مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: رسائل هجوم قاعدة باجرام الجوية؟

شنّ أحد أبطال الإمارة الإسلامية (الحافظ محمد البرواني) عملية استشهادية على الجنود المحتلين في قلب قاعدة باجرام الجوية، أكبر قاعدة للاحتلال في البلاد، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنرالات الأمريكيين -ولله الحمد-، وقد اعترف الاحتلال بمقتل 4 أمريكيين وإصابة 16 آخرين.

وكانت هذه العملية البطولية صفعة قوية على وجه الاحتلال، حتى أنها اضطرت أمريكا إلى إغلاق سفارتها في كابول.

إن هذه العملية الاستشهادية البطولية تحمل في طياتها رسائل واضحة للمحتل المتغطرس:

■ لا تحلموا بالأمن في أفغانستان؛ لأن المجاهدين يتحيّنون الفرص للانقضاض على صيدهم الثمين، وينتظرون آماداً طويلة، ويقطعون مسيرة شاقة، ويواصلون عملهم الدؤوب و المضني من أجل الإثخان بكم.

■ إنكم مهما حاولتم إلقاء أعباء الحرب على أكتاف عملائكم الأفغان، فالمجاهدون سيسعون سعياً حثيثاً لاستهداف جنودكم ومصالحكم في أرض الأفغان. ومن خلال معايشتي للإستشهاديين، ومطالعة أفكارهم، تبيّن لي أنهم يفضّلون ويعطون الأولوية في تنفيذ العمليات على المحتلين الأجانب، ويتنافسون فيها ويتسارعون إليها.

■ إن المجازر والانتهاكات التي ترتكبونها حيناً بعد حين، لن تمر مرور الكرام، وإن الشعب الأفغاني لن يسكت عنها سكوت العالم المخزي، ولن يقف مكتوف الأيدي إزاءها، بل سيحاسبكم عليها.

أيها المحتلون، لا تظنوا أنكم ستشترون ذمم الأفغان بأموالكم التي تنفقونها في أفغانستان باسم أو بآخر، فيتناسون جرائمكم وانتهاكاتكم بحق إخوانهم! لا والله، إن الشعب الأفغاني شعبٌ أبي لا ينام على الضيم، ولا يرضى بالظلم، وإنه لشعبٌ يرى في قبول المعاقل والديات من الأعداء الألداء عاراً وشناراً.

فلا تأخذوا عقلاً من القوم إنني *** أرى العار يبقى والمعاقل تذهب

اعلموا أيها المحتلون أنه لا أحد يحب الحرب، لكننا اضطُررنا إلى خوضها، فقد اعتديتم على بلادنا وأراضينا ومقدساتنا.

إنكم لا تستطيعون إبادة الشعب الأفغاني عن بكرة أبيه، ولا القضاء على المقاومة الجهادية، وقد استفرغتم وسعكم في هذا السبيل، فكلما ارتكبتم مجزرة؛ ازداد الصف الجهادي قوة وصموداً وعزماً، ولعلكم شاهدتم فيديو ذلك البطل الهمام الذي عزم على مقارعتكم ولو أدى ذلك إلى مقتل جميع أبنائه وأحفاده.

والد الشهيد (عاشق رسول البغلاني) تقبله الله، عند تشييع جثمان ابنه، قام بتسليم ابنه الآخر (ذبيح الله) أسلحة أخيه الشيهد، وقال: (الآن أعطي هذا السلاح لابني السادس، فإن قُتِل فسوف أعطيه للآخر، فإن قُتِل فسوف أعطيه للآخر، وهكذا… وإن قتل أبنائي كلهم، فأحفادي كثيرون والحمد لله.

إننا مسلمون وأمريكا جاءت من بعيد، اعتدت علينا وقتلتنا، فينبغي لنا أن نصمد أمامهم ونجابههم. هذا ابني وهذه أسلحته، وبإذن الله لنقاتلن هؤلاء الكفار، ولنطردنهم من بلادنا، ولندافعن عن دين الإسلام).

إنكم سترحلون يوماً ما من أفغانستان، ولو ارتكبتم من الجرائم والانتهاكات أفظع وأبشع مما ترتكبونه الآن، فسارعوا إلى إخراج جنودكم، ولا تدفعوهم إلى هاوية الهلاك.

اقــتـلـونـي مـزقـونــي أغـرقوني فـي دمائـي

لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي

أنـتـم رجــس وفــســق أنــتــم ســـر الـبـــلاء

أنـتـم كـــفــر وغـــــدر نهجكم حـجب الضياء

سـمـكم ما زال يســري كـأفـاعٍ فـي خـفـــــاء

حـقـدكم يـبـدو لعـيـنــي حـقـد رقـطاء العــراء

قـتـلـكـم فـيـه شـفـائــي لن تعـيـشوا في صفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى