مقالات الأعداد السابقة

الإمام ضياء المشايخ محمد إبراهيم المجددي (الحلقة 3)

أبو سعيد راشد

 

مراقبة بيت الشيخ في قلعة جواد:

كان الشيوعيون في خوف ودهشة من خُطب الشيخ، وماكان عندهم جوابٌ لكلامه ودلائله العلمية، فقَرَّرَ رؤساؤُهم القضاء على هذا المركز لقيادة المسلمين في أفغانستان مهما بلغ الثمن.

فمنذ وصول الشيوعيين (كميونستها) إلى الحكم؛ بدأوا بمراقبة المركز الديني في قلعة جواد كابل بالشرطة السرية، فكانوا يراقبون كل من يدخل ويخرج، وكل من يأتي لزيارة الشيخ، واعتقلوا آلافًا من المخلصين والعلماء والشباب المثقفين بتهمة ارتباطه بالشيخ ضياء المشايخ. وقتَلوا أكثر المعتقلين في زنزانات الشيوعية في كابل وأطرافها.

يقول صاحب كتاب “تجديد التسلسل”: الشيوعيون ماكانوا يعلمون أنهم عند قيامهم باعتقال المرشد الرباني الشيخ ضياء المشايخ وأسرته والقضاء على مركز الإسلام في قلعة جواد؛ لايستطيعون القضاء على العمل للإسلام، فإنهم وإن أفنوا المركز وأهله في قلعة جواد، فإن تلامذة الشيخ في جميع أقطار الأفغان سوف يقومون بالجهاد ضد الشيوعيين ورؤسائهم الروس. وكذلك كان.

 

محاصرة بيت الشيخ في قلعة جواد:

في بداية أمر الشيوعيين في أفغانستان شدَّدوا مراقبة بيت الشيخ في قلعة جواد، وحاصروا الشيخ في البيت، وماكانوا يتركونه ليتصل بمن في الخارج من البلاد، وماكانوا يتركون الشيخ يخرج من بيته.

وأراد الشيخ مرةً أن يذهب إلى مدرسته نور المدارس الفاروقية في غزني مهما صعب الطريق، فخرج من بيته ووصل إلى المدرسة. ولم تمض ساعات على مغادرة الشيخ المدرسة، حتى وصلت قواتٌ مسلمة من غزني ودخلوا بدباباتهم إلى محيط المدرسة، وسألوا عن الشيخ، ولما علموا أنه خرج، بدأوا بالسب والشتم والتهديد للأساتذة وخدام المدرسة وعادوا إلى مدينة غزني.

 

قصة الليلة الأخيرة (ليلة الاعتقال) لأسرة الشيخ في كابل:

كان الشيوعيون يرون أن النضال قد اشتد ضد الشيوعية في كابل، وبدأ المجاهدون الهجوم المباشر على مراكز الشيوعيين في جميع أنحاء أفغانستان، وبدأ تصعيد العلميات العسكرية في جميع النقاط، فصاروا كالذئاب يتجولون حيارى في جميع أفغانستان، وكانوا يأكلون كل من قدروا عليه.

واشتدت مراقبتهم لمركز العلم والرشاد في قلعة جواد. وأخيراً في 29 من شهر الجدي 1357هـ ش، في ليلة الجمعة أغاروا على قلعة جواد حيث بيت الشيخ ضياء المشايخ ومدرسته.

صلى الناس العشاء في المسجد، وكان الضيوف المسافرون وأهل الخانقاه في البحث عن الأماكن للنوم، وقد أرخى الليل ظلامه، وتمكن الوحوش الشيوعيون من الصيد في ظلمة الليل؛ فحاصروا القلعة، وهدموا جدار الحديقة بالدبابة، ثم دخلوا إلى الخانقاه. جميع الجنود كانوا مسلحين وفي اللباس العادي، وتحركوا أولا نحو سكَنِ ضياء المشايخ، كان رحمه الله مشغولًا ببحث علمي مع ابنيه: حضرة الدكتور (محمد يعقوب جان آغا) وحضرة (أحمد ضياء جان آغا)، وحفيدِه حضرة (أمين جان آغا)، فدخل الشيوعيون من باب الغرفة، وسألوا:

من هو حضرة محمد إبراهيم جان المجددي؟

فقال لهم ضياء المشايخ: قولوا ماذا تفعلون به؟

فقالوا: نذهب بكَ مرةً إلى “مركز الشرطة في خوشحال خان مِينَهْ”.

وكان حضرة محمد إسحاق المجددي مشغولًا بالصلاة في غرفة أخرى، فرأى أن الشيوعيين يؤذون الشيخ ويسيؤون معه الأدب، فجاء من غرفته، فرأى أحدهم يضرب الشيخ بالخنجر، فسارع إليه محمد يعقوب جان المجددي ودفع بيده الخنجر وأبعده عن الشيخ، فأُصِيْبَ محمد يعقوب جان بجرح شديد في يده، ووصلت الضربة الثانية إلى رأس الشيخ وأصيب بجرح في الرأس، وتحركوا نحو الباب، وفي ضربة السكين الأخرى في هذا الوقت قطعت أذن روزي خان وكان خادم الشيخ في البيت، فكبَّر الشيخ تكبيرةً، وقرأ: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] وبذلك خُلِقَتْ ضجةٌ في قلعة جواد، وكأن الأشجار والجدران كلها كانت تهتف بـ”الله أكبر”.

كان حضرة محمد إسماعيل المجددي، الابن الأكبر لضياء المشايخ، نائمًا في غرفة أخرى بسبب مرض أصابه، فلما سمع الأصوات والضجة في البيت استيقظ وخرج من الغرفة، -وكان يشبه أباه في الصورة، وكان رئيسًا لنور المدارس ورئيسًا لحركة خدام القرآن- فلما رآه الشيوعيون قالوا له: ألم نذهب بك إلى السيارة (جِيْب JEEP) ، لماذا نزلت منها؟ وظنوا أنه حضرة ضياء المشايخ، فقال: أنا محمد إسماعيل المجددي، فقالوا: تعال أنت أيضًا، تَذْهَبُ معنا إلى مركز الشرطة. فاستقبل القبلة وكبَّرَ تكبيرةً، ثم رفع الأذان، وقرأ{إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام: 162] وخاطب الشيوعيين (كَمُوْنِسْتان) قائلا: إنكم بالإغارة علينا تريدون أن تؤذونا وتذهبوا بنا إلى السجن، لكننا نحن المسلمون نرى المصائب في سبيل الإسلام فخرًا ونجاحًا، واعلموا أنكم ستلاقون لمثل هذا العمل، وسيأتي من يفعل بكم هذا في هذه الدنيا، وسوف تقومون نادمين أمام الله يومَ القيامة على هذه الأعمال التي ترتكبونها من قتل المسلمين وإيذاءهم، لاينجيكم من بطش الله أحد. {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12]

ذهبوا بحضرة ضياء المشايخ مع ابنه محمد إسماعيل جان المجددي وابنَ اخته: حضرة أحمد سعيد جان المجددي في سيارة نحو السجن.

ثم أخذوا أبناء الشيخ الثلاثة الباقين: محمد إسحاق جان المجددي، والدكتور محمد يعقوب جان المجددي، وأحمد ضياء جان المجددي، مع صهره(زوج بنت الشيخ) فضل محمود في سيارة أخرى وذهبوا بهم نحو السجن.

ثم أخذوا النساء والأطفال -وكانوا وراء الباب يشاهدون هذا المنظر منظر الظلم والبربرية- فأخذوهم وهم عشرون نفرًا مع أحمد أمين جان آغا إلى السجن أيضًا.

