استهداف مكة المكرمة جريمة لا تُغتفر
حافظ منصور
قامت جماعة الحوثي الإرهابية المتطرفة بإطلاق صاروخ نحو منطقة مكة المكرمة، مستفزّة لمشاعر ومقدسات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه البسيطة.
إنّ هذه الجريمة النّكراء من قبل مليشيا الحوثي موجة رأي عام عربي وإسلامي موحد يدعم التوافق الهادف إلى تخليص اليمن من جماعة التطرف، وإحلال السلام في البلاد، ووفق جريدة “الحياة”: «سجل “المغردون” من مختلف دول العالم إدانة لمحاولة استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي من الحوثيين، تم اعتراضه من دفاعات التحالف العربي. وبلغت المشاركات أكثر من 430 ألف مشاركة خلال 14 ساعة فقط، بمعدل 9 تغريدات في الثانية الواحدة، ما جعل من الهاشتاغ الخاص به أحد أنشط الهاشتاغات على مستوى العالم. وأثار استهداف مكة المكرمة استياءً واسعاً شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تجرؤ الحوثيين على محاولة استهدافها، وصبّ السعوديون جام غضبهم، عبر وسم الحادثة الخاص، في موقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر”. وكشف خبير الأدلة الرقمية، الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية: عبدالرزاق المرجان، عن عدد المشاركات التي تم تسجيلها في وسم (اعتراض صاروخ باتجاه مكة) والتي بلغت نحو 430 ألف مشاركة، وقال لـ”الحياة”: (شاركت في الهشتاغ قوى سعودية ناعمة مؤثرة بشكل كبير، إذ سجل الهشتاغ مشاركات 425965 خلال 14 ساعة، وفي حدود 507 مشاركات في الدقيقة، ما أسهم في احتلال الهشتاغ المركز 240 عالمياً في قائمة الهشتاغات الأكثر نشاطاً على مستوى العالم». وأضاف: «المشاركات العظمى كانت من نصيب السعودية بنسبة 53 في المئة، وجاءت المشاركات من أميركا ثانياً بـ13 في المئة. فيما توزعت بقية المشاركات على 53 دولة على مستوى العالم). لافتاً إلى أنه تم رصد مشاركات الحوثيين ومؤيديهم بنسبة 2 في المئة في الهشتاغ، وكانت مشاركاتهم بتبرير الهجوم البشع الذي زعموا فيه أن “مكة المكرمة ليست أقدس من صنعاء”. فيما ذكرت مصادر الحوثيين المضللة والتي تروج لأهداف وهمية نجاحهم في استهداف مطار الملك عبدالعزيز بجدة».
ترى ما الذي أغرى الحوثيين بأن يستهدفوا قبلة المسلمين، ويجرحوا مشاعرهم؟
هل ظنوا بأنّ المسلمين غثاء كغثاء السيل، لا يوجد فيهم من يدافع عن قبلته، ويصمت ويخرس ولا يتحرك مثلما هم يتفرجون على مآسي الشام والأفغان والبلاد الإسلامية الأخرى ولا يحركون ساكناً؟
كلا، ليس الأمر كما خالوا وظنّوا، فشباب السنة والمسلمين في جميع أنحاء العالم يرخصون أرواحهم إن ضعفت الحكومات الإسلامية وتوانت عن ردّة فعل حاسمة لتشيطن المجرمين تجاه أقدس البقاع وأطهر الأرضين.
ألا فيلعلم هؤلاء الذين يستهدفون قبلة المسلمين، بأنّ الكعبة الطاهرة مأوى أفئدة المسلمين، وإنّ خصوماتكم مع حكومة بعينها وقتالكم لها، لا يبرر لكم أن تجرحوا مشاعر المسلمين، وتستهدفوا قبلتهم، وتخلقوا الفوضى والبلبلة في البلد الآمن. وإن تماديتم في غيكم، فاعلموا أن للبيت ربٌ يحميه، ويجعلكم كعصفٍ مأكول.