مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: القيم والنواميس والمقدسات أولاً!

لا تزال معركة الإسلام والكفر جارية حتى اللحظة منذ بزوغ فجر الإسلام في عهد نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم، وهذه المعركة كانت في الأساس معركة على القيم النفيسة والأخلاق الحميدة التي دعا الإسلام الحنيف إلى التمسك والتحلي بها والدفاع عنها، وتلك هي الأسس والمبادئ التي أراد دين الإسلام ترسيخها في أذهان البشر وتشييد قلعته عليها.

وهذه القيم والمبادئ هي التي رويت وبنيت بدماء سادات الصحابة وأخيارهم رضي الله عنهم، كما أنها حُفظت بجماجم ودماء خيار هذه الأمة وأبطالها منذ قرون الخير والفضل الأولى وحتى يومنا هذا. فالأمة لم تتنازل أبدا عن الشعائر والقيم، وكافحت بصلابة وشدة عن تلك القيم والمبادئ ولم تسمح للأعداء أن ينالوا منها كما أنها انتفضت عند كل محاولة بائسة للعدو في هذا الشأن.

إن الغرب الكافر لا يزال يتربّص بالمسلمين ولا يريد خسارة أية فرصة لاستغلالها في إثارة مشاعر أكثر من مليار مسلم والمساس بمقدساتهم والنيل من حُرماتهم وكرامتهم، وبين فينة وأخرى نسمع عن حادثة جديدة عن إهانة الغربيين لمقدساتنا وآخرها حادثة حرق المصحف الشريف في دولة السويد بأوروبا والتي جرحت مشاعرنا وآلمت قلوبنا وآذتنا، كما أننا نشهد تحولاً كبيراً خطيراً في معركة الغرب ضد المسلمين؛ إذ كل تلك الحوادث تحدث على مرأى ومسمع من أولئك الذين يرفعون شعارات القيم والمبادئ واحترام المقدسات وبإيعاز ودعم من الحكومات الغربية.

ولا شك أن مثل هذه الأعمال تُعد اعتداء واضحًا على حرمات المسلمين، وأنها أعمال مشينة وتنم عن كراهية لهم، كما أنها تُعتبر استفزازا لجميع الأمم والشعوب الإسلامية، ومن خلالها باتت تنكشف صورة الرجل الغربي الزائفة والمخادعة مع مرور كل يوم وسط تصاعد وتيرة مثل تلك الأحداث والمشاهد، بذريعة حرية الرأي! وتظهر حقيقة تلك الدعاية التي قدمت لنا الرجل الغربي على أنه يحترم حقوق الآخرين ومقدساتهم وكرامتهم دون تمييز أو انتهاك أو تعدٍ!!

إنّ هذا العدوان الغربي الغاشم والاعتداء السافر على مقدسات المسلمين وحُرماتهم يتطلب منا نحن المسلمين أن نقف وقفة قوية صارمة ضد هؤلاء الذين لا يراعون مشاعر المسلمين، ولا يحترمون أي قانون أو دستور في هذا الشأن، لصدّهم عن مثل تلك الجرائم بحق الإسلام والمسلمين ومنعهم من المساس بحُرماتنا ومقدساتنا، ولا بد أن نوحد جهودنا الرامية إلى صد مثل هذه الجرائم.

وهاهي الحكومة الإسلامية في أفغانستان المتمثلة في الإمارة الإسلامية قد علّقت أنشطة وفعاليات كل المنظمات والمؤسسات التابعة لدولة السويد على أرض الأفغان، حتى تعتذر الحكومة السويدية للمسلمين عن هذا الإجرام البشع والجريمة النكراء، وذلك رغم الحصار الغاشم الذي فُرض على أفغانستان، ورغم الحاجة وقلة ما في اليد، ورغم أن للمنظمات والمؤسسات السويدية حضور واسع ودعم كبير في مختلف المجالات في عموم البلاد، إلا أن الحكومة الأفغانية أثبتت أن القيم والنواميس والمقدسات عندها أولى وأهم من الماديات.

وختاما نقول أن مثل تلك الأعمال الإجرامية لن تطفئ نور الإسلام أبداً، ونذكر الجميع بقوله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى