مقالات الأعداد السابقة

إن الطیور علی أشكالها تقع

 خرج ثعلب جائع لیبحث عن ما یسد جوعته فرأی أرنبا فاتبعه بكل قوةٍ لعله یعثر علیه ویصطاده، ولكن بعد عدْوٍ وقفزٍ، وتعب شدید لم یستطع أن یصید الأرنب، فرجع خائباً مطاطاً رأسه خجولاً، فسخرت به الحیوانات .. هاها الثعلب لم یستطع أن یصید أرنباً صغیراً، فما إن سمع الثعلب مقالتهم إلا أن احتال طریقاً فتجهّم وتمعّر ثم قال: كلا بإمكاني أن افترس فیلة فكیف بأرنب صغیر وإنما أعرضت عن الأرنب؛ لأني سمعت أنّ لحم الأرنب لا یصلح للثعالب!!.

شنّ المجاهدون عملیة في مدیریةٍ بولایة بدخشان حیث أسفرت العملیة عن مقتل 58 جندیاً عمیلاً وإصابة عشرات منهم بالجروح، وتدمیر 22 سیارة ودبابة للعملاء واغتنام كمیة كبیرة من الأسلحة تمت القصة.

فاسمعوا من وزارة الدفاع التي جعلت إدارتها الخدومة للدّفاع عن الشعب!!!. سلكت طریقة الثعلب فقامت بدعایة  كما تعوّدت  فادعت استشهاد 51 من المجاهدین وإصابة كثیر من المجاهدین في العملیة المذكورة.

كما أنّ اسيادهم (الأمیركان) یسلكون نفس الطریقة فكم من عمیل قتل في شهر واحد، وكم من خسارة ركبت الاحتلال والعجیب أنهم أجمعوا علی أمر واحد وهو إن كان الشعب الأفغاني یری بعینه الحقیقة، وإن كان یری یومیاً مصائبنا في المعارك، فهذا أمر لا مفیص منه، ولكن هذا لا یكون دلیلاً ان نفتضح بأنفسنا أمام العالم، فالإعلام والاقتصاد والقواعد والدول معنا، فأخبروهم بعكس القضیة.

مساكين الأمريكان ظنت أن أفغانستان ماء سائغ أو شوكولاتة حلوة، فوضعت براثنها فیها ولو كانت تعلم من الأمر شیئاً لما غرقت نفسها حتی أذنیها ولما دخلت أفغانستان، ولذلك تسلم المناصب والأماكن مثل بجرام والأقالیم الاستراتیجیة للعملاء كي تنجو بنفسها من جحیم أضرمها بیدیها.

فهل تغني الكذب والدجل والخداع عنهم شیئا؟؟

كلا! لأنهم ماذا یصنعون بجثثهم الخامدة؟؟

وماذا یفعلون بالمتقاعدین العسكریین الذین رجعوا إلی بلادهم منكسرین وفي بلادهم یعانون من البطالة، ولایجدون عملاً یكسبهم لقمة عیشهم أو یمكنهم من دفع فواتیرهم المستحقة، ویبحثون یومیاً عن أيّ عمل یؤدّونه ولو كان شاقاً، ولكن دون جدوی (كما نقلته واشنطن بوست) .

إنّ الاحتلال لا تتضایق علیها التلفیق، وكذلك علی ولیدها فالطیورعلی أشكالها تقع فإلی متی تدوم هذه أوركسترا؟

وإلی متی تعزف الاحتلال والعملاء ألحان الكذب والخداعة؟

ولكنهم رغم هذا أحسنوا التقسیم فالبسالة لنا والدعایة لهم، والنصر لنا والكذب لهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى