بيانات ورسائل

الاستخبارات الأمريكية تتجسس ضد العالم بأسره!

1-flag
نشرت صحيفة “جاردين” البريطانية تقريراً ذكرت فيه أن إدارة الأمن الوطني الأمريكي رصدت هواتف ٣٥ من كبار المسؤولين في العالم، وذكرت الصحيفة هذه المعلومات نقلا عن “ادوارد سنودن” الموظف السابق بالإدارة الاستخباراتية الأمريكية، إن المذكور قد لجأ إلى روسيا قبل مدة وهو ساكن فيها الآن، ورغم أن أمريكا طلبت من روسيا عدة مرات أن تحاكم “ادوارد سنودن” وفق القانون الأمريكي، إلا أن روسيا لم تقبل ذلك بعد! 
وحسبما جاء في التقرير فإن سنودن يقول: إن أحد موظفي شؤون البيت الأبيض قد فوض أرقام هواتف ٣٥ من كبار المسؤولين في العالم إلى إدارة الأمن الوطني الأمريكي (إن. إس. اي) لترصدها وتراقبها.
وقد زاد الطين بلة حينما أعلنت الحكومة الألمانية أنها تقوم بالبحث والتحقيق في موضوع رصد ومراقبة هاتف رئيسة الوزراء الألمانية (إنجيلا ميركل) من قبل الاستخبارات الأمريكية! ولأجل ذلك اتصلت انجيلا ميركل هاتفيا بأوباما، وحذرته نوعاً ما بأن مثل هذه التصرفات تعرض جو الثقة بين دول المتحالفة للخطر! ورغم أن الأخير طمأنها بأنه لن يتكرر مثل هذا في المستقبل، إلا أنه لم يتطرق إلى هل تم مثل هذا فيما مضى أم لا؟ وهذا الكلام هو نفس الذي صرح به المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، لكنه أيضاً تجنب عن القول تجاه حدوث هذا الأمر في السابق أم لا؟ لكنه قال بكل تأكيد أنه لن يحدث مثل هذا في المستقبل!
كما جاءت ضمن تصريحات “ادوارد” التي كتبت في السابع والعشرين من شهر اكتوبر عام ٢٠٠٦، وحصلت عليها صحيفة “جاردن” البريطانية، أن إدارة الأمن الوطني كانت تحث كبار الموظفين في جناح القوة التنفيذية الذي تشمل البيت الأبيض، والوزارة الخارجية، والبنتاجون على مشاركة دفاترهم التي سجلوا فيها أرقام الهواتف! كما كتب في التصريحات أنه فوضت إلى المسؤولين بالأمن الوطني ٢٠٠ رقم هاتف، من ضمنها أرقام ٣٥ من كبار المسؤولين في العالم!
وقد ازدادت أهمية هذه التصريحات حينما ذكرت “انجيلا ميركل” هذا الموضوع في مؤتمر رؤساء المجلس الأوروبي المنعقد في مدينة بروكسل، حيث نال الخبر محله من المجلس، وذلك في حين أنه قبل المجلس بأيام أذيع خبر رصد ومراقبة ملايين الهواتف في فرنسا من قبل إدارة الأمن الوطني الأمريكي! والذي صرح بعده الرئيس الفرنسي “فرانسوا اولاند” أنه سيضيف هذا الموضوع إلى أجندات مؤتمر رؤساء المجلس الأوروبي!
هذا الخبر الذي نبه الغافلين يؤكد مرة أخرى أن الحكام الأمريكيين لا يؤمنون بأية قيم إنسانية، حتى أنهم لا يعظمون أصول ديمقراطيتهم! وما يصرخون به من شعارات المواساة الإنسانية، وحقوق البشر، والعدل والمساواة إنما هي مجرد سلم للوصول إلى مصالحهم الشخصية فقط! وفي الحقيقة فإنهم يستخدمون هذه الشعارات والكلمات الحسنة لأجل أهدافهم الخبيثة!
كان يُظَن إلى الماضي القريب أن أمريكا أنما تتصرف بالأسلوب غير الأخلاقي وغير القانوني مع أطياف وجماعات مخصوصة، لكنه تمحض الآن أن هذه أخلاقهم وجبلتهم! وهؤلاء من أجل سياساتهم الخاطئة، ومواقفهم الخبيثة ليس لديهم تعريفاً واضحاً للحليف والعدو! فهم يعادون الصديق في ثوب الصداقة! وهذا أخطر بكثير من العداوة التي يعادي المرء بها عدوه بعلانية، فكلاهما يحذر من عدوه ويتقي شره، لكن المعاداة في ثوب الصداقة! محل قلق عميق وتدبر دقيق!
رغم أن الهجوم الغاشم على أفغانستان والعراق من قبل السياسيين الأمريكيين الجهال أثبت للعالم مدى الظلم، والوحشية، والاعتداء، والجور لدى الحكام الأمريكيين، إلا أن الأحداث الأخيرة أزالت الستار عن مستوى انحاطاطها المعنوي! وكشفت النقاب عن وجهها الحقيقي القبيح، وفضحتها أكثر أمام العالم، وبالأخص أمام الشعب الأمريكي وغيرهم من حلفائها. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى