إنجازاتٌ أبهرت العالم
سيف الله الهروي
خلافاً لكافة التوقّعات السلبية التي كانت تجري على الألسنة، والمخاوف العديدة التي كانت تمرّ بالأفئدة، والظنون السيّئة التي كانت تخطر بالأذهان قبل تولّي الإمارة الإسلامية مقاليد الحكم في أفغانستان، كان مرور سنة واحدة وبضعة أشهر كافيًا لتُبهر الإمارة الإسلامية العالم والأعين بإنجازاتها الملموسة التي لم تترك للمواطن الأفغاني مجالًا للإنكار ولا تمنيه عودة أيام الجمهورية.
ولا يخفى على أحدٍ أنّ الإمارة الإسلامية ورثتْ من النظام السابق وحلفائه الدوليين بنوكاً خاوية، وفواتير الكهرباء المستوردة، والمخدرات المتفشية، وأربعة ملايين من مدمني المخدرات، والفساد الإداري، والمجاعة، والبطالة، واقتصادًا راكدًا، ومدارس مغلقة بذريعة جائحة كورونا وغيرها من المشكلات الكثيرة، لكنها بفضل الله استطاعت -رغم كل ذلك- في غضون عام وأشهر أن تقطع أشواطًا كبيرة نحو الرقي والازدهار والاستقرار، كان أبرزها ما يلي:
■ لأوّل مرّة، منذ أربعة عقود، تتوحّد كافة مناطق أفغانستان تحت حكومة مركزية مسؤولة ومستقلة ومقتدرة ومتوحدة، وتقضي على ملوك الحرب والطوائف.
■ حققت القوات الأمنية للإمارة المتمرسة في قتال المحتلين أمناً شاملاً في أفغانستان من أدناها إلى أقصاها، تمكّن معه المواطنون الأفغان من الانتقال من ولاية إلى ولاية بسلامة واطمئنان.
■ قامت الإمارة الإسلامية بتصفير زراعة المخدرات التي تشكل ضررًا وخطرًا للعالم أجمع، بعد أن كانت راجت زراعتها وتجارتها والإدمان عليها أيام النظام الجمهوري.
■ استطاعت الإمارة لأول مرة من إعلان ميزانية وطنية معتمدة كلياً على عوائد البلاد المحلية، وجعلت الأصول الاقتصادية وطنية، وتقرير البنك الدولي الأخير خير شاهد على ذلك.
■ لا يخفى على أحد أن أفغانستان كانت قد حققت الرقم القياسي في الفساد الإداري على المستوى العالم أيام الحكم الجمهوري السابق، لكن الإمارة اليوم تمكنت من إخراج البلاد من تلك الحالة السيئة، وتقرير منظمة الشفافية الدولية شاهد على ذلك.
■ قامت الإمارة بإعداد تسهيلات السفر الجوية والبرية للمواطنين إلى جميع الجهات، وهذا ما كان يطالب به المجتمع الدولي أيضًا.
■ استفادت الإمارة من خدمات خمسمائة ألف موظف من موظفي الإدارة السابقة، ولم تسرّحهم.
لا شك أنّ هناك مشكلات وتحدّيات لا تزال قائمة في مجالات مختلفة، ولا تخلو دولة من دول العالم من المشكلات، لكن الإنجازات الكبيرة المذكورة خلال عام وأشهر -رغم مقاطعة المجتمع الدولي للإمارة- أشبه بمعجزة في هذا العصر. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الشعوب المسلمة قادرة على إدارة بلادها بسواعد أبنائها وعوائد بلادها من غير هيمنة القوى الاستعمارية المحتلة وتدخلاتها ومساعداتها المشبوهة. وما ذلك على الله بعزيز.