الافتتاحية: لماذا التخويف من انتصارات المجاهدين؟
إن دائرة المقاومة الجهادية لمجاهدي الإمارة الإسلامية ضد الاحتلال الأميريكي تتوسع يوماً بعد يوم، فقد أحرز المجاهدون انتصارات باهرة خلال عام 2016 الميلادي، فبالإضافة إلى تحرير عشرات المديريات في مختلف أرجاء البلاد، وخاصة في الولايات الشمالية والولايات الجنوبية الغربية، سيطروا على بعض الولايات وضيقوا الخناق على بعضها وجعلوها على وشك السقوط بأيدي المجاهدين.
وفي سلسلة من الفتوحات المتوالية، تم تمشيط ما يقارب 50 مديرية بالكامل من تواجد العدو ومليشياته. ونظراً للحقائق الميدانية، يقول الخبراء أن هذه السلسلة ستستمر بسرعة ونجاح في قادم الأيام إن شاء الله.
ومن جانب آخر، تسعى بعض وسائل الإعلام التي يمولها المحتلون بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى تشويه صورة المجاهدين وبث الدعايات ضدهم ليل نهار؛ لخلق المشاكل الداخلية والخارجية لهم، وإثارة حفيظة الناس ودعوتهم إلى معاداة المجاهدين ومواجهتهم ومحاربتهم.
وهناك أمثلة كثيرة لشيطنتهم ومحاولتهم للحيلولة دون وصول رسالة الإمارة الإسلامية إلى الناس، نورد أحدها -على سبيل المثال-: يردد المحتلون صباحاً ومساءً أن طالبان تشكل خطراً وتهديداً على الدول المجاورة، وخاصة على دول آسيا الوسطى! وقد ركز المحتلون على هذه الدعاية في الآونة الأخيرة، وأهدافهم منها هي إجهاض المقاومة الجهادية التي تقودها الإمارة الإسلامية، وتهييج الدول المجاورة ضد مجاهدي أفغانستان، وإثارة الأحقاد وتأجيج نار الحروب بين أمم وشعوب المنطقة، والتمهيد لاستمرار الاحتلال الغربي في المنطقة.
وأما الإمارة الإسلامية فقد أعلنت مراراً موقفها الواضح بأن مقاومتها الجهادية ضد التدخل الأجنبي والعدوان والاحتلال الأمريكي فقط، وليست ضد الدول المجاورة، فلا ينبغي لدول الجوار أن تقلق من انتصارات المجاهدين وانجازاتهم. إننا لا نضحي للإضرار بالآخرين، بل إننا نقاتل في سبيل الله لتحكيم نظام إسلامي عادل على أرضنا، ولتحرير شعبنا المضطهد من براثن الاحتلال الأمريكي الهمجي.
كما أن الإمارة الإسلامية أثبتت عملياً أنها لا تريد التدخل في شؤون الآخرين، وأن هذا ليس من سياستها. وقد أوضحت الإمارة الإسلامية مراراً وتكراراً موقفها الرسمي تجاه هذه القضية في بياناتها الرسمية، حيث جاء في بيانها الأخير: “إن سياسة الإمارة الإسلامية مع الدول المجاورة ودول العالم الأخرى تنبني على أساس القاعدة الشرعية العظيمة: (لا ضرر ولا ضرار)، والذي تم التصريح بها مراراً في بيانات ورسائل الإمارة الإسلامية.
وبناءً على هذه السياسة، تريد الإمارة الإسلامية أن تٌطمئن دول الجوار، بما فيها دول آسيا الوسطى، بأنه -خلافاً لما يروجه المحتلون من الدعايات- لا تريد الإمارة الإسلامية التدخل في شؤون الآخرين، ولا تسمح لأي أحد أن يستخدم أراضيها للإضرار بالدول المجاورة”.
والحقيقة أن انتصارات المجاهدين لا تُقلق إلا المحتلين المعتدين الذين انهزموا في أفغانستان، والذين يريدون التستر على فضيحتهم وهزيمتهم من خلال إطلاق مثل هذه الهراءات والشائعات. فإن الذي يخطفه السيل المتلاطم، يمدّ يده إلى كل شيء، حتى إلى العشب؛ طمعاً في النجاة من الغرق.
والمحتلون اعتدوا على أفغانستان عدواناً وحشياً دموياً، وناصبوا الشعب الأفغاني عداءً سافراً، وارتكبوا جرائم وحشية في حقه، لكنهم -رغم كل ذلك- عجزوا عن ابتلاع أفغانستان واستعباد أهلها لصالحهم بقوتهم العسكرية؛ بل لقد انزلقوا في وحل المستنقع الأفغاني. ولذلك تجدهم الآن يحاولون مواجهة المجاهدين بالتضليل الإعلامي، فيطلقون الافتراءات الباطلة، ويلفّقون الأخبار الكاذبة، تشويهاً لسمعتهم وتلطيخاً لصورتهم.
وهذه المحاولات تكشف عن نوايا أمريكا الإجرامية الخفية في المنطقة، وعلى الدول أن لا تصغي لكلام المحتلين، بل عليهم التواصل مع الإمارة الإسلامية للتوضيح والتفاهم.
وليدرك العالم أن لكل أحد أولويات يسعى لتحقيقها، وإن على رأس قائمة أولوياتنا هو طرد الاحتلال الهمجي الأمريكي الذي لايزال يدمر بلادنا، ويهدد أمننا ويمزق وحدتنا، ولا يزال يقصف القرى السكنية ويقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وكغيرها من مؤامراتهم، باءت هذه المؤامرة أيضاً بالفشل والحمد لله، فقد أكدت -وتؤكد- الإمارة الإسلامية في بياناتها ورسائلها على عدم الإضرار بالآخرين، وقد كسبت ثقة كثير من الدول، وقد أتت هذه السياسة بثمارها المرجوة منها.
واتضح لكثير من الدول، وخاصة المجاورة، أن الإمارة الإسلامية لا تنتهج سياسة الغدر والنفاق، والكذب والخداع، فما تقوله بلسانها تصدّقه بفعالها.
ومن حسن الحظ أن كثير من الدول وخاصة المجاورة اطمأنت من الموقف العملي للإمارة الإسلامية لحد كبير، وباتت الآن لا تلقي بالاً لدعايات المحتلين والمستعمرين الذين ينفخون الشعور الوهمي في دول المنطقة بالتهديد الخيالي ويروعونها من الخطر الوهمي.