بيانات ورسائل

اظهارات المتحدث باسم الإمارة الإسلامية حول تصريحات سياف الأخيرة

 1-flag

 

وصف (سياف) ـ خلال مؤتمر منعقد في كابل يوم أمس ـ مجاهدي الإمارة الإسلامية وأبطال البلد الشجعان بـ”عملاء الأجانب، ومشوهي صورة الإسلام، وغير الأفغانيين”، وبهذا الموقف المعادي للإسلام عرَّف نفسه ومن معه بأنهم “الحمامات البيضاء، ومنقذي الوطن ومنجينه” 

 

إننا نرد تصريحات سياف هذه بكل شدة، وأن الاستدلال الضعيف والضال الذي استدل به تجاه المجاهدين ومقاومتهم ضد المحتلين باطل تماماً، ولا معنى له على الإطلاق، فإن احتلال أفغانستان أظهر من الشمس، واعتبرته جميع المصادر الدينية المعتبرة في العالم الإسلامي أنه احتلال واقعي تم من قبل العالم الكفري على نظام إسلامي، وبما أن سياف ومن معه يتكلمون بمثل هذه الترهات السخيفة واللامسئولة لأجل أكل الدولارات الأمريكية وهضمها، فإن ذلك يعد مساعدة مباشرة للمحتلين، ومؤازرة ظاهرة لهم. 

 

اعتبر سياف في كلامه الجهاد المستمر ضد المحتلين الأمريكيين وعملائهم حربا محرمة، وأعطى البراءة لنفسه ولجميع العملاء الذين أدوا خدمات مدنية وعسكرية للاحتلال الكفري طيلة هذه الأعوام.

 

علينا أن نقول لسياف: بأننا متيقنون بأن المحتلين الأمريكيين كفار، فهم لا يؤمنون بما جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأنهم قد انحرفوا عن المسيحية واليهودية أيضاً، وأن أفغانستان دارنا وهي دولة إسلامية، وأن المحتلين الأمريكيين احتلوا أرضنا عسكرياً، وأتوا بأكثر من مائة ألف جندي مدججين بالسلاح، والدبابات، والطائرات العسكرية، والمبشرين إلى هنا، وأن شريعتنا تحكم في ضوء الكتاب والسنة بأن الكفار إذا هاجموا واعتدوا على أرض المسلمين فإن الجهاد يصبح فرض عين، وأن جحود حكم تعين فرضه يعتبر كفراً. 

 

وقد اشتمل القرآن على آيات كثيرة تأمر بالجهاد وتحث عليه، يقول الله تعالى:

 

 ۱ـ  ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: ۱۲۳].

۲ـ  ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾[البقرة:۱۹۰].

۳ـ  ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه﴾[الانفال: ۳۹].

۴ـ  ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾[الحج:۳۹].

۵ـ  ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاَللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ۲۱۶].

 

هذه الآيات القرآنية كلها تأمر الإنسان المكلف بقتال الكفار، ولم يستثن في الآيات أن الأمريكيين إذا احتلوا دولة أفغانستان الإسلامية وانضم سياف إلى صفوفهم فلا يجب قتالهم والجهاد ضدهم، بل إن الجهاد يبقى فريضة إلهية إلى أن تقوم الساعة، ويتعين فرضيته في مثل هذه الأوضاع على الرجل، والمرأة، والحر، والعبد على السواء.

 

إن سياف اعتبر نفسه وموظفي إدارة كرزاي العميلة، وجيشها وبقية المنسوبين إليها على الحق! رغم ولائهم للمحتلين الكفار، ووصف حربهم على المجاهدين بالجائز المشروع.

وكما أن الله تعالى نهى المسلمين عن موالات الكفار في آيات عديدة، فإنه سبحانه عز وجل يقول في آية ١١٣ من سورة هود: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار…).

 

يقول المفسرون أن المراد بالظالمين في الآية الكريمة هم (الكافرون)، فالله تعالى يقول: (والكافرون هم الظالمون)، ويقول في موقع آخر: (إن الشرك لظلم عظيم)، لذلك اتفق جميع المفسرين من ابن عباس رضي الله عنه ترجمان القرآن إلى عصرنا هذا أن الآية الكريمة (ولا تركنوا إلى الذين…) تدل على تحريم الميل إلى الكفار، ومساعدتهم، وإكثار سوادهم.

 

يقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية: “ولا تميلوا إلى الذين ظلموا”.

ويقول سفيان الثوري رحمه الله: “لا تدنوا من الظالمين (الكافرين)”.

ويقول الإمام النسفي رحمه الله في تفسيره في صفحة ٣٤٧ من المجلد الثاني: “هذا خطاب لأتباع الكفرة أي لا تركنوا إلى القادة والكبراء في ظلمهم”.

 

إن سياف الذي يعد نفسه في الناحية الفكرية من طلبة الأزهر، ومن المتأثرين بفكر الشهيد (سيد قطب) فإننا هنا سنأتي له بتفوى السيد قطب رحمه الله التي سطرها في تفسير هذه الكريمة حيث يقول: “(ولا تركنوا): أي ولا تستندوا ولا تطمئنوا، (إلى الذين ظلموا): أي إلى الجبارين الطغاة الظالمين أصحاب القوة في الأرض الذين يقهرون العباد بقوتهم…).

 

فلا ريب ولا شك في كفر المحتلين الأمريكيين، لذا فالميل إليهم هي بمثابة نصرتهم، وتكثير سوادهم، وإن القتال من أجلهم ـ رغم توفر الآيات الصريحة ـ أمر محرم، ومن يقاتل في هذا السبيل، او يقوم بفعاليات دعائية أمثال سياف فإن موته موت ضلال والعياذ بالله.

 

نقول مرة أخرى أن أمريكا قوة طاغوتية كافرة، ظالمة، تسعى في الأرض فساداً وجوراً وظلماً، وقد اعتدت في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وصوماليا وفي جميع العالم على المسلمين بشكل مباشر او غير مباشر، فغصبت أراضيهم، وسفكت دماءهم، ونهبت معادنهم وخيراتهم، وهي احتلت بلادنا أيضا، لذلك فالجهاد ضدها فرض عين، وكل من يساندها ويساعدها فحكمه حكم المحتلين الأمريكيين الغاشمين، وقتله واجب. 

 

يقول سياف بأن طالبان تستلم رواتبها من الخارج، لكن علينا أن ننبهه بأن مجاهدينا ليست لديهم رواتب، وإنما يقاتلون لوجه الله عزوجل، وأن الله الرزاق هو من تكفل بإرزاقهم رغم ما يعيشونه من الحظر والضيق والمشاكل والصعاب، والكل قادر على أن يدعي مثل هذه الترهات الجوفاء، لكن عجز الجميع عن تقديم الأدلة والشواهد على ما يدعون. 

 

 

لكننا لو أتينا إلى حالكم؛ نرى أنكم إلى الآن تمضغون الدولارات والريالات والجنيهات الإسترلينية الأجنبية، يقال أنكم حاليا تستلمون مرتب (أربعة آلاف) دولار أمريكي شهرياً بشكل رسمي، ويعلم الجميع أن هذا المرتب يدفع من وزارة الدفاع الأمريكية وشبكة (سي آي إيه) الاستخباراتية، لأن ثروة حكومة كرزاي تنماع وتذوب بين مفسدي الإدارة ومختلسيها، فهي مضطرة أن ترضي الأشراف أمثال سياف على الأموال الغربية.

 

قبل عدة أيام نشر أحد رفاق سياف وهو (أمر الله صالح) تقريرا مستندا تحت عنوان (أموال خلف الأستار لتقوية نفوذ حامد كرزاي)، ونظرا لبقاء المذكور في منصب رئيس الاستخبارات فقد كان مطلعاً على بعض الأسرار، فقد ذكر في تقريره بأن “ليست الاستخبارات الأمريكية فحسب، بل إن إيران، باكستان، بريطانيا وغيرها من شبكات استخبارات الدول الأخرى كانت تعطي أموالاً خلف الأستار لحامد كرزاي كي ترضي وتسكت بذلك أشراف القصر أمثال سياف وغيرهم.

 

إننا لم نأت بشيء من عندنا، وإنما هي المستندات التي تتحدث، فإن كانت لديكم أدلة وشواهد تجاه تمويل المجاهدين من قبل الأجانب فانشروها عبر وسائل الإعلام لو تفضلتم، لكن الأفغان يعلمون أن المجاهدين ليسوا أكلة أموال الأجانب، وإنما هو سياف نفسه، لأن الأخير هو أحد أكلة الدولارات القدامى، وقد ذكر (كري شرون)  العضو بالفريق الاستخباراتي الأول للمحتلين الأمريكيين في كتابه (الورود الأول) حول تفاصيل توزيع المرتبات الدولارية من قبل سي آي إيه حيث كتب “في ٢٩ من شهر سبتمبر عام ٢٠٠١ وضعت كيساً فيها مائة ألف دولار على سطح المكتب، ودفعتها لسياف في مدينة (جلبهار) بولاية بروان”، يضيف الكاتب “حينما وضعت لسياف الكيس الصافي من الدولارات على المكتب،  ـ فهو خلافا لبقية القادة الذين كانوا لا يبالون بالأموال في الوهلة الأولى ـ أخذ الكيس بعجلة مدهشة، وقربها من عينيه المليئتين بالفرح والسرور لكي يتكأد من الدولارات، ثم نبذها بسرعة إلى أحد مساعديه، ثم قال لي وهو يضحك (لأول مرة أستلم نقوداً عينية)، لكن كلام سياف الأخير ذكرني بكلام (سعود الفيصل) رئيس الاستخبارات السعودية السابق حيث كان يقول: (دائما عندما كنت ألتقي بسياف كنت مضطرا أن أخذ معي دفتر الشيكات البنكية، لأن سياف كان متعودا على أموالي). (كتاب ـ الورود الأول، الكاتب: جري شرون، المترجم: أسد الله شفايي)

 

 

قال سياف أن مجاهدي الإمارة الإسلامية ليسوا أفغانيين، أو أنهم عملاء الغير، وليست لديهم شجاعة، لكن على سياف أن يعلم بأن الأفغانية، والحرية، والغيرة، والشجاعة لا تطلق على مجرد ادعاءات فارغة وهتافات جوفاء، لكن هذه كلها قيم أخلاقية عملية، والمواطنون والعالم يشهدون أن طالبان بصفتها النائب الحقيقي إلى الآن لم تخضع لأي متغطرس ومحتل في العالم، ولم تقبل سيادة وهيمنة أحد، ولأجل الحفاظ على الحرية والإباء والرفعة ضحت بنظامها القائم بأكمله.

 

لكن سياف ورفاقه الجبناء ماذا فعلوا؟! فلقد فضحهم الله مرة حيث جلسوا في حجر أولئك الشيوعيين الروس الذين طالما حاربوهم بشعوبهم لأربعة عشر عاماً، لكنهم رغم ذلك لجئوا إليهم واستقروا في قاعدة (كولاب) الروسية التي كان يدار منها الاحتلال الروسي، وبعد ذلك سقطت سلاسل الذل والعبودية للطاغوت الأمريكي في أعناقهم، فقد أتوا بهم الأمريكيون كالدمى وأقعدوهم على عرش كابل.

 

إن سياف في حين أنه لا يملك سلطة حفاظ منزله وتأمينه، كيف له أن يدعي الحرية ويتحدث عنها؟!، فلو كان المذكور حراً حقاً، لاستطاع أن يمنع من حماه الشخصي أولئك الجنود الأمريكيين من (القوات الخاصة) الذين تسلقوا منزله في منتصف الليل!. 

 

يدعي سياف الغيرة والشجاعة الأفغانية، لكنه أيام حروب كابل أخذ مئات من النساء المسلمات ذوات العرق (هزارة) من بيوتهن، وكان يعتبر قتل المنتمين إلى هذا العرق فرض عين، لا ندري أي منطق هذا، أن يكون الجهاد مع (الهزارة) في ساحة أفشار بكابل قبل عقدين فرض عين!! لكن الجهاد الآن مع الأمريكيين الكفار يكون خروجاً وبغاوة؟؟

 

نظراً للأدلة السالفة، يعلم كل عاقل حقيقة وماهية الكل، ويستطيع أن يبين أن سياف هو عميل الأجانب، الضال، الموالي للكفار، وآكل مرتب الأجانب  أم طالبان؟؟

 

 

وإضافة على ما ذكر من المستندات والأدلة والشواهد، فقد ورد في مصادر وموارد كثيرة أخرى شواهد تدل على أن لسياف اليد الكبرى في مساعدة الكفار وموالاتهم، ومساندتهم في مواقفهم المعادية للإسلام بمشوراته السامة، وإطلاعهم على سبل النيل من الإسلام والمسلمين، وإدلالهم على المجاهدين وأماكنهم، وأخذ الأموال منهم مقابل عبوديتهم، وبناء القصور والفلات عليها، ونهب ثروات الشعب والوطن، والإعتداء على منازل الناس وانتهاك أعراضهم، وقصف مساكن العامة وديارهم، والترويج للنهب والغصب والسرقة بفتاويه الباطلة، واعتبار الشخصيات المعادية للإسلام أبطالاً، وتشويه صورة الجهاد مع الروس على مستوى العالم، وخيانة دماء الشهداء الزكية وأمانيهم الطاهرة، وغيرها من مئات الجرائم والجنايات التي يعتبر سياف دخيلا فيها بشكل مباشر، ففي مثل هذا الحين كل كلمة سخيفة يلفظ بها سياف في حق المجاهدين فهي موجهة إليه، وحري به أن يدرك ذلك، وأن يخشى الله بعد هذا بإخلاص وصدق.

 


ذبیح الله مجاهد

المتحدث باسم الإمارة الإسلامية

۱۴۳۴/۱۱/۵هـ ق

۱۳۹۲/۶/۲۰هـ ش ـــ 2013/9/11م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى