مقالات الأعداد السابقة

الاحتلال الأمريكي: استراتيجية ماقبل الرحيل

أ.مصطفى حامد المصري

 

تتشابه الصورة في العراق مع ما يسعى إليه المحتل في أفغانستان.

من القواعد العسكرية يتحرك المحتل لتقسيم البلد “المُضيف” والتآمر على جيرانه.

الدستور الذي وضعه المحتل يمنع ظهور حكومة قوية، ويُبْقى على الصراع الداخلي، ويضمن للاحتلال وجودًا مريحًا رخيص الثمن.

الاتفاقية الأمنية مع المحتل تزوده بالغطاء القانوني لجميع تجاوزاته، وتتحول (القاعدة العسكرية) إلى مندوب فوق العادة لدولة الإحتلال.

يريد الاستعمار الأمريكي منع تحول أفغانستان إلى مركز جغرافي واقتصادي يتواصل ثقافيًا مع كل آسيا لصالح المسلمين، وحصرها في مفهوم (إسرائيل جديدة) في وسط آسيا، وقاعدة للعدوان والتخريب ضد الجيران.

قاعدة بجرام الجوية ــ إمبراطورية الهيروين المسلحة نوويًا ــ يسعى المحتل لجعلها العاصمة الفعلية لأفغانستان، ليهدد منها المنطقة والعالم.

استيعاب حركة طالبان في النظام الحاكم، شرط أساسي لنجاح المخطط الأمريكي الجديد.

بينما المجاهدون يقاتلون ضدّ النظام الشيوعي، كان سياسيون حزبيون في بيشاور يشترون بذلات من أوروبا، تمهيدًا لمقاسمة السلطة مع النظام الحاكم !

أساسيات خطة العدو التفاوضية:

ـ  وضع التواجد العسكري الأمريكي خارج أي نقاش.

ـ حصر التفاوض فقط بين الطالبان وحكومة كابول، مع وساطات من أصدقاء أمريكا.

ـ تقسيم حركة طالبان ـ إن أمكن ـ وإدخال أحد الأقسام في حكومة كابول ومنحهم الجوائز وإعلان الآخرين (إرهابيين) مطلوبين دوليا.

المخطّط الأمريكي محكوم عليه بالفشل، لأن لله جنود.. منهم طالبان.

 

ترامب الرئيس المضطرب، هو أفضل ما في حقيبة الأقلية الحاكمة في الولايات المتحدة. واضعوا الاستراتيجات في ذلك البلد يعملون بعقلانية مختلطة بقدر من المغامرة والتهور. وذلك يتماشى مع شخصية رئيس مخبول وتجعله تجسيدًا مناسبًا للجانب المجنون في استراتيجية بلاده.

استراتيجية “الرجل المجنون” اتبعها أكثر من رئيس أمريكي كان منهم جورج بوش الإبن الذي شنّ حربًا صليبية بدأت بأفغانستان وامتدّت بعدها إلى العراق، ثم عدد من بلاد العرب، فصنعت مأساة أحرقت عدة دول عربية بمساعدة من أمريكا وإسرائيل ومحور عربي موال لهما. فاحترقت ليبيا ثم سوريا ثم اليمن. وهنا يتضح الترابط الوثيق بين مصير أفغانستان ومصير العالم العربي، رغم الاختلاف الكبير في طبائع الشعوب وقوة الإسلام في الأوساط الشعبية والاستعداد للتضحية والفداء، عندما يكون المَستهدف هو الإسلام أو الوطن أو القيم الاجتماعية الراسخة.

ــ وتتشابه الصورة السياسية للعراق (شبه المحتل) مع ما يسعى إليه الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، من عدة نواحي منها:

ــ تحويل الاحتلال إلى صورة مستترة، بدلًا من الاحتلال المباشر الذي يستفز الشعب ويدفعه نحو المقاومة المسلحة. فمن الأفضل للمحتل أن يكتفي بالقواعد العسكرية للسيطرة على أمور الدولة كلها، فيحولها إلى دولة صورية تابعة له في كل شيء، ومنها يؤثر على القرار السياسي والأمني، وفي تسليح وتدريب الجيش، وفي علاقات الدولة الخارجية، منتهكا سيادة الدولة فوق أراضيها نفسها. فمن القواعد العسكرية للمحتل يتحرك لتقسيم البلد “المضيف” والتآمر على جيرانه، وخلق بؤر توتر تتيح له تسويق أسلحته وجباية الإتاوات في مقابل الحماية من أخطار هو صانعها.

ــ  في مقدمة الأولويات الأمريكية تأتي مصالح إسرائيل وخدمة مشروعها للهيمنة على بلاد العرب، خاصة المشرق العربي، وجنوبًا إلى اليمن وذلك، ضمن مشروع أكبر للهيمنة اليهودية على العالم العربي بمقدساته الإسلامية (والمسيحية أيضًا) وإخضاع المنطقة بثرواتها وسكانها ودينها وثقافتها لإسرائيل كممثل للصهيونية الدولية والإمبريالية الغربية.

ــ  من القواعد الأمريكية في العراق، قصفت الطائرات الأمريكية الأراضي السورية فقتلت المئات من المدنيين، وعملت على إنشاء كيانات سياسية جديدة تقطع اتصال العراق مع جارتها سوريا، فلا تنتقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله ومنظمات فلسطينية جهادية.

ــ الدستور الذي وضعه المحتل للعراق يمنع ظهور حكومة قوية، ويبقى حالة الصراع والتمزق الداخلي، لتظل إرادة المحتل طليقة يقرر ويفعل ما يشاء.

ــ مؤخرًا، ترامب وزوجته زارا سرًا وبدون إخطار مسبق ـ قاعدة “عين الأسد” في غرب محافظة الأنبار، وتقابل مع جنوده هناك لتهنئتهم بعيد الميلاد. فوقعت حكومة بغداد في ورطة وتصنعت الغضب ونادى عديدون باستعمال القوة لإخراج المحتل وطالبوا بإلغاء اتفاقية التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة. ولكن لم تجرؤ حكومة البلد المستقل على الاحتجاج رسميًا على الإهانة.

ــ جاهد العراقيون يدًا واحدة في بداية الاحتلال الأمريكي. ولمّا نجح المحتل في تحويلهم إلى القتال الطائفي، فتت قواهم وحوّل نيرانهم إلى صدورهم. كثيرون رأوا في الاحتلال صديقًا وحليفًا ضد الإخوة في الدين والوطن، فوضع المحتل دستورًا ونظام حكم ضمن له تواجدًا في العراق، ممتدًّا ورخيص الثمن.

“الاحتلال بالقواعد العسكرية” هو الأفضل للمحتل اقتصاديًا وسياسيًّا. وتكفي اتفاقية أمنية بينه وبين الحكومة الشكلية في العاصمة حتى يتمتع بالتغطية القانونية لجميع تجاوزاته ومشاريعه الإجرامية. وتتحول قاعدته العسكرية في البلد المنكوب إلى “مندوب فوق العادة” يمثل المحتل، ويمتلك القدرة العسكرية على فعل أي شيء تأمر به دولة الاحتلال.

 

أحزاب لدعم الاحتلال:

لا يمكن أن تتم مقاومة الاحتلال بينما الأحزاب مزقت الوحدة بين فئات الشعب على أسس طائفية وحزبية. وصارت الوطنية شعارًا يستخدمه المستعمر وأتباعه لمعارضة الإسلام ومقاومته داخل المجتمع، إلا إذا كان إسلاماً “أمريكيا / إسرائيليا” يرى في الاحتلال جزءً من نسيج الوطن. وأن مصالح الطرفين مندمجة معًا، فإذا زال الاحتلال ضاع الوطن. فإرادة الاحتلال هي إرادة الوطن. والوطني عندهم هو من يدافع عن الاحتلال باليد واللسان كما يدافع عن وطنه. والإسلام عندما يتعارض مع الاحتلال فيجب تنحيته تحت شعارات ربما كان أشهرها”تجديد الخطاب الديني”، وتعديل المناهج الدراسية، وتأميم المعاهد الدينية وتخصيصها لتخريج (علماء جدد). وإنشاء أحزاب وجماعات إسلامية، قانونية أو خارج القانون، قِبْلَتَهم الكنيست وغايتهم البيت الأبيض، والفوز بكراسي الحكم أسمى أمانيهم.

وهكذا يصبح للمسلمين دين جديد “وطني احتلالى صهيوني”، وإسلام جديد يضع الدين والوطن في خدمة الاحتلال الصهيوني/الصليبي. فتنتهي مشكلة التعارض والتطاحن بين (الوطني) و(الإسلامي). فإسرائيل تُقَسِّم الدول والشعوب، ولكنها توحِّد الأيدلوجيات في إطار صهيوني يسع الجميع.

 

انسحاب لإعادة توزيع القوات:

إعلان أمريكا سحب قواتها من سوريا (2200 جندي) هو أقرب إلى عملية أعادة الانتشار وليس الانسحاب الحقيقي. فتتراجع تلك القوات إلى الخلف داخل الأراضي العراقية لتشديد القبضة على العراق، وتجزئة أراضيها وتكثيف تواجدها العسكري في شمال العراق لدعم نزعة الانفصال الكردية هناك. وتشديد الضغط النفسي والسياسي على تركيا، كل ذلك بدون التوقف عن محاولة تقسيم سوريا وتجزئتها. وإذا لم تصل إلى ذلك الهدف فعلى الأقل إبقاء سوريا ضعيفه مهلهلة، لتبقى السيادة والأمن مزايا خاصة بإسرائيل فقط لا يشاركها أي شعب في المنطقة من النيل إلى الفرات، وعلى الأصح ما بين المحيط إلى الخليج، فيما كان يسمى قديمًا بالعالم العربي. وفي مستقبل لا يرونه بعيدًا قد يسيطر اليهود على المساحة والسكان ما بين طنجه إلى جاكرتا، فيما كان يسمى قديمًا بالعالم الإسلامي.

 

أفغانستان والعراق في رؤية واحدة:

في أفغانستان أيضًا تتبع أمريكا خطة شبيهة بما يحدث في العراق. بإعادة صياغة أسلوب الاحتلال وتجديد العناصر التي يستخدمها في تحقيق أهدافه، بدون تغيير تلك الأهداف. الاحتلال باق والأهداف الكبرى باقية (رغم الزعم بسحب نصف القوات الأمريكية من أفغانستان  خلال عام 2019). ولكن مع إحداث تغييرات تناسب الخصوصية الأفغانية، مثل ضعف المحتل ويأسه، وقوة بأس الحركة الجهادية، والتفاف الشعب خلف حركة طالبان التي بدفاعها عن الإسلام حافظت على وحدة المسلمين ووحدة التراب الوطني لأفغانستان.

** في جعبة الاحتلال هذه المرة:

ــ  أفكار جديدة لتجديد استراتيجيته.

ــ أسلوب لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة، مع بقاء الأهداف الثابتة للاحتلال منذ البداية.

 

في الاستراتيجية الجديدة للاحتلال:

تغيير الطبيعة السياسية لأفغانستان، المتولدة من وضعها الجغرافي الفريد، ومنع تحول دورها (الجيوسياسي) في المنطقة إلى وسيط جغرافي اقتصادي متواصل ثقافيًا مع كل آسيا، لصالح المسلمين في تلك المنطقة التي ستصبح في غضون سنوات (ربما عقد واحد من الزمن) مركزًا للعالم وقدراته الاقتصادية وقوته السياسية والعسكرية.

بديلًا عن ذلك الإشراق الحضاري والإسلامي لأفغانستان، يريد الأمريكان تحويلها إلى (إسرائيل جديدة في وسط آسيا) لتقوم بمعظم ما تقوم به إسرائيل من وظائف، لتدمير جيرانها وتهديم للإسلام وتشتيت شمل المسلمين في أفغانستان نفسها ثم ما جاورها.

أفغانستان في استراتيجية الاستعمار الجديد المقترح: تعادي جميع الجيران وتكون مركزًا للتخريب الإرهابي، خاصة ضد أعمدة النظام الدولي القادم، الذي من المفترض أن أفغانستان مركزه الجغرافي، وعاصمة طرقه اللوجستية، ومنارة الهداية الإسلامية فيه. الدول المستهدفة في الأساس هي الصين وروسيا وإيران، وربما الهند أيضًا في حال انحرف مسارها بعيدًا عن الارتباط الاستراتيجي بإسرائيل والولايات المتحدة.

كشف عضو في الكونجرس الأمريكي قبل غزو بلاده لأفغانستان أن النية تتجه لجعل أفغانستان “إسرائيل المنطقة”. وهذا يعني ربط أفغانستان بمحور”إسرائيل/ أمريكا” في العالم العربي، فتطبع العلاقات مع إسرائيل عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا، وتعترف بشرعية احتلالها لفلسطين والمسجد الأقصى. وتستبدل الجهاد بالفتن الداخلية (عرقية ومذهبية) والحروب الإقليمية التي تحقق أطماع المحتل الأمريكي على حساب أفغانستان ودول الإقليم.

 

أدوات تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للاحتلال:

أوّلًا ــ قاعدة بجرام الجوية:

يريد الأمريكيون تحويلها إلى العاصمة الفعلية لأفغانستان (كما هي القواعد العسكرية في العراق وأي دولة أخرى) فتتمركز القوات والسيادة والقرار داخل أسوار القاعدة العسكرية الرئيسية. وتبقى العاصمة لشكليات السلطة وألاعيب السياسات الحزبية والفئوية في أدنى حالاتها.

قاعدة بجرام تعززت قدرتها العسكرية بتزويدها بقاعدة سرية للصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى، تهدد عمالقة النظام الأسيوي القادم، وروسيا أولهم بالطبع، ويليها إيران ثم الصين.

قد يسحب ترامب قواته المنتشرة في عدة مناطق من أفغانستان، ويركزها في بجرام، كما فعل في العراق بسحب قواته من سوريا إلى قواعده فى العراق التي سينشئ فيها ثلاث قواعد جديدة على الأقل. سيحاول ترامب الحصول على أكثر من قاعدة جوية في أفغانستان لدعم السيطرة الأمريكية على البلاد ودعم إمبراطورية الهيروين القائمة على أكتاف بجرام التي يقويها وجود أكثر من قاعدة جوية أخرى، خاصة في مناطق زراعة الأفيون أو بالقرب منها.

وفي ظل سياسته الاستعمارية الجديدة فإن نصف تلك القوات يكفي لإنجاح برنامجه في أفغانستان، نظرًا للمدد الذي توفره قوات المرتزقة الخارجيين والداخليين.

في بجرام تركيزهائل للقوة تكفي للسيطرة على أفغانستان، وتهديد الإقليم الأسيوي من حولها، بل والعالم أجمع، فالقاعدة تحتوي على:

1 ـ قوة نيران، من طيران حديث ومعدات وأسلحة نوعية أرضية وجوية.

2 ـ قوة صاروخية نووية وتقليدية.

3 ـ هيروين نقي ومتنوع الأصناف، ويلبي احتياجات السوق العالمي لمدة عام مع احتياط استراتيجي يستخدم عند الطوارئ السياسية أو الكوارث المناخية التي قد تؤثر على زراعة الخشخاش.

 

ثانيًا: قوات المرتزقة:

المرتزقة يشكلون القوة الأساسية لحراسة مصالح أمريكا في أفغانستان وتواجدهم فيها ربما كان هو الأكبر عالميا بعد اليمن. ويمارسون قمع الشعب بأقصى عنف ممكن، لإخضاعة لشروط الاستعمار في صورته الجديدة.

أهم أنواع المرتزقة هم الشركات الأمنية الخارجية (بلاك ووتر وأخواتها). وهؤلاء تكاليف استئجارهم عالية جدا. ويقومون بمهام عسكرية مختلفة بداية من العمليات الأرضية ضد المدنيين والمنافسين والمقاومين. وصولا إلى إدارة برامج الطائرات بدون طيار. وأعمال التجسس بالأقمار الصناعية، وإدارة وتدريب شبكات الجواسيس على الأرض.

 

ثالثا : إعادة صياغة إمبراطورية الهيروين :

حماية مزارع الأفيون، وتجميع المحصول من المزارع والتجار المحليين، ونقله إلى قاعدة بجرام الجوية. تلك السلسلة تحتاج إلى تعديلات تناسب حقيقة انسحاب القوات الأمريكية من مناطق الأرياف.

فلابد من الاعتماد بشكل أكبر على المتعاونين المحليين، وهؤلاء يعتمدون على إمكاناتهم الذاتية لحماية أعمالهم. فلديهم قوة من الميليشيات، وتاريخ من الثقة والتعاون المشترك مع الاحتلال. هؤلاء سيزدادون قوة، ونسبة أرباحهم سترتفع، وتسليحهم سيكون أكثر تطوّرًا لتحقيق قدرة ذاتية على الردع. وسيكونون أشبه بجيوش محلية صغيرة، تحمي مصالحها الكبيرة ومصالح أسيادهم القابعين خلف المتاريس في بجرام.

 

رابعًا ــ استيعاب حركة طالبان في النظام الحاكم:

ذلك هو الشرط الأساسي والأهم في نجاح البرنامج الاستعماري في المرحلة القادمة، وبدونه ينهار كل المخطط سابق الذكر. فلا اختطاف لأفغانستان من وسطها الأقليمي، ولا إمبراطورية هيروين تدار من بجرام، ولا مرتزقة يفتكون بأفغانستان وشعبها ويفرضون عليها مصيرًا مظلما.

 

أساسيات الخطة التفاوضية للعدو:

ــ إخراج التواجد الأمريكي من أي نقاش. باعتباره حقيقة ثابتة وغير قابلة للتغيير، بذريعة أنه ضروري للاستقرار والأمن والتنمية والرخاء.. الخ

ــ حصر المشكلة في مجرد التفاهم بين حكومة كابل وبين حركة طالبان، للوصول إلى تفاهم وحل وسط لتقاسم للسلطة. وتُقْبَل وساطة أصدقاء أمريكا في هذا الخصوص.

لتصبح طالبان أحد المكونات في حكم مشترك بين الليبرليين والمسلمين..{ مثلما اقترح السوفييت والأمريكين على المجاهدين تكوين حكومة مشتركة في كابول بعد انسحاب الجيش الأحمر. لكن مجاهدي الجبهات رفضوا، واستمروا في القتال حتى سقط الحكم الشيوعي. بينما سياسيون حزبيون في بيشاور وافقوا سرًا، وتجهزوا للمشاركة في السلطة مع الشيوعيين وبعضهم اشترى لنفسه بذلات إفرنجية من أوروبا استعدادًا لممارسة السلطة السياسية!!}.

#  إن لم يكن ممكنًا أن تدخل حركة طالبان كلها في مخطط الاستيعاب بالمشاركة في حكومة (ليبرلية / إسلامية)، فبمساعدة من دول صديقة للمحتل، يجري العمل على تقسيمها إلى أفرع مختلفة تتصارع. وينضم أحد أجنحتها إلى الحكم المشترك ويصبح الجناح الآخر(مارقا) تتجمع ضده الكثير من القوى المحلية والاستعمارية. وبالطبع سوف يصنف إرهابيا، خصوصًا من الحكومة المشتركة في كابل، وسوف يتلقى سيلا من الفتاوى الحارقة من علماء البنتاجون وعبيد الدولار.

بينما الجناح (المعتدل)(الواقعي)ــ إن وجِدْ ــ فسوف يحظى بنصيب من المال والسلطة السياسية والقبول الدولي، والتجوال حول العالم في مؤتمرات كبرى، وجوائز عالمية قد يكون منها “نوبل للسلام” أو حتى “الأوسكار”. فالحركة الجهادية مطلوب منها أن تتحول إلى حزب سياسي، وتنافس الآخرين على مقاعد البرلمان ومناصب الحكومة، في سباق ديموقراطي مع شخصيات ملوثة عملت مع المستعمر، وأهلكت الحرث والنسل، وارتكبت شتى الموبقات.

هذا ما يريده المستعمر الأمريكي، ويزيّنه جنود الشيطان. ولكنه مخطط محكوم عليه بالفشل، لأن لله جنود.. منهم طالبان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى