
إهانة المقدسات ومسؤولية الأمة الإسلامية تجاهها؟
إن تعظيم واحترام المقدسات من أهم متطلبات الفطرة الإنسانية، وكل إنسان متعهد لتعظيم مقدساته وفق عقيدته وفكره بغض النظر عن انتمائه لأية ديانة أو عقيدة، فيعد الدفاع عن ذلك حقه المشروع ويكون مستعداً للتضحية بنفسه وماله وولده في سبيل ذلك، وهذه الحقيقة لا ينكرها عاقل.
فالأديان السماوية السابقة التي هي منسوخة الآن، كان أتباعها وأصحابها يؤمنون بتعظيم المقدسات، وبما أن الإسلام هو دين الفطرة وتعظيم المقدسات وتقديرها من أهم أصوله، لذلك فإن كل مسلم مكلف شرعاً وعقلاً أن يحترم ويعظم وينتصر للنبي صلى الله عليه وسلم والكتاب المنزل من عند الله عز وجل وأن يقضي حياته وفق الأحكام القرآنية والإرشادات النبوية، وأن يدافع عن المقدسات ويواصل الجهاد المقدس حتى يسد الصلح والفوز مسد الفتن والفساد (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون). الأعراف 157.
إن ما نراه ونسمعه في عصرنا الحالي من الأعمال الفاسدة المثيرة للفتن ضد العالم الإسلامي التي تقوم بها عناصر يهودية مثيرة للجدل بمساندة الإعلام الغربي، لم يشهد له مثيل في التاريخ الإسلامي، فإن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وتمثيل الأفلام ورسم الصور في شأنه الطاهر، ثم الدفاع الوقح عن هؤلاء المفسدين من قبل الزعماء المتكبرين للدول الغربية الكفرية بذريعة حرية البيان الكاذبة يعد ناقوص الخطر وصفارة تهديد لوجود وكرامة المسلمين وشخصيتهم الإسلامية، لأن أرضنا وشعوبنا وثرواتنا من السابق كانت ضحية الاحتلال والقتل والنهب الغربي، وها قد جاء دور إهانة المقدسات الدينية وانتهاك حرماتها.
ونظراً لهذه المحاولات المعادية للإسلام من قبل الدول الغربية، يتوجب على المسلمين أن يتوحدوا، وأن يكون لجميع الدول الإسلامية موقف مشترك تجاه هذا الموضوع، وعلى الأقل يعلقوا علاقاتهم التجارية والدبلوماسية معها إلى حين يجازوا سفهاءهم وأغبياءهم أو تلجمهم، وبذلك سيكسب قادة الدول الإسلامية رضاء الله عز وجل، ويصبحون شامخي الرأس أمام شعوبهم لأن:
1- أظهرت حماسة المسلمين وتظاهراتهم ضد الغرب في معظم البلاد خلال هذا الأسبوع بأن شعوبنا المسلمة والشجاعة مستعدة لجميع أنواع التضحيات في سبيل الدفاع عن دينهم، وأنهم سيقفون بقوة خلف الحكام بل سيؤدون (مثل الصحابة) دور ومهمة الجيش الإسلامي المتطوع الذي لا ينهزم.
2- في ليلة السبت (14/ 09/2012 ) أثبتت العمليات الاستشهادية الناجحة للمجاهدين الأبطال على قاعدة شوراب العسكرية للقوات البريطانية والأمريكية في ولاية هلمند، بأن جنود الغرب الجبناء ليست لهم طاقة وقدرة مقابلة ومواجهة المجاهدين فقد شارك في هذه العملية أقل من عشرين مجاهداً، لكنها زلزلت عروش لندن وواشنطن فقد صرح المسئولون البريطانيون والأمريكيون بارتجاف تصريحات متناقضة، منذ عشرة أو أحد عشر عام يعترف العدو للمرة الأولى على خجل، بأهمية وخطورة وتأثير هذه العملية الناجحة وبلا شائبة.
وإضافة إلى الخسائر المادية والروحية الملحقة بهم تعرضت مكانتهم ومعنوياتهم ودورهم العالمي لضربة قاسية لا يمكن جبرانها، ووضعت العديد من علامات الاستفهام أما كفاءتهم العسكرية، وأصبحت تقنياتهم وتكنالوجياتهم المتطورة سوية بالتراب، كما نفدت هجمات شرسة من قبل الجنود الأفغان على المحتلين في مديرية ميزانة بولاية زابل، وفي باباجي بولاية هلمند، وباعتراف العدو فإنه قتل 6 جنود محتلين، إلا أن في الحقيقة والواقع كانت الخسائر أضعاف ماذكر وعلى حكام الدول الإسلامية أن يفكر ويتأملوا بأن الله تعالى أعطى لأقل من عشرين مجاهداً مؤمناً قوة عظيمة، حيث لقنوا العدو درساً لن ينسوه أبداً، ياترى كيف ستكون قوة جيش قوامه 150 مليون مسلم متطوع بفضل الله تعالى ونصرته ؟!