مقالات الأعداد السابقة

الإنتخابات أم مساعي جديدة لمشروعية الاحتلال

نشرت وسائل الإعلام الدولية يوم الثلاثاء قبل الماضي 30/11/2012 خبراً جاء فيه بأن لجنة الإنتخابات المستقلة في أفغانستان حددت يوم الخامس من شهر ابريل لعام 2014 موعداً لإجراء إنتخابات الرئاسة الجمهورية .

حاز هذا الخبر استقبالاً حاراً جداً من قبل الغرب، فالناطق المدني باسم حلف الناتو / دو مينيك ميدلي اعتبر تلك الإنتخابات فرصة تاريخية لأفغانستان، أما الأمين العام للناتو / اندروس فوغ راسموس أشاد بالمسئولين الأفغان لأنهم وعدوا بإجراء إنتخابات نزيهة وشفافة.

بالنظر إلى تلاعب وغوغائية الإنتخابات لعامي 2004 و 2009 يتضح منظر الإنتخابات القادمة جيداً ففي الإنتخابات الرئاسية الماضية نشرت إدارة كابل العميلة للغرب، وكذلك المصادر الإعلامية المناصرة للاحتلاليين أرقاماً مضحكة حيرت مفكري العام الغربي؛ فإن إدارة كرزاي مع التلاعب المستشري في تلك الإنتخابات من الرشوة والتزوير ، وإرهاب الناس ، وتعبئة صناديق الاقتراع في البيوت لم تقدر على أن تدعي أكثر من 3 % من أصوات سكان أفغانستان، و في النهاية أعلن كرزاي رئيساً منتخباً وقانونياً لأفغانستان لحصوله على مليون ومائتي ألف صوت مزور!! لكن في الواقع هو لم يحصل على واحد في المائة من الأصوات لقرابة 30 مليون من سكان أفغانستان. ولذلك أثارت تلك الإنتخابات الرأي العام ليس لصالح هؤلاء بل ضدهم.

أما الإنتخابات البرلمانية الشكلية بتاريخ 18/ 9/ 2010 م تسببت في الغوغاء والعراك لدرجة أوصلت الأقوام والقبائل المتآخية في أفغانستان إلى حافة القتال والتناحر، وأن بعض المرشحين نتيجة استحفال التزوير حاولوا محاولات الانتحار، بل أن تلك الإنتخابات أفضحت أوباما و البيت بحيث لم يدري كيف يعبر عنها ، وكيف يقدم مبرراً وجواباً معقولاً للشعب الامريكى عن صرف ملايين من الدولارات على إجرائها ؟!!

إن الغربيين بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في 7/10/2001 م نفذوا أربعة تمثيليات إنتخاباتية حتى الآن على أمل اعطاء المشروعية للإحتلال ، وفي كل مرة صرفوا دولارات كثيرة، وقوة بشرية وقدرة علمية وطاقة دعائية، بل استعملوا كامل طاقاتهم لأن يخدعوا الشعب الأفغاني و شعوب بلادهم و العالم بأسره ظاهرين بأنهم انتصروا في افغانستان، و أنهم من خلال الإنتخابات الحرة والنزيهة أتوا برئيس مستقل !! وبرلمان ذات السيادة ، لكن لحظهم التعيس الجميع يدري بأن الرياح جرت بما لم تشتهيه السفن .

إن إمارة أفغانستان الإسلامية من واقع موقفها الثابت ترى حل مسألة أفغانستان في الاستقلال الكامل للبلاد، لا في الإنتخابات المزورة والشكلية والكاذبة، إن إنتخابات عام 2014 حتى إن تجري ناقصة فمثل سابقاتها المزورة لن تكون لها أي فرصة للنجاح ، وذلك من جهة أن القوات الاحتلالية على أبواب الفرار ، ومن جهة أخرى فإن موظفي الإدارة العميلة في مثل هذه الظروف المضطربة وفي جو غير اعتمادي سيسرقون وينهبون الأموال المخصصة للإنتخابات لكي يدخروها لغدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى