اعتراف جنرالات أميركا بالهزيمة في أفغانستان
ثمة حقيقة ماثلة للعيان بأنّ جنرالات أميركا المحتلين لم يخطر ببالهم أنّهم سيفشلون ويلاقون يوماً كالحاً أسوداً كما هي حالهم اليوم، ولم يكونوا يحسبون أنهم سيُلعنون ويُلمزون من قبل ضباطهم ومقاتليهم وقاداتهم قبل الآخرين.
فالقوّاد الروس أيضاً عندما رأوا نعوش جنودهم تقبر في أفغانستان، بكوا على حالهم حين لم ينفعهم ذلك، فالقائد العام لقوات السوفييت هتف أثناء هروبهم من أفغانستان: لقد كنّا حمقاء عندما أطعنا سادتنا الحمقى للهجوم على أفغانستان.
وقبل أيام نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية اعترافات بعض ضباط القوات المشاط الأمريكية (وهو جيسيون الديمبسي) بأنه قال: إن زعماءنا كانت رؤاهم قاصرة تجاه الحرب، فهم زعموا بأنّ أفغانستان مكان سياحة لا ميدان الحرب؛ لأنهم ما اتخذوا استراتيجية حربية وقتالية حاسمة لأفغانستان بل كانوا يزعمون بأن أفغانستان ستكون مركز تفرجهم وسياحتهم، فانهزمت استراتيجية أمريكا العسكرية وسبب هذه الهزائم هم جنرالات أميركا وقيادتها العسكرية.
وأضاف هذا الضابط: إنّ نشاطات قائد القوات الغربية في افغانستان الجنرال ديفيد بتريوس ومكتسباته وهمية وخيالية لا وجود لها على أرض الواقع، مع أنه مشهورٌ في وسائل الإعلام الأمريكية بأنه كأبٍ للقوات الأمريكية.
ويضيف: ويبدو أننا نطلب من الرئيس الجديد أن يزوّدنا بمزيد من الجنود والسلاح والعتاد والمال والقوات الجوية كي نفوز في حرب أفغانستان، إلا أنّ على الترامب أن يسأل من مسؤولي الأمن لماذا نجح طالبان مع قلة في الأفراد والعتاد كي يتضح لترامب بأنّ استراتيجية جنرالاتنا في أفغانستان لم تكن متوغلاً في العمق، ويبدو أن رؤى جنرالاتنا لم تزل غير عميقة وسطحية ومن هنا نراهم ينهزمون ولا ينجحون.
وهذه ليست المرتبة الأولى ولن تكون الأخيرة لاعترافات الأمريكان بهزيمتهم في أفغانستان مع أنّ أرض أفغانستان وسماءها تشهد يومياً مجازر الأمريكان، والأمريكان اعترفوا قبل ذلك مراراً بهزيمتهم في أفغانستان وأهم هذه الاعترافات هو اعتراف الرئيس الأسود الذي قال منذ أيام: بأنه لايمكن لنا أن نهزم الطالبان.
فالأمريكان على يقينٍ كامل بأنهم سيهربون من أفغانستان برؤوس منكسرة ويرغمون على أن يعربوا عن ندامتهم من مشروع احتلالهم الغاشم لأفغانستان، فالشعب الأفغاني قد آمنوا بالله سبحانه وتعالى القادر المقتدر بأنّ المحتلين سينهزمون والنصر والعزة للمؤمنين الصادقين، واليوم نرى آثار هذه الحقيقة التاريخية بأمّ أعيننا.