تهريب المخدرات بين الحقائق المؤلمة والدعايات الكاذبة
قبل أيام، عنونت إحدى الصحف الأمريكية مقالاً لها تقول فيه بأن قيادات حركة طالبان البارزين يعتلون قمة هرم مهربي الأفيون في أفغانستان، وتطرق التقرير إلى قصة اعتقال الأخ المولوي رشيد -فرج الله عنه- وكتبت مستندة بأقوال المسؤولين الإستخباراتيين الأفغان بأنه اعتقل ومعه ما يقارب الطن من الأفيون، بل إنها ذهبت لأكثر من هذا فافترت، بكل وقاحة، أن أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور -حفظه الله- يعتلي قمة هرم مهربي المخدرات القبليين.
علينا أن نقف وقفات مع هذا المقال لنبيّن الحقائق حول تهريب المخدرات ليتمايز الغث والسمين إن شاء الله.
يجب لتقرير محايد وواقعي أن يستند إلى مصادر محايدة، ومعلومات ووثائق واقعية، فإن كانت المعلومات غير دقيقة؛ يفقد التقرير حينئذ مصداقيته ويبتعد عن القواعد المهنية والأصول المرعية في إعداد التقارير. ومعلوم أن التقرير الذي يُبنى على معلومات مغلوطة، واتهمات الخصوم، يكون غير صحيح، وغالباً ما تُهيأ مثل هذه التقارير لتحقيق أهداف استخباراتية مشؤومة، وأغراض سياسية.
صحيفة نيويارك تايمز استدلت في تقريرها هذا على دعايات الاستخبارات الأفغانية، والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، بل هي حلقة من حلقات مسلسل الحرب الدعائية، والمشكلة أن وسائل الإعلام الغربية والعميلة تلقي بالإتهامات على الإمارة الإسلامية جزافاً، ولا حتى تكلف نفسها عناء الإتصال بمتحدثيها الرسميين.
والمشكلة الثانية أن وسائل الإعلام الغربية تعتمد على تقارير يعدها مراسلوهم وجواسيسهم المحليّون، وأمثال هؤلاء المراسلين يخلطون الحابل بالنابل، والحق بالباطل، ولا يهمهم إلا إكمال التقارير بمواد يرتضيها أسيادهم، ليحصلوا على شيء من متاع الدنيا ويملؤوا بطونهم.
ولكن ينبغي لوسائل الإعلام أن تهتم بمصداقية الأخبار، لا أن تكون مجرّد ساعية لإسقاط المجاهدين بأي وسيلة كانت، ولا أن يكون همها الوحيد هو الطعن في مجاهدي طالبان دون أي شواهد. إن النبأ أو التقرير إذا لم يكن مصحوباً بالشواهد والوثائق فهو يبقى مجرد اتهامات.
والحقيقة أن الأخ المولوي رشيد وقع في أسر العدو أثناء تأديته لمهمة جهادية، وذلك أن الإمارة الإسلامية ترسل وفوداً إلى المناطق الجهادية لتفقد أحوال المجاهدين وعامة المسلمين، وكان يؤدي المولوي رشيد يؤدي هذه المهمة، مع العلم أنه اعتقل بالقرب من مركز ولاية نيمروز إلا أن صحيفة نيورياك تايمز كتبت أنه اعتقل في الطريق السريع لمهربي الأفيون.
وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها
توجه أمريكا المحتلة ووسائلها الإعلامية أصابع الإتهام من حين لآخر إلى المجاهدين بأنهم يقفون خلف تجارة وتهريب المخدرات والأفيون، وأن المخدرات هي إحدى مصادر تمويلهم وغيرها من الإتهامات وما أكثرها!.
ولكن الإمارة الإسلامية لا تحتاج إلى نفي هذه التهمة عن نفسها؛ لأن نفيها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ثابت بأدلة ساطعة، وبراهين قاطعة، اعترف بها العدو قبل الصديق.
حظر الإمارة الإسلامية للمخدرات:
لقد فرضت الإمارة الإسلامية عقوبات على زراعة المخدرات إبان حكمها، وذلك عبر قرار أصدره أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله، فلبّى مسلموا الشعب الأفغاني هذا النداء، حتى كادت أفغانستان أن تصبح بقعة طاهرة من رجس المخدرات، حتى كان الصحفيون يطوفون أرض أفغانستان ولا يجدون حقلاً للمخدرات ليقوموا بأخذ صور له، إلا لزهرتي أفيون بيضاء وحمراء تقفان وحيدتين.
وتقول الهيئة الفدرالية لمكافحة المخدرات الروسية: إن إنتاج الأفيون في أفغانستان كان أقل في عهد طالبان قبل عام 2001م.
ويقول مستشار الدفاع “معين رؤوف” في حوار للتلفيزيون الروسي: بأن نبتة الخشخاش كانت تزرع قبل هجوم أمريكا، لكن توقفت زراعة الأفيون بعد قرار أصدره زعيم طالبان الملا محمد عمر المجاهد.
ويحق لنا أن نتساءل إذا كان قادة طالبان يعتلون قمة هرم مهربي الأفيون، فلماذا كانوا يمتنعون عن زراعتها إبان حكمهم؟
وقد أفاد بحث جديد بأن مكافحة حركة طالبان لإنتاج الأفيون في أفغانستان كان أكثر سبل التحكم في المخدرات تأثيراً في العصر الحديث.
فخلال عقد التسعينات، كانت أفغانستان المصدر الرئيسي للهيروين في العالم.
وفرضت الإمارة الإسلامية منذ شهر يوليو/ تموز 2000م، وحتى سقوط حركة طالبان عام م2001، فرض حظر على زراعة الأفيون الذي يصنع منه الهيروين.
وقال البروفيسور فاريل في تصريحات لبرنامج “ورلد توداي” الذي تبثه بي بي سي: “وضعت طالبان مجموعة من التقنيات البسيطة تتمثل في استئصال ومعاقبة من يزرعون أو يتاجرون في المخدرات. وقالت الدراسة إن النتيجة كانت انحسار زراعة الأفيون في المناطق التي تسيطر عليها طالبان، وانخفاض تجارة الهيروين في العالم بنسبة 65%.
وإن الأفغان تراودهم آمال عودة حكم الإمارة الإسلامية حيث كان شرع الله نافذاً، والفساد الإداري منعدماً، والفجور والخمور لا وجود لها، وآثار المخدرات والمسكرات مندثرة، وكان الشعب الأفغاني يعيش تحت أمن مثالي.
رمتني بدائها وانسلت:
على الرغم من أن المحتلين جعلوا من مكافحة المخدرات وتهريبها ذريعة لتبرير احتلالهم، إلا أن الحقائق الواقعية تثبت عكس ذلك، فاتهام الإعلام الغربي للإمارة الإسلامية بتهريب المخدرات هو سعي لتشويه صورتها في المجتمعات، وتهرّب من الاعتراف بهذه الجريمة النكراء.
إن أمريكا تسعى جاهدة بكل ما في وسعها لإسقاط الرموز الجهادية، وتستخدم كل الأساليب لتشويه صورة المجاهدين وتنفير الناس منهم، لا تراعي في ذلك خلقاً ولا قانوناً.
الإحتلال ينعش زراعة وتجارة المخدرات في أفغانستان:
منذ قيام الجيش الأميركي بإسقاط حكم الإمارة الإسلامية، واحتلال أفغانستان عام 2001م، وإنتاج المخدرات يزدهر في أصقاع أفغانستان، وإن سياسات أمريكا حولت أفغانستان إلى عاصمة المخدرات عالمياً، فقبل الاحتلال الغاشم كانت الأفيون تزرع في مساحة محدودة، خارج سيطرة الإمارة الإسلامية في بدخشان، وكان إنتاج المخدرات بعشرات الأطنان، وأما بعد الإحتلال فتوسعت رقعة زراعة الأفيون وارتفع إنتاجه إلى آلاف الأطنان.
وبمجيء الإحتلال الغربي صارت أفغانستان مرتعاً، مرة أخرى، لتجار المخدرات والعصابات المافياوية، فغزت نبتة الخشخاش السامة القاتلة المناطق التي لم يكن أهاليها يعرفون هذه النبتة الخبيثة، فبدأوا يزرعونها في حقولهم لأول مرة.
ويكشف مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات في تقرير نشره مؤخراً، أن أفغانستان -وحدها- أنتجت 92% من الإنتاج العالمي للأفيون العام الماضي، وهو مما يدلل على أن الاحتلال الأمريكي يحمي تجارة الأفيون في أفغانستان، وأنه يسير على نفس نهج الإحتلال السوفييتي.
ولقد جربنا الإحتلال السوفييتي، حيث كانوا يسمحون بتعاطي المخدرات لعساكرهم؛ لإدخال البهجة والسرور في قلوبهم، وعندما كان الجنود يرجعون إلى بيوتهم بإجازة رسمية، كانوا ينقلون معهم كمية من المخدرات، وكان المسؤولون السوفياتيين يغضون الطرف عن تهريب الجنود للأفيون، والجنود كانوا يذهبون في طائرات الشحن العسكرية إلى روسيا، وكانوا لا يخضعون للتفتيش، فكانوا يهربون المخدرات بحرية وطمانينة تامة.
وهكذا فتح المحتل الروسي طريق تهريب المخدرات إلى الشمال، وإلى الآن مازالت هذه الطريق مفتوحة فعالة. والمحتلون الجدد أيضا يهربون المخدرات عبر الطائرات من مطار كابول لأنهم لا يخضعون لأي تفتيش ولا رقابة.
يقول الدكتور مصطفى أبي الوليد في كتابه (حرب الأفيون الثالثة): إن القوات الأمريكية تدير صناعة الهيروين من داخل قواعدها الجوية فى أفغانستان، خاصة في بجرام وقندهار ومطارات سرية في صحراء هلمند، ثم تنقل تلك المادة إلى أنحاء العالم بواسطة طائرات الشحن العسكري إلى قواعدها العسكرية عبر العالم.
وتقول الأمم المتحدة: إن الأجانب في أفغانستان هم من يديرون معامل تصنيع الهرويين من الأفيون، والمواد الكيمياوية اللازمة في التصنيع تأتيها من الخارج دون رادع ومانع. (تلفيزيون آريانا ۲۸ يوليو ۲۰۰۸ الميلادي.).
إن الجنود الذين هاجموا أفغانستان بدعوى السلام والمساعدة والإعمار، ينشرون الفوضى ويهربون المخدرات ويدمرون البلد. وقد اعترفت الهيئات والمنظمات الغربية بأن زراعة الأفيون ازدادت منذ تواجد الإحتلال الأمريكي في أفغانستان. وجاء في تقرير للأمم المتحدة أن افغانستان عادت إلى موقعها كأكبر منتج للأفيون في العالم، بعد سنوات من منع حكومة طالبان لزراعة المخدرات في البلاد.
تورط النظام العميل في تهريب المخدرات:
وأما تورط النظام العميل في تهريب المخدرات فحدّث عنه ولا حرج، ولن تجد مسؤولاً كبيراً في إدارة كابول العميلة إلا وله يد طولى في تجارة الأفيون. وبعض المستشارين، وأكثر الوزراء، والولاة، والقادة، وغيرهم من المسؤولين الكبار وبعض الموظفين الصغار لهم عضوية فعالة في مافيا المخدرات المحلية والعالمية.
إن مهربي المخدرات تسللوا إلى المناصب الإدارية الرفيعة، والمالية، والقضائية، والدفاعية، وغيرها في الحكومة العميلة الفاسدة، والمسؤولون الحكوميون يزرعون الخشخاش على أراضيهم الواسعة، أو منهمكون بتجارة الأفيون، وقد نشرت وسائل الإعلام العالمية والمحلية تقارير موثقة حول هذا الموضوع.
وجاء في تقرير للأمم المتحدة بأن أفغانستان تتصدر الإنتاج العالمي من الحشيش، وأن زراعة وتجارة الأفيون ازدادت خمسين في المائة، كما أكدت تورط المسؤولين الحكوميين بشكل مباشر أو غير مباشر في تهريب المخدرات.
وجاء في تقرير (لـ سيغار) بأن المسؤولين أعلنوا عدة مرات بأنهم دمّروا مزارع الأفيون، ولكن بعد التحقيقات اتضح كذب المسؤولين.
ويرى مراقبون بأن بين الفساد الإداري وتهريب المخدرات ترابطاً عميقاً، ولذلك يتضاعف الفساد الإداري بتضاعف زراعة المخدرات، والمخدرات بتضاعف الفساد الإداري.
ولذلك شكّل المحتلون وعلى رأسهم أمريكا إدارة ضعيفة غارقة في الفساد إلى ترقوتها، لا تريد القضاء على المخدرات، بل تستلم الرشاوي مقابل إبقاء حقول الأفيون.
والمحتلون يسمحون لعملائهم الأوفياء بزراعة وتهريب المخدرات، فالكثير من الأوباش المفسدين يموّلون حراسهم الشخصيين ومليشيات الإجرام بالمال الذي يحصلونه من تهريب المخدرات بمباركة من المحتلين الغربيين.
فشل أمريكا في مواجهة الأفيون:
جميع المؤسسات الغربية تؤكد أن أمريكا والقوات الدولية فشلت في مواجهة وصد زراعة المخدرات وتهريبها.
وقالت المنظمة العالمية لمكافحة المخدرات في تقرير لها: بأنه قد ازدادت زراعة وتجارة المخدرات أثناء التواجد الأمريكي في أفغانستان، وأنهم خسروا معركة التصدي للمخدرات.
كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية بأنهم فشلوا في التصدي للمخدرات في أفغانستان..
وفي هذا الإطار كتبت صحيفة «برلينر تسايتونج» الألمانية ساخرة في عدد لها في فبراير/شباط 2007 الميلادي وقالت: «أصبحت أفغانستان دولة عظمى من جديد في ما يتعلق بكمية إنتاج الأفيون، وذلك تحت أنظار القوات الدولية المسلحة تسليحاً عالياً، ومما لا يخفى أن الأفيون يعد المادة الأساسية لتصنيع الهيروين».
وبما أن النسبة الكبيرة 93% من أرباح تهريب المخدرات في أفغانستان تصب في جيوب التجار الغربيين والأمريكيين، بينما يبقى شيء قليل للتجار الأفغان، لذا فإن المحتلين لا يريدون القضاء على هذا النبات السام القاتل بل يحرضون الناس على زراعته.
وقال العميل عطاء محمد نور في حوار لقناة آريانا 6يوليو 2008 الميلادي: “إن المجتمع الدولي والأوساط الحكومية المؤثرة تشجع الناس على زراعة الأفيون”.
هل المحتلون يريدون القضاء على المخدرات في أفغانستان؟
أنفقت الولايات المتحدة 7.6 مليارات دولار على جهود مكافحة المخدرات في أفغانستان منذ ان أطلقت البرنامج عقب بدء الحرب في البلاد عام 2001م. وقالت السفارة الأمريكية في العاصمة الافغانية كابول، في رد على هذا التقرير، أن الزيادة في زراعة الخشخاش وتراجع الجهود الإقليمية للقضاء عليها “أنباء مخيبة للآمال”.
وللأسف يوجد الآن في أفغانستان أكثر من ثلاثة ملايين من مدمني المخدرات، بينهم نساء وأطفال صغار، ولكن المحتلين لم يبنوا حتى مستشفى واحدة لمعالجة مدمني المخدرات طوال الأعوام الخمسة عشر الماضية!.
إن المحتلين قاموا بتدشين عدة مشاريع فاشلة لمحاربة الأفيون، ولكن ليس لهم استراتيجية فعالة وقوانين صارمة حاسمة في مكافحة المخدرات، فمشاريعهم جميعها كانت بمثابة ذر الرماد في العيون، ولذلك تكاثرت هذه النبتة وتوسعت، مع أن المحتلين يتبجحون بشعارات منع المخدرات، إلا أن الحقائق أثبتت أنهم متورطون في تهريبها وتجارتها، وأثبتت التقارير أنهم يستخدمون طائراتهم الحربية ووسائلهم العسكرية في إيصال المخدرات إلى السوق السوداء.
قالت الهيئة الأمريكية (سيغار) التي تراقب نفقات الإعمار في أفغانستان يوم الثلاثاء إن زراعة الخشخاش الذي يصنع منه الأفيون وصلت إلى مستوى قياسي أثناء التواجد الأمريكي، على رغم من جهود مكافحة المخدرات والتي كلفت الولايات المتحدة 7.6 مليارات دولار.
وأوضح جون سوبكو المفتش العام المختص بإعمار أفغانستان “بأن المستويات العالية القياسية الأخيرة في زراعة الخشخاش تثير تساؤلات حول فعالية تلك الجهود السابقة واستدامتها.”
ويرى مراقبون بأنه ربما كان من السهل على الولايات المتحدة قصف أي بلد وتدميره وقتل شعبه، لكن من الصعب جدّاً على الولايات المتّحدة القضاء على المخدرات لأنها غير جادة فيها.
وكما أن جنود النيتو يقتلون، ويعتقلون من يشاؤون، ويقصفون ويدمرون ما يريدون، فإن المحتلين (غير المسلحين) من المستشارين والخبراء والمقاولين لهم حرية تامة في نشاطاتهم في أفغانستان، فيسرحون حيث يريدون، ويعملون ما يشاؤون في أفغانستان، مشمّرين لقتل الشعب معنوياً.
إن المحتلين الصليبيين سلبوا أمن الشعب الأفغاني، وعاثوا في الأرض فساداً، ونشروا الفقر، فكثرت البطالة، وارتفعت الأسعار، وصعبت المعيشة حتى أن بعض الناس اضطروا إلى بيع فلذات كبدهم (أولادهم) لأول مرة، وأشاعوا الفواحش، وروجوا الكحوليات والكوكايين والهرويين، والحشيش والأفيون.
ولم يكتفوا بتهريب المخدرات فقط، بل سرقوا آثار أفغانستان التاريخية، وأحجارها الكريمة، وقد كتبت صحيفة أفتنبوستن النرويجية أن الجنود النرويجيين سرقوا آثاراً تاريخية قديمة تعود إلى ما قبل 4000 عام، وأخرجوها من أفغانستان.
ويظهر مما سبق أن أمريكا لا تريد أن تقضي على نبات الخشاش السام القاتل في أفغانستان بل إنها تريد توسيعها وتكثيرها.
لقد جربنا المحتلين في عدة مجالات فوجدناهم كذبة مفترين. يقولون بأنهم جاؤوا لإعمار أفغانستان، ولكن كذبوا فهم يسعون لدمار البلاد. ويدّعون أنهم جيّشوا الحشود لإرساء الأمن في المنطقة، ولكن الحقيقة أن المنطقة فقدت أمنها واطمئنانها بمجيئهم، ناهيك عن الجرائم والانتهاكات الأخرى التي يرتكبونها كل يوم في أرجاء أفغانستان.
تدعون بأنكم تحاربون المخدرات وتحظرونها، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما. فتبا لديموقراطيتكم، ولدعاياتكم، ولوجوهكم الخداعة!
هل المجاهدون يهربون المخدرات؟
وأخيراً، إن المجاهدين طيبون، بعيدون عن رجس الشرك والمعاصي والفواحش، والمخدرات، والمسكرات. المجاهدون ليسوا بعبيد للدنانير والدراهم، إنهم يتعبّدون الله بجهادهم وبكل أفعالهم، وإنهم يؤمنون بحرمة المخدرات والمسكرات، وهم يعلمون بأن المسكرات من الخبائث، وأنها من الأرجاس، وقد حرّم الله علينا الخبائث قال الله تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليم الخبائث)، وقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه).
إن الإسلام حرّم علينا كل شيء يضر أجسامنا وعقولنا، ولا ينكر عاقل ضرر المخدرات والمسكرات على العقل والجسم والدين والدنيا.
وهل يتصور أحد أن يتورط مجاهد، طيب، يؤمن بالله ورسوله، واضع روحه على أكفه لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، في تهريب وتجارة المخدرات؟
إن زراعة المخدرات، واستعمالها والاتجار بها ممنوع في دين الاسلام؛ لأنه مسكر وكل مسكر حرام، وهذا ما يعتقد به كل مجاهد وحاشا لمجاهد خرج في سبيل الله واضعاً روحه على كفه أن يتاجر بالمخدرات، أو يمول عملياته الجهادية بالمال الحرام، ويعلم كل أحد أن مهرّبي المخدرات في كل مكان هم الذين لا علاقة لهم بالدين، ولا يكونون ملتزمين بتعاليم الإسلام. مهربوا المخدرات غالباً ما يكونون من الأوباش السفلة المنحرفين ومن الشبيحة. إن الشباب الملتزمين لا يتعاونون فيما بينهم إلا على البر والتقوى، وأما تهريب المخدرات فهو من التعاون على الإثم والعدوان.