
الأقصى يناديكم
عبدالرحمن العشماوي
قـطـع الـطـريقُ عـلـيّ يـا أحـبابي … ووقــفـتُ بـيـن مـكـابر ومـحـابي
ذكـرى احـتراقي مـا تـزالُ حكاية … تـــروى لــكـم مـبـتورة الأسـبـابِ
فــي كــل عـامٍ تـقرؤون فـصولَها … لــكـنـكـم لا تــمـنـعـون جَــنــابـي
أوَ مـا سـمعتم مـا تـقول مـآذ نـي … عـنـها ، ومـا يُـدلي بـه مـحرابي؟
أوَ مـا قـرأتم في ملامح صخرتي … مـــا سـطّـرته مـعـاولُ الإرهــابِ؟
أوَ مـا رأيـتم خـنجرَ الـبغي الـذي … غـرسته كـفُّ الـغدر بـين قِـبَابي؟
أخَـواي فـي الـبلد الحرامِ وطيبةٍ … يـتـرقـبانِ عـلـى الـطـريقِ إيـابـي
يـتـساءلان مـتى الـرجوع إلـيهما … يـــا لـيـتـني أسـطـيـعُ ردّ جــوابِ
وَأنــا هُـنـا فــي قـبـضة وحـشـيّة … يــقـف الـيـهـوديُّ الـعـنـيدُ بـبـابي
فــي كـفّـه الـرشاش يُـلقي نـظرة … نـــاريــة مــسـمـومـةَ الأهـــــدابِ
يـرمـي بــه صــدرَ الـمـصلّي كـلُما … وافــــى إلــــيّ مـطـهّـرَ الأثـــوابِ
وإذا رأى فــي سـاحـتي مـتوجّهاً … لـــلــهِ ، أغــلــقَ دونَــــه أبــوابــي
يـــا لـيـتـني أسـطـيعُ أن ألـقـاهما … وأرى رحـابَـهـمـا تــضـمُّ رحــابـي
أَوَلـسـتُ ثـالثَ مـسجدينِ إلـيهما … شـــدّتْ رِحــالُ الـمـسلم الأوّابِ؟
أوَ لــم أكــن مـهـدَ الـنبوّاتِ الـتي … فـتحت نـوافذَ حـكمةٍ وصـوابِ؟
أوَ لــم أكــن مـعـراجَ خـيـر مـبـلّغٍ … عــن ربــه لـلـناس خـيـرَ كـتابِ ؟
أنــا مـسجد الإسـراء أفـخرُ أنـني … شـاهـدتـه فـــي جـيْـئـة وذَهــابِ
يــا ويـحـكم يـا مـسلمون ، كـانّما … عَـقِـمَتْ كـرامـتكم عــن الإنـجابِ
وكــأنَّ مـأساتي تـزيدُ خـضوعكم … ونـكـوص هـمّتكم عـلى الأعـقابِ
وكــأنّ ظُـلْـمَ الـمـعتدين يـسـرُّكم … وكـأنّـكـم تـسـتـحسنون عــذابـي
غـيّبتموني فـي سـراديب الأسـى … يــا ويــلَ قـلـبي مـن أشـدّ غـيابِ
عـهدي بـشدْو بـلابلي يـسري إلى … قـلبي ، فـكيف غدا نعيقَ غُرابِ ؟
! وهــلال مـئـذنتي يـعانق مـاعلا … مـــن أنـجـمِ وكـواكـبٍ وسـحـابِ
أفــتـأذنـون لـغـاصـبٍ مـتـطـاولٍ … أنْ يـدفن الـعلياء تـحت تـرابي؟!
يـا مسلمون ، إلى متى يبقى لكم … رَجعُ الصدى، وحثالةُ الأكوابِ ؟؟
يــا مـسـلمون ، أمــا لـديـكم هِـمّة … تـجـتاز بـالإيـمان كـلّ حـجابِ ؟؟
أنــا ثـالث الـبيتين هـل أدركـتموا … أبـعـادَ ســرّ تـواصـل الأقـطـابِ؟!
إني رأيتُ عيونَ من ضحكوا لكم … وأنــا الـخـبيرُ بـهـا ، عـيونَ ذئـابِ
هـم صافحوكم والدماءُ خضابُهم … وا حــرّ قـلـبي مــن أعــزّ خَـضَابِ
هــذي دمــاءُ مـنـاضلٍ ، ومـنـافحٍ … عـــن عــرضـه ، ومــقـاوم وثــابِ
ودمـاءُ شـيخٍ كان يحملُ مصحفاً … يـتـلـو خـواتَـم ســورة الأحــزابِ
ودمــاءُ طـفـلٍ كــان يـسـألُ أمّــهُ … عــن ســرّ قـتـل أبـيه عـندَ الـبابِ
إنـي لأخشى أن تروا في كفّ مَن … صـافـحتموه ، سـنـابلَ الإغـضابِ
هــم قـدّموا حـطباً لـموقد نـاركم … وتــظـاهـروا بــعـداوة الـحـطّـابِ
عـجَـبـاً أيـرعـى لـلـسلام عـهـوده … مَـنْ كـان مـعتاداً على الإرهابِ؟؟
مـن مـسجد الإسراء أدعوكم إلى … ســفْـرِ الـزمـان ودفـتـر الأحـقـابِ
فـلـعلّكم تـجـدون فــي صـفحاتهِ … مـــا قـلـتـهُ ، وتـثـمّـنون خـطـابي