اعتراف مجرم
جنيد المهاجر
اعترف الأمير البريطاني (هاري) في تصریحاته عن قتل 25 شخصا من الشعب الأفغاني أثناء الغزو الأمریکي، و أکد أنه لم یکن راضیا عن هذا الرقم. وأضاف: “رقمي هو 25، إنه لیس الرقم الذي یرضیني؛ لکن هو لا یحرجني”.
وصرّح أیضا: “بطبیعة الحال، کنت أفضل عدم وجود هذا الرقم في سیرتي العسکریة أو في رأسي، ولکنني کنت أفضل أیضا أن أعیش في عالم بدون طالبان”!
العالم بدون طالبان أم بدون الإسلام؟
إن آباءهم تدفقوا في بلادنا کالسیل الجارف واحتلوها في القرن العشرین، وقتلوا رجالا ونساء، ودمروا قری و بیوتا، وسرقوا كل ما وجدوا بين أيديهم!
والحفید المجرم یعترف في القرن الواحد والعشرین بمجازر جدیدة وانتهاکات ارتکبها في أفغانستان.
إن (هاري) في بیانه صرّح لنا أیضا بأن انتصار الشعب الأفغاني، لم یحصل بالتفاوض ولم يحصل سلميا، بل تحقق بسبب کثیر من التضحیات والدماء.
کم ذاق الشباب الأفغان المرارات، وکم باتوا في ظلام السجون وفي جبال تحت صخور وأشجار، وکم ضحوا بأرواحهم في سبیل إقامة شرع الله في أرضهم والحریة في بلدهم، وإخراج آخر محتل صلیبي من عرینهم.
وقد حققوا الحلم الأکبر والأکثر طموحا في مسیرة حیاة المسلمین بإقامة هذ النظام، وکافحوا کثیرا من أجل ذلك، وناضلوا بشدة وبذلوا قصاری جهودهم وقدّموا کل شيء في میادین المعرکة لتحقيق هذا الحلم؛ قدموا خیرة الرجال وأزکی الشباب، ولم یتخلّوا أبدا عن أعراض إخوانهم وأخواتهم، وکانوا کالجبال أمام کل باطل یهجم علی دینهم وشرفهم!
لقد اعترف أحد مرتکبي الجرائم البشعة، وأحد قیادات الصلیبین، بانتهاکات عدیدة من قبلهم في بلدنا؛ لکن رغم هذا کله؛ انکسرت شوکتهم، ودُفنت هیبتهم، وانهزمت عقلیتهم أمام ثلة قلیلة من المجاهدین.
إن (هاري) و أعوانه، مزقوا أطفالنا وأغرقوا نسائنا في برك الدماء؛ حتی لا یبقی مجاهد علی وجه الأرض، وحسب ما قال:”أن یعیش العالم بدون طالبان”!
یا هاري!
في يوم من الأيام تجهزت أرتالکم علی الأرض، وأساطیلکم البحریة في المحیطات، وطائراتکم، وصواریخکم الفتاکة في السماء متجهة إلی قلة من الشباب حتی یعیش العالم الباطل دونهم؛ لکنكم في النهاية خسرتم وانهزمتم أمامهم.
یا هاري!
مهما قصفتم، وقتلتم، ودمرتم، فنحن نهضنا من جدید.
مهما خذلَنا العالمُ، ولم یبق لنا سوی الحلم، فنحن نهضنا من جدید.
نهضنا من تحت الأنقاض، أنقاض البيوت التي دمرتموها، نهضنا من بین أشلاء أمهاتنا، نهضنا من الجدران التي جلست تحتها أخواتنا جلسة الکئیب الحزین، مسبلات دموعهن علی خدودهن.
نحن نهضنا حتی نواصل طریقنا، نهضنا حتی نقول للعالم؛ لقد نهضنا من جدید، وسلكنا طریق ذروة الکمال، وقمة السرور والنجاح.
نهضنا؛ فلا حياة لمن يظل واقفاً على الضفاف، خائفاً من الأمواج والأعاصير، الحياة لمن يتحرك، يُقدم، يُقبل، يخوض، يتعثر، ينهض، يصبر، حتى يظفر أخيراً.
نهضنا و”لم ننتظر تغييراً يأتي من السماء ليقلب لنا حياتنا بهجة، وسعادة، وانتصارا، بل حملنا رایة التوحید وحملنا السیف، وعلمنا بأن تحسين حياتنا مسؤوليتنا نحن، ولابد من وجود عقبات، ولابد أن نواجهها.
إن جودة حياتنا نابعة من قرارات واجتهادات، وسقوط، ونهوض، وتعب، ثم راحة واستقرار، وعلمنا بأننا لن نرتاح ما لم نتقبل التعب أولا وبلا شروط.
الحياة لا تأتي كما يريد الإنسان، وليست كل الانكسارات نهاية، فبعضها مفاتيح حياة؛ نحن نهضنا ولن نستسلم؛ إذ لا يغار إلا ضعيف الهمة، لا يحسد إلا الفاشل، لا يغتاب إلا المنافق، لا يفتن إلا الضعيف، ولا يثرثر إلا الفارغ.
إن اللهَ لا يُعْطِي أصعَبَ المعَارِكِ إلّا لأقوى جُنودِه، فنحن أبْدعنا في معرَكَتِنا معکم من قبل، وبإذن الله ماضون في هذا الطریق؛ إما النصر وإما الشهادة.