الملحدة التي طالما طالبت بإعدام المجاهدين، بأنها ستكون ضمن دائرة الأعداء الذين يجب استهدافهم وتصفيتهم، وأنهم لن يأمنوا بطش الإمارة. كما أن الإمارة حمّلت إدارة كابول مسؤولية جميع الخسائر المحتملة إذا قامت بهذه الخطوة الشنيعة، وبأن الحكومة ستكون سبباً في إثارة مشاعر عامة الشعب والمجاهدين إذا ارتكبت هذه الحماقة، وهي بذلك ستُحدث خطراً كبيراً لحياة السجناء التابعين للدول الاستعمارية التي قامت باحتلال أفغانستان، وحياة جنود الإدارة العميلة في سجون الإمارة الإسلامية بمختلف مناطق أفغانستان.
لاشكّ إنّ إعدام المعارضين السياسيين، وإعدام الأسرى محظور في كافّة الدول الغربية! تلك الدول لا تتجرأ في بلادها أبداً على أن تقوم بهذه الخطوة الشنيعة، وإذا قامت بها فإنها ستواجه احتجاجات شعوبها واعتراضات منظماتها الحقوقية التي تنشط في تلك البلاد. بخلاف بلادنا، فإن العملاء الجهلاء لديهم القدرة والجرأة للقيام بأي جريمة، فالذي يبيع دينه ووطنه ويضيع إنسانيته ليس إلا وحشاً كاسراً في شكل الإنسان، فلا يستبعد منه القيام بكل جريمة، وهذا حال العملاء والدوائر العميلة في كل العالم وعلى رأسها الدولة العميلة في كابول.
وبناء على هذا يحتاج الاحتلال الأمريكي إلى وكلاء وعملاء ينوبون عنه في مهمتين سيئتين؛ مهمة الاعتقالات والسجن والتعذيب، ومهمّة إعدام الأسرى والسجناء ليشفي بها صدور الأمريكيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين.
ويبدو أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وجدت في الإدارة العميلة في كابول أفضل وكيل ونائب يقوم بمهمة إعدام السجناء والأسرى، حيث فوّضت هذه المهمة القبيحة سرّاً إلى عملائها في كابول.
يعلم العالَم کله المعاملة الحسنة للإمارة الإسلامية مع أسرى الحرب لديها، تلك المعاملة مستلهمة من التعاليم الشرعية. لا وجود للتعذيب وغير ذلك من الأساليب الرائجة في سجون العالم ومعتقلاته لدى جنود الإمارة الإسلامية. والحقيقة أن الإمارة مصرة دائماً على إطلاق أسرى العدوّ مقابل إطلاق المجاهدين المعتقلين أو السجناء في سجون الأعداء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى