مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: مستشفيات أفغانستان تحت رشقات الصواريخ الأمريكية

إن الاحتلال الأمريكي ما جاء إلى أفغانستان إلّا لينغص العيش على أهلها؛ ولذلك يستهدف بين حين لآخر المرافق والمصالح العامة التي توفر للشعب الأفغاني شيئا من الأمن والراحة ويستفيد منها في قضاء حوائجه.

ومنها المرافق الصحية التي تتعرض بين فينة وأخرى للقصف الأمريكي الغاشم، وليت شعري ما هي غاية المحتلين وعملائهم من إطلاق الصواريخ الحارقة على مستشفيات يُعالج فيها المرضى! والله إنها لغاية الجبن والهلع أن تستأسد على شعب مضطهد منكوب، وتقتل المرضى والممرضين بدم بارد.

كلنا يعلم أن أفغانستان تواجه الفقر في الكوادر البشرية في القطاع الصحي، وذلك للمشاكل في المنظومة التعليمية والصحية، وعدم إعداد عدد كاف من الممرضين والممرضات والأطباء، والكثير من العاملين في المجال الطبي هجروا أفغانستان لانعدام الأمن، والذين يخدمون الأفغان في المجال الطبي -غير مبالين بالأوضاع الأمنية- قليل من قليل، وأولئك هم الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم ونزلوا إلى الميدان لخدمة البشر فقط، لا لجمع شيء من حطام الدنيا.

ولو كان هؤلاء الأبطال في دول أخرى لأُكرموا ولمُنحت لهم الجوائز الثمينة مقابل عملهم في ظروف قاسية وأوضاع أمنية متردية، ولكن الاحتلال الأمريكي يجازي إحسانهم بسوء ويقصف مستشفياتهم ويداهم مستوصفاتهم ويقتل المرضى والممرضات والممرضين والأطباء.

وقد استهدف الاحتلال الأمريكي في الآونة الأخيرة المراكز الصحية عدة مرات، وإليكم قائمة ببعض هذه الجرائم والتي راح ضحيتها كثير من الأطباء والممرضين والممرضات والمرضى:

■ قامت القوات الأمريكية المحتلة والعميلة بمداهمة مشفى مهم في منطقة “تنكه دره” بمديرية تشك بولاية ميدان وردك، حيث كان المشفى المذكور يقدم خدمات صحية لعدد كبير من المواطنيين، ونتيجة المداهمة الغاشمة استشهد أربعة أشخاص من بينهم طبيبان، وأسر العدو شخصاً آخراً.

■ في مديرية بكوا بولاية فراه، داهم جنود العدو مستوصف صحي، وهدموا أجزاء كبيرة من المستوصف، وكسروا الأبواب والنوافذ، وأفسدوا الوسائل والتجهيزات الطبية.

■ في مديرية كجكي بولاية هلمند داهموا على مركز (CHC) الصحي، وألحقوا به أضراراً فادحة، وأسروا اثنين من الأطباء.

■ في مركز ولاية هلمند تم قصف سيارة إسعاف تابعة لمستوصف باباجي.

■ في مديرية شلجر بولاية غزني استشