الافتتاحية: الإمارة الإسلامية تطهر أفغانستان من سموم الاحتلال
لا يخفى على أحد ما كان للاحتلال الأمريكي الغاشم من ويلات وشرور جرّها على البلاد والعباد في أفغانستان؛ أحدها إغراق البلاد بالمخدرات وإنعاش زراعتها والتجارة بها، وترويج تعاطيها بين أبناء الشعب الأفغاني. فوقع آلاف الشباب الأفغان في هذا الوحل الذي ضيّع حاضرهم ومستقبلهم، حتى بلغ الأمر أن بعض المناطق في كابول عُرفت بأنها مأوى لمدمني المخدرات من الرجال والنساء. كل ذلك كان يجري على عين المحتلين؛ بل برعايتهم ومباركتهم.
واليوم، بعد أن تطهرت الأرض من دنس الاحتلال وأعوانه، هاهم أبناء أفغانستان المخلصين الصادقين يبذلون مافي وسعهم من جهد وطاقة، لإصلاح ما أفسده المُحتلون وإعادة إعمار ما هدّموه في الإنسان والبُنيان. فكان أحد هذه الجهود المباركة هو إصدار قيادة إمارة أفغانستان الإسلامية مرسوماً، في شهر أبريل 2022م، يقضي بمنع زراعة (الخشخاش) والمواد المخدرة بجميع أصنافها، ومنع استخدامها، وتعاطيها، وبيعها، ونقلها، والتجارة فيها، وإيرادها، وتصديرها، وإنتاجها، في جميع أنحاء البلاد.
هذا القرار المبارك تبِعته أيضاً حملة واسعة على مستوى ولايات أفغانستان ومديرياتها لجمع مدمني المخدرات وإيداعهم المراكز الصحية للعلاج من الإدمان، وإعادة تأهيلهم للعودة للحياة الطبيعية والانخراط في الأنشطة المفيدة بعيداً عن السموم القاتلة التي نفثها الاحتلال في البلاد على مدى عشرين عاماً.
وبلغ عدد الذين تم إرسالهم للمراكز العلاجية أكثر من 15 ألف مدمن في مختلف مناطق أفغانستان، 5 آلاف منهم كانوا في كابول لوحدها! الأمر الذي يكشف حجم الكارثة التي صنعتها أيادي المحتلين، والتحدي الحقيقي في تطهير البلاد من هذا السم الزعاف؛ والذي عزمت الإمارة الإسلامية على خوضه والانتصار فيه.
كما تبِع القرار الحكيم بمنع زراعة الخشخاش، جهودٌ مشكورة للقوات الأمنية وقوات الشرطة لتدمير مزارع الخشخاش القائمة، وإرسال الوفود من إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية لتقييم عملية مكافحة المخدرات وبحث سُبل حظرها في مختلف الولايات، وتنشيط مجموعات متنقلة لتحديد مزارع المواد المخدرة.
وبمرور حوالي عام واحد على قرار قيادة الإمارة الإسلامية الرشيد بحظر زراعة المخدرات، وفي إطار الجهود الرامية إلى تنفيذ القرار وتطهير البلاد من السموم المخدرة؛ نفذت وزارة الداخلية 3700 عملية لمكافحة المخدرات في العام المنصرم، وألقت القبض على 4650 من مجرمي المخدرات، ودمرت 148 مصنعا للكحول والمخدرات الأخرى، وضبطت 404 أطنان من المخدرات المختلفة، وطهرت 1147 هكتارا من الأراضي من زراعة المخدرات.
إن الجهود التي بذلتها وتبذلها الإدارات المختصة بمكافحة المخدرات في إمارة أفغانستان الإسلامية كبيرة ومضنية، ويستحيل على ذي عينين إنكارها أو التقليل من شأنها، لا سيما وأن الإمارة الإسلامية تخوض حرباً وجودية على جبهات عدة؛ جبهة سياسية، وأخرى اقتصادية، وثالثة ثقافية، وغيرها من الجبهات المهمة والتي لا تقل أهمية عن الجبهة الداخلية المعنية بتطهير البلاد من زروع الشر والفساد التي بذرتها يد الاحتلال البغيض.