كان أبو بكر جان آغا طفلا عمره ثلاثة أشهر، ولما ذهبوا بنساء البيت الموقرات إلى السجن بقي في المهد، فجاءت إحدى خادمات البيت فأخذته من المهد وذهبت به إلى بيتها، ثم أرسلوه إلى السجن حيث نساء بيت الشيخ المكرمات.

واعتقلوا كذلك العلماء والخدام في الخانقاه وذهبوا بهم إلى وزارة الداخلية، وكان فيهم:

أبناء أخت ضياء المشايخ: محمد مسعود المجددي، محمد مودود المجددي، ومحمد شعيب المجددي.

والمولوي عبد الشكور آخوندزاده بن المحدث الشيخ سلطان جان آغا من ميدان شهر، والخليفة غلام جيلاني -مدرس نور المدارس-.

ذهبوا بهؤلاء الكرام إلى السجن، وغابوا هناك شهداءً، ولم يعلم لهم أثر.

وفي الصباح بعد هذه الليلة المظلمة جاء جنود الشيوعية مرةً أخرى إلى قلعة جواد، وسرقوا كلَّ ما وجدوا في الخانقاه ومدرسة الشيخ، وكذلك سرقوا المكتبة الكبيرة التي كانت في مدرسة قلعة جواد.

وجدير بالذكر أن حادثة كهذه كانت في الهند، حيث أغار جنود الملك جهانكير على بيت الإمام الرباني مجدد الألف الثاني، حيث ذهبوا به إلى سجن كُواليار وسرقوا جميع أثاث بيته. والتاريخ يعود.

 

اعتقالات خارج كابل:

وبعد ذلك بدأ الشيوعيون العملاء باعتقال الآخرين من أسرة الشيوخ المجددية في جميع أنحاء أفغانستان، وكانوا يريدون القضاء على مصادر الفكر الإسلامي، وتخلية المجتمع الأفغاني من العلماء ومن ينطق بالحق أمام الشيوعية الباطلة. لكن خابت آمالهم.

 

أسباب الانتظار في داخل النار:

بعد انقلاب الشيوعية في أفغانستان ووصول العلماء الشيوعيين إلى الحكم، هاجر كثير من المسلمين والعلماء إلى الخارج، وبدأ الجهاد المسلح ضد العدوان الشيوعي، لكن الشيخ ضياء المشايخ مع أسرته كان ثابتًا في كابل.

كان رحمه الله يرى أفول شمس المسلمين في أفغانستان، ويرى الشيوعيين يقضون على كل شيء، كان من المقرر عنده أن لاطريق إلى إعادة العز والكرامة إلا الجهاد.

لكنه رحمه الله اختار للجهاد الطريق الأقرب إلى الهدف، وإن كانت مليئَةً بالأخطار. كان رحمه الله يريد أن ينظم انقلابًا في داخل الجيش الأفغاني، وكانت له رابطة وثيقة بكبار الضباط والجنرالات في الجيش، وكانوا يعملون لذلك من يوم انقلاب ثور حتى الشتاء، وكان العمل بحاجة إلى بقاء الشيخ قريبًا من ضباط الجيش في داخل العاصمة كابل. وقد قال رحمه الله للمولوي الشيخ محمد نادر خان المعروف بـ”ميا دادخيلو”: إذا ذهبَ جميعُنا إلى الخارج وهاجرنا، فإلى مَنْ نترك المسلمين في داخل البلاد؟.

يقول المهندس عبد الله كُلْ “ريان” رحمه الله: بعد انقلاب شهر ثور، كان في بلاد الأفغان عهد الابتلاء والمحنة، كان الشيوعيون يرون جميع الأسماء والعناوين أعداءًا ماعدا الخلق والبرشام، كانوا يسمون العلماء والصلحاء “أشرارًا”، وكانوا يسمون الأغنياء والسادة باسم “فيودال”.

وكنتُ أنا فردًا من أفراد هذه الملة، فسجنتُ في التاسع من شهر سرطان (بعد شهرين من الانقلاب)، وخرجتُ من السجن في شهر عقرب (سرطان، أسد، سنلة، ميزان، عقرب، أربعة أشهر في السجن) فالتقيتُ، رفقة أصدقائي المولوي جانان المعروف بـ”غلام دستكير”، ومحمد إبراهيم صاحبزادَهْ؛ بحضرة الشيخ محمد إسماعيل المجددي، فقال في أثناء كلامه حول الثبات والاستقامة والدعوة: الموت لا يتكرر، من الولادة إلى الأجل كله وقت للموت، لذلك لا نعلم وقت الأجل، لا نعلم أسباب الموت. وقال في أثناء كلامه: لو سُجِنْتُ فإني سأقول للأمين (حفيظ الله أمين) وتراقي: إني قد أصدرت الفتوى بكفركما بسبب أعمالكم الفلانية، أنا أعلم أننا سيُذْهَبُ بنا إلى السجن، سُجِن أحد أصدقائي واعترف بجميع أعماله الدينية، قد استفدنا كثيرًا من الجو الحُرِّ في أفغانستان، وليس من المروءة أن نترك هؤلاء المسلمين وحيدين، بهجرتنا نحن يكسر ظهر العلماء، ولايُبْدَأ الجهاد.

فقلتُ له في أثناء الكلام: إني أريد الهجرة. فقال: لا تذهب، إن لم تجد موضعًا آمن فاتِ إلى بيتنا، فإننا ما لم نُسْجَنْ فإنهم لايسجنون ضيوفنا. لكني أصررتُ على الهجرة، فأعطاني عنوان المولوي نصر الله المنصور، والمولوي عبد الستار الصديقي.

فذهبتُ من طريق سَمكني بكتيا إلى بارَهْ جِنار، ثم إلى بشاور، فرأيتُ أن المجاهدين قد اجتمعوا في منظمة باسم حركة الإنقلاب الإسلامي، لكنهم تفرقوا، ثم اجتمع العلماء وكان فيهم علماء من منظمة خدام الفرقان من منظمة بنفس الإسم حركةُ الإنقلاب الإسلامي في أفغانستان، وكان أمير الحركة المولوي محمد نبي محمدي.

 في تلك الأيام تعيَّن حكمتيار أميرًا للحزب الإسلامي، فدعانا إلى وليمة (مأدُبة) وكنتُ أنا والمولوي عبد الستار الصديقي، والمولوي ترين، والمعلم عبد الصمد (حبيب الرحمن) ، والمهندس عبد الستار ودود، وبعد أن تناولنا طعام المأدُبة وفي الوداع قال لي حكمتيار: أنت قد رزقك الله شرف السجن، فإننا سوف نعمل معًا.

فقلتُ له: قد جئتُ أنا أيضًا للعمل.

ولما خرجنا قلتُ للمولوي عبد الستار الصديقي: لو رآني حكمتيار مرة ثانية فإنه سوف يرسلني للعمل (للأعمال الجهادية) إلى كابل، والمشكلة أن عمي الخليفة عبد الحكيم مسؤول مديرية من قِبَلِ حركة الإنقلاب الإسلامي، والأحسن عندي أنْ أُرْسَلْ أنا أيضًا من قِبَل حركة الإنقلاب الإسلامي، لأن لا تحدث (فتنة) مشكلة بسبب اختلاف الحزب بيني وبين عمي في المستقبل. فقبِل المولوي عبد الستار الصديقي كلامي، ثم جلسنا يومًا مع المولوي محمدنبي محمدي أنا والصديقي واللواء خليل (دوست محمد) ووَدَّعَنا إلى كابل لبَدْء الأعمال الجهادية.

 

أنحس يومٍ في حياتي:

في 26 من شهر الجدي ذهبتُ إلى كابل، والتقيتُ عصرًا بحضرة محمد إسماعيل المجددي، فقال لي: تأتي يوم الجمعة فإني سألقاك وقد أكملتُ المشورة مع والدي، ثم تَذْهَبَ أنت إلى (بشاور) باكستان، ولا تشارك خطة سفرك إلى باكستان مع أحد.

فذهبتُ إليهم فجر الجمعة، رأيتُ جُندَيْن من جنود الشيوعية في ناحية الحديقة من قِبَل “سِيْلُوْ”، وكذلك كان الجنود قائمين في باب الضريح وباب البيت، فجعلتُ نفسي كأني لا أشعر بشيء، ودخلتُ مباشرة إلى الضريح، فأشار إليَّ متولي الضريح بالسكوت ووضع يدَه على فمه، وكان كثير من الجنود في اللباس المدني في داخل الضريح ومحيط المسجد، وكان إلى الشمال باب صغير فخرجتُ منه، وذهبتُ إلى منطقة “كارتَهْ سخي”، ووصلتُ إلى بيت صديقنا وشريكنا في الأعمال الجهادية الأخ عبد النصير وكان أستاذًا في كلية الشريعة في جامعة كابل، فقصصتُ عليه القصة، ثم أرسلنا تلميذًا صغيرًا من تلاميذه إلى قلعة جواد، فاستخبر من متولي الزيارة (الضريح) وقال له: إن البارحة (ليلة الجمعة 28 /29 من شهر الجدي) قد ذهبوا بجميع أهل البيت إلى السجن.

ثم شاع الخبر بأن ضياء المشايخ قد سُجِنَ مع أبناءه الأربعة الشباب؛ محمد إسماعيل المجددي، محمد إسحاق، محمد يعقوب، ضياء أحمد، مع جميع الأطفال والنساء.

وفي نفس الليلة سجن ضيوف الخانقاه، وجميع أقرباء المجدديين من كابل وشَمَالِيْ وجلال آباد ولوكَر وهرات، بلغ عدد السجناء 183 أسيرًا.

كنتُ أحسَبُ أن أسرة المجددي لهم علاقة بالتوصية والإرشاد للمجاهدين، وأن لهم فرقةٌ واحدة في كابل، كان في حلقتنا في كابل: أنا والمولوي غلام دستكَير (جانان) والمولوي شفيع الله الشهيد، والمير عبد النصير الشهيد والأخ بسم الله كَمْكَيْ الشهيد. وكانت لنا رابطة مع الولايات.

لكني لما ذهبتُ لأربعة أيام إلى باكستان بعد حبسهم في آخر شهر الحوت، أخبَرَنِي كبارُ المجاهدين هناك أن الشيخ محمد إسماعيل المجددي كانت له جبهة أخرى لكبار الجنرالات في الجيش، وكان قد قرُبَ إلى الإنقلاب، لكن الله سبحانه وتعالى غيّر المجرى. انتهى قول المهندس عبد الله كُلْ ريان. رحمهم الله.

 

جرأة نساء أهل البيت واستقامتهن في السجن:

يقول المولوي عبد الستار الصديقي -وهو من أقرب الناس إلى أسرة المجددي-: في موسم الحج حدَّثَني إسماعيل خان مايار -وكان واليًا في زمن الملك ظاهر شاه- قال: في عهد الشيوعيين في البداية سُجِنْتُ أنا أيضًا بتهمة الإسلام، وكنتُ أسيرًا في سجن بُوْلِ جَرْخِيْ، كنتُ في بلوك، وفي البلوك المقابل كانت نساء بيت الحضرة المجددي.

يقول الوالي: لم أرَ في حياتي نساءًا في العفة والعزة والإباء مثلهن، كن لا يخرجن من البلوك، ولا يتركنَ جنودَ الشيوعية يدخلون إلى داخل البلوك، وكنَّ يقضين أوقاتهن بالعفة والحياء في العبادة لله سبحانه وتعالى. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل جهود هذه الأسرة الكريمة وأحزانها، ونسأل لهم الأجر الجزيل.

 

___________

يتبع (الحلقة 4) في العدد القادم إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى