مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: المهاجرين العائدين..وتهاوي برج الأحلام الرملي

منذ إعلان الحكومة الباكستانية عن عزمها، مع مطلع شهر نوفمبر 2023، على ترحيل المهاجرين الأفغان اللاجئين إليها على مدى أربعة عقود من الحروب والصراعات التي ضربت أفغانستان، والبالغ تعدادهم قرابة المليون ونصف مهاجر؛ منذ ذلك الوقت، وقوافل المهاجرين الأفغان العائدين من باكستان تتدفّق بشكل متواصل يومياً على المعابر الحدودية للبلاد.

وتستقبلهم -بكرم وحفاوة- الإدارات المختصّة بشؤون اللاجئين والمهاجرين في إمارة أفغانستان الإسلامية في المُخيّمات التي أنشئت مؤقتًا لاستقبال المواطنين العائدين من باكستان قُرب المعابر الحدودية، إذ تقوم بتقديم المساعدة والعون اللازمَين لهم، وإضافة إثباتاتهم الشخصية إلكترونياً، ثم إرسالهم إلى مناطقهم حسب آلية محددة.

ويزور مسؤولوا الإمارة الإسلامية، بين الحين والآخر، مخيمات اللاجئين على البلدات الحدودية للوقوف على سير العمل وتقييمه بأنفسهم، والإطلاع على المشاكل والتحديات التي تواجه إدارة المخيمات واللاجئين والمسارعة في معالجتها وحلها.

ومن جُملة الخدمات والتسهيلات التي توفّرها حكومة الإمارة الإسلامية لأبنائها العائدين:

1- توفير المواد الغذائية والمياه. 2- تقديم الخدمات الصحية. 3- توزيع شرائح الإتصال مجاناً. 4- توفير النقاط الأمنية في مخيمات الإيواء المؤقتة. 5- نقل المواطنين العائدين إلى مناطقهم بشاحنات تابعة لوزارة الدفاع. 6- توزيع قطع الأراضي السكنية والزراعية على المواطنين العائدين.

 

كان الآخرون يرون أن ضخّ مئات الآلاف من المهاجرين الأفغان وإرغامهم على العودة إلى أفغانستان في فترة زمنية قصيرة سيشكّل ورقة ضغط على الإمارة الإسلامية للإذعان والرضوخ وإعطاء بعض التنازلات، بينما الذي حصل جاء مخيّباً لآمالهم وعصف ببرج أحلامهم الرملي فضاع أدراج الرياح!

لقد رأت الإمارة الإسلامية في احتضان أبنائها المُرحّلين قسراً، واستقبالهم بذراعين مفتوحتين؛ واجبًا دينيًا أولًا، ووطنيًا ثانيًا؛ فأحسنت استقبالهم وإيواءهم، بل رأت في عدد كبير منهم المواهب والمهارات الفذة التي تحتاجها بلادهم للنهوض والإرتقاء، وأنهم ثروة هذا الوطن ومادته الخام النفيسة؛ فعزمت على استغلال هذه الثروة الثمينة وتشغيلها بما يعود بالنفع عليهم وعلى وطنهم وأبناء شعبهم.

وبفضل الله أولًا، ثم بتكاتف جهود المخلصين والتعاون من الأهالي ورجال الأعمال؛ استطاعت الإمارة الإسلامية إحتواء هذه الأزمة والتعامل معها بمهنية عالية ونجاح كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى