مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: النصر لنا

لقد تميزت المقاومة الجهادية في أفغانستان عن أخواتها من حركات المقاومة في الأقطار الإسلامية الأخرى بأن الأولى قاد كفاحها العلماء وطلبة العلم، وكانوا هم وقودها وعصاها التي تتوكأ عليها. كما تميزت المقاومة الأفغانية بأن قادتها يسيّرون المعارك من قلب الحدث ووسط خِضَم الأحداث؛ فيضحّون ويبذلون ويمسّهم ما يمسّ جنودهم من الابتلاءات والمحن والأتراح.

وما استشهاد المجاهد (الحافظ عبدالرحمن خالد) نجل أمير الإمارة الإسلامية (هبة الله آخندزاده)، قبل بضعة أيام، بعملية فدائية في ولاية هلمند؛ إلا برهان ناصع على صدق قيادة الإمارة الإسلامية وإخلاصها لقضيتها العادلة كما نحسبها إن شاء الله، وعلى أن المجاهدين -قيادة وجنوداً- أصحاب حقٍ، يحملون أرواحهم على أكفهم دفاعاً عن هذا الحق وانتزاعاً له من فك عدوهم الطاغية. على العكس تماماً من مرتزقة العدو -بقياداته وجنوده- الذين لا يقاتلون إلا من أجل الدولارات التي تُلقى في جيوبهم كل شهر، إذ لا قضية يكافحون ويناضلون من أجلها.

إن بذل التضحيات هو الفيصل بين المخلصين الصادقين وبين المخادعين والمنافقين وأصحاب الانتفاع الدنيوي. فما أسهل التغني بالشعارات وما أيسر ادعاء جهاد ومقاومة المحتل الغاصب لولا التضحيات!

لقد قطعت المقاومة في أفغانستان شوطاً طويلاً في جهاد المحتلين وأعوانهم، فهي تشارف الآن على إتمام أكثر من عقد ونصف من الزمان. وخلال هذه الأعوام المتعاقبة؛ بذل المجاهدون كل مافي وسعهم وطاقتهم لرد عدوان الاحتلال وأذنابه وطرده من الأرض العتيدة المجيدة، وصبروا وصابروا ورابطوا، وحافظوا على وحدة صفهم، وثبتوا على مبادئهم، رغم كل المحاولات المستميتة لتحطيم صفهم وللدفع بهم في حفرة “السلام” الذليل المشوّه الذي يغتصب حقوق الشعوب ثم يرمي إليها بالفتات.

ولهذا كله؛ ستنتصر المقاومة الجهادية في أفغانستان، مهما تطاول الزمن ومهما اشتد طغيان المجرمين. فالنصر لنا، والله معنا، والخزي والذل والعار للمحتلين وأعوانهم.

يقول الأستاذ محمد قطب رحمه الله: “أرأيتَ لو أنَّ قائداً أراد إعداد جنوده للفوز في معركة صعبة ضارية، أيكون من الرحمة بهم أن يخفِّف لهم التدريب، ويهوِّن لهم الإعداد، أم تكون الرحمة الحقيقية بهم أن يشدد عليهم في التدريب، على قدر ما تقتضيه المعركة الضارية التي يعدِّهم من أجلها؟

والمؤمنون هم حزب الله وجنوده – ولله المثل الأعلى – والمعركة التي يعدُّهم من أجلها هي المعركة العظمى: معركة الحق والباطل، التي ينصر فيها الله الحقَّ على يد أولئك الجنود، حسبما اقتضت مشيئته وجرت سنَّته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى