
الافتتاحية: لن نحيد عن الطريق بإذن الله یا أميرنا!
قبل ست سنوات، بمثل هذا الیوم، توفي زعیم «الإمارة الإسلامیة» أمیر المؤمنین الملا محمد عمر رحمه الله. مضت ست سنوات منذ ذلك الوقت، ونحن -ولله الحمد- لم نتغیر فکریا أو ننقلب عقائدیا، ولم نخف الغزاة، ولم نهن للمحتلین، ولم نلن لأعداء الله ورسوله، ولم ننحرف عن مسیرة أمیرنا الراحل قید أنملة، ولم نتنازل عن أبجدیاته ولم نتراجع عن مبادئه، ولم نحد عن الطریق، ولم نتخلّ عن معتقداتنا، نحن ما زلنا علی قید الحیاة؛ فإننا لم نتنازل عن دیننا، نسیر علی دربه قُدُما ثابتي الأقدام، نتقدم بخطوات حثیثة إلی الأمام في مسیرة مقدّسة صامدین بإذن الله، نمضي علی برکة الله، نقهر الغزاة ونقتل المحتلین.
لم نتنازل عن کل ذلك ولن نتنازل بإذن الله، فإن نبراسنا هو کتاب الله وسنة رسوله في ضوء فهم السلف الصالح والأئمة المهتدین. هذا النبراس لا زال موجودا بین أیدینا، یبدد حلکة الظلام وینیر لنا الطریق.
مضت ست سنوات ونحن ما زلنا ملتزمین بمعتقداتنا، لیس هناك فرق بین معتقدات الیوم ومعتقدات الأمس، المعتقدات هي المعتقدات، والآمال هي الآمال، والأحلام هي الأحلام، والطموحات هي الطموحات.
نعاهدك یا أمیرنا من جدید بأننا علی العهد سائرون وعلی برکة الله ماضون، نحمي الإسلام لیکون غالبا عزیزًا، ونحمي الوطن لیکون آمنًا مستقرًا، نعاهدك بأننا لن نلین أبدًا ولن نرکع ولن ننحني لغیر الله، لم نتعلّم منك إلا الإقدام والظفر، والتوکل علی الله ثم الثقة بأنفسنا.
نم هادئا، یا أمیرنا! نم قریر العین، نم طیب البال، فنحن نتابع مسیرتك، ونواصل دربك، نقاتل المحتلین بتلك الحرارة التي کنا نقاتل بها في رکابك، ولم تبرد تلك الحرارة بفضل الله ومنّه، لم یخر عزمنا، ولم نضعف ولم نجبن أمام الأعداء، نتقدم إلی الأمام بالنور الذي أشعلته لنا بفعالك ومواقفك، النور الذي یخترق الظلام، بالخطة التي رسمتَها لنا، ندخل غمار الحرب التي أشعلتَها ضد الطغاة والغزاة، ونطعمها الجماجم، ونسقیها الدماء. نحن بنو الحرب، بنو التضحیات، بنو الساعات الصعبة والأیام العابسات، بنو المعامع الحمر، نحن فرسان المعارك، نحن تلامیذ أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد، لم ننس درس البطولة الذي تلقیناه في مدرسته، نحن الذین صبروا علی الجوع والعطش، علی التعب والسهر، علی فراق الأهل والأولاد، نحن الذین تجلدوا تجلّداً تزلزلت له أقدام الأعداء، نحن الذین صمدوا صمودا انخلعت له قلوب أهل الصلیب.
أمیر المؤمنین الملا محمد عمر کان رجلا بما تحمله الکلمة من معنی، کان معلّم الرجولة، معلم الفروسیة، معلم الصدق والإیمان، معلم العدل والسیاسة. استطاع الرجل أن یخسر دولة ولم یستطع أن یخسر مسلما، إنها أخوة الإسلام. لقد عقمت النساء أن ینجبن مثله.
هیهات أن یأتي الزمان بمثله *** إن الزمان بمثله لبخیل
عشت عظیما ومت عظیما یا عمر! عشت عالي الرأس وممشوق القامة ومنصوب الهامة حتی لقیت ربك یا بطل! یا بطل الإسلام! یا مجدد الجهاد!
کم یحتاج الإسلام لرجال مثل أمير المؤمنين الملا محمد عمر -رحمه الله- في هذا الزمن الذي قلّ فیه الرجال وکثر فیه المخانیث، رجال لا یبیعون دینهم بأغلی شيء في الدنیا، رجال یخسرون لأجل الحفاظ علی دینهم أغلی وأثمن ما یملکون دونما تردد وتریث، رجال ینظرون إلی کل شيء کوسیلة غیر الدین وما یتصل به، رجال یکسرون الأصنام ولا یبیعونها، رجال یسهل علیهم أن یخسروا أغلی الأشياء لأجل مسلم، رجال یعتبرون الأخوة الإسلامیة فوق أي صلة.
وأخیرا، أیها المجاهدون! یا أیها الأبطال! یا أبناء عمر الثالث! یا أیها الفدائیون! اعلموا أن الظفر لکم، معشر الأحرار، وأن المستقبل لکم وأن العاقبة لکم أنتم المتقین، إنها والله لکم، اعلموا أنها أزفت ساعة المعرکة الفاصلة، فقوموا قومة رجل واحد، وطهّروا بلدکم من رجس الصلیب ونجاسة أهله، وحطّموا صنم الإحتلال للأبد.