تحليل الأسبوع

الاتفاقية مع حلف الناتو!

في الوقت الذي أظهرت الأجواء ضبابية إلى حد ما بسبب الاتفاقية مع أمريكا الاحتلالية، ظهرت شائعة الاتفاقية مع حلف الناتو! لكن الحقيقة هي أن الذين نشؤوا وترعرعوا في ظل الاحتلال لا يريدون بأي صورة أن يزال من فوقهم هذا الظل! إلا أن القلوب بين اصبعي الرحمن، فبعض الناس يندمون على أفعالهم أحياناً، وفي السير نحو مستقبل مضيئ يبيض ماضيه الأسود، ويوفق الله عزوجل لهذا الأمر من يلجأ إليه صادقا من قلبه، ويخضع لآمال وتطلعات شعبه.

بالنظر إلى هذا الموضوع حين شرع كرزاي في حرب ذهبي مع أمريكا، انتعشت آمال وآماني التفاؤل الحسن لهذه الخطوة لدى الشعب الأفغاني المظلوم الذي قُتل وضُرب وعُذب من قبل الاحتلاليين في الأعوام الاثني عشر الماضية، على أمل أن بلادنا تتخلص من قبضة الاحتلال الوسخة، ونكون آمنيين من ظلم الاحتلاليين ووحشيتهم وبربريتهم وبشاعتهم، وستجف أنهار الدماء في بلدنا، وسيخمد لهيب النيران، وسيزال عن صدر الشعب الأفغاني المنكوب نكسة المظالم والوحشية والجنايات الاحتلالية!

ولتحقيق هذا الأمل فإن مختلف الفئات من الشعب الأفغاني وبشكل خاص المجاهدين المعنيين بمستوى عال بين الشعب، ويعنيهم مصير الشعب والوطن، وهو مرتبط بهم، قاموا بإظهار رد فعل ايجابي نحو التفاؤل الحسن للشعب، وبيّنوا للعالم والاحتلالين ورفاقهم الأجانب والداخليين إن كان لدى الاحتلاليون ورفاقهم إرادة حقيقة لإنهاء احتلال تراب أفغانستان الطاهرة، فمن المؤكد بأن الأفغانيين يحصلون على فرصة أن يتكاتفوا فيها يضعوا أيديهم في أيدي بعضهم البعض من أجل بناء بيتهم والتقدم نحو مستقبل زاهر دون تدخل الأجانب!

لكن الآن حين شاع حديث الاتفاقية مع الناتو، وبمحاذاته ظهرت إلى العلن أحاديث احراز التقدم حول توقيع الاتفاقية مع أمريكا الاحتلالية! ذبلت جميع تلك الآماني والآمال التي كانت قد نضرت وطراوت حول استقلال الوطن وإعادة الأمن فيه وخلاص الشعب من جور وطغيان الاحتلال!

وبما أنه لازالت الفرصة قائمة فإن الإمارة الإسلامية تنادي مرة أخرى على جميع أولئك الأشخاص الذين من أجل مصالحهم الخاصة يريدون امتداد احتلال الوطن وأحزان الشعب، وتدعوهم إلى الاتحاد ضد الاحتلاليين، والوقوف إلى جانب الشعب، وأن العزة والرفعة تكمنان في الاستقلال، لا في ظل الاحتلال، وتقول لهم أنتم قضيتم الليالي والأيام في اثنتي عشرة سنة ماضية تحت مَنْ وإحسان الاحتلاليين، تعالوا لتذوقوا مرة لذة الاستقلال! إن كنتم تظنون بأن الاحتلاليين يوفرون الأمن لكم وينجونكم من مصير كاره، أو يعمرون لكم الوطن ويفرشوه بالورود؛ فإنكم جربتموهم في السنوات الاثنتي عشرة الماضية، وقديماً قالوا ”من الخطاء تجربة المجَرب“.

واعلموا إن كنتم مع كل هذا تقدمون سند بيع تراب الشعب الأفغاني للإحتلاليين؛ فيجب أن تدركوا جيداً بأنه لن يغفر لكم ذلك التاريخ ولا الشعب ولا الأجيال القادمة! وذلك اليوم آت حتماً بأن يذهب الاحتلاليون خائبين خاسئين، وأما أنتم فلا يكون لكم ماء وجه أمام الله سبحانه وتعالى ولا أمام الشعب، كما كان مصير الشيوعيين؛ لأن الشعب الأفغاني لم ينحن رأسه طوال التاريخ أمام أي احتلال، والآن أيضاً يواصل جهاده المقدس حتى ينال الاستقلال ويقيم النظام الإسلامي المستقل في ترابه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى