مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: العام 2018م في أفغانستان

كالأعوام السابقة؛ ارتكب المحتلون الصليبيون بقيادة أمريكا وعملائها جرائم كبيرة وانتهاكات خطيرة ضد الشعب الأفغاني المسلم والمضطهد خلال عام 2018م، فقصفوا الأماكن المقدسة ودمروها، وقتلوا المئات من الحفاظ المعصومين وطلبة العلم والعلماء.

إن الأمريكيين الوحوش وأذنابهم استمروا بمسلسل المداهمات الليلية على منازل الأفغان الأبرياء، وقتلوا بلا مبالاة كاملة آلاف الأبرياء من النساء والأطفال والرجال في مختلف أنحاء البلاد، وخطفوا آلافا آخرين وزجوا بهم في السجون.

وفي عام 2018م أطلق الصليبيون الوحشيون وعملائهم حملة منسقة لتخريب ممتلكات شعبنا المستضعف، فجروا المنازل أو أحرقوها، وسرقوا الأموال أو أتلفوها.

وكذا شنوا المداهمات على الأسواق في مناطق الإمارة الإسلامية وهدموا الدكاكين والمحلات التجارية، ونهبوا الأموال أو أضاعوها.

وإضافة إلى ذلك ارتكبوا أعمالا تخريبية كبيرة ضد المشاريع الشعبية للتنمية الاقتصادية لازدهار الشعب في ساحات الإمارة الإسلامية.

وفي العام 2018م كانت هدية الاحتلال الكبرى للمسلمين الأفغان النيران والقنابل، حيث بلغ قصفها ذروته هذا العام.

إن الصليبيين الوحوش وعملاءهم كثفوا سلسلة هذه الجرائم المذكورة على الشعب الأعزل ليضعفوا مقاومة الأفغان الجهادية المقدسة بقيادة الإمارة الإسلامية ضد الاحتلال وحكم الظلم، ويأخذوا ثأر فشلهم وهزيمتهم من المدنيين الأبرياء، وينشروا الخوف والفوضى في المجتمع.

وكالسابق أماطت ما يمسى بمنظمات حقوق البشر اللثام عن وجهها الحقيقي وأثبتت أنها تعمل لتحقيق مصالح الصليبيين، ولا تعرف ببشرية أحد غير الشعوب الكفرية فقط. لقد أغمضت عيناها عن ظلم الصليبيين الوحشيين على شعب أفغانستان المضطهد، وإلى النهاية لم تصدر بيان شجب وإنكار حول هذه الجرائم.

وكذا افتضحت وسائل الإعلام المحلية والعالمية، حيث داست على شعاراتها -الحرية، ونشر الحقائق، والاستقلالية والحياد- ولم تنشر الحقيقة حول الجرائم المذكورة ولم ترفع الصوت ضدها.

ولكن الحمدلله، رغم الانتهاكات الواسعة ضد البشرية، أبطل الأفغان بمقاومتهم الجهادية تكهنات الصليبيين وعملائهم لعام 2018م، ولم يتركوهم لتصل إستراتيجية “ترامب” المستكبرة إلى حدود النجاح، وتتحقق أحلام الجنرالات الأمريكيين الوحشيين.

إن العام 2018م كان مليئا بهزائم وفضائح المحتلين الأمريكيين وعملائهم، ولكن الفضيحة الكبرى هي فضيحة الانتخابات التشريعية المضحكة القائمة على أساس مزاعم الديمقراطية.

وإلى جانب آخر كان العام 2018م مليئا بالانتصارات العظيمة والفتوحات للمقاومة الجهادية المقدسة ضد الاحتلال الغاشم وعملائه، والحمد لله أحرز المجاهدون انجازات كبيرة في الميدان العسكري، فدخلوا إلى المدن الكبرى للإثخان في العدو، وشنوا عمليات عسكرية ناجحة فيها.

وهلك قتلة الشعب الأفغاني المجاهد في عمليات نوعية لمجاهدي الإمارة الإسلامية، وفُتحت ثكنات وقواعد عسكرية كثيرة في مختلف أنحاء البلاد، وقتل عشرات الآلاف من جنود العدو وغنم المجاهدون أسلحة كثيرة ومهمات عسكرية أخرى، وسيطر المجاهدون على مناطق واسعة من البلاد.

والحمد لله، أرغمت ضربات المجاهدين البطولية العدو على الاعتراف الصريح أن المجاهدين يتقوون يوما بعد يوم، لا يُهزمون بالقوة ولا يستطيع أحد أن يكسب الحرب أمامهم.

والحمد لله أكرم الله المجاهدين بالانتصارات العظيمة في المجال السياسي أيضاً، إن سياسة الإمارة الإسلامية سياسة شرعية تستند إلى أصل تحييد الخصوم، وقد رأى العالم بأم أعينه تمزيق ما يمسى بالإجماع العالمي ضد الإرهاب، ولأول مرة وجد المجاهدون الأفغان فرصة رفع الصوت بشكل رسمي ضد المحتلين وعملائهم، وبيان موقفهم ببسالة وبلا تردد.

وكذا تمكن المكتب السياسي للإمارة الإسلامية بالدبلوماسية المحفوفة بالصبر والثبات والدراية والتعقل من كسر الاستكبار الأمريكي وإخضاعهم للمفاوضات وجها لوجه بوصفهم خصما حقيقيا.

وإضافة إلى الإنجازات المباركة في المجال العسكري والسياسي، أحرزت الإمارة الإسلامية إنجازات كثيرة في المجال التعليمي والثقافي والخدمات الإجتماعية.

ألا فليعتبر أعداء الإسلام والمجاهدين من هزائمهم وانتصارات المجاهدين العظيمة في العام 2018م. وقبل أن يواجهوا الويلات الكبيرة‘ عليهم أن يتخلوا عن سياستهم العدوانية في العالم الإسلامي وفي أفغانستان.

ألا فليعلموا، أنهم لن يضمنوا بقاء احتلالهم وديموقراطيتهم القذرة وعملائهم المنبوذين بالاستمرار في مسلسل الجرائم والانتهاكات ضد الأفغان المظلومين العزل؛ ولن يصلوا إلى أهدافهم الخبيثة والمشؤومة، ومهما ازدادت وحشيتهم وظلمهم سيُقرب الله موعد هلاكهم، وقد أهلك الله قبلهم من الظلمة والمستكبرين من هو أشد منهم قوة وأكثر جمعا، وإن شاء الله سيهلكهم الله عن قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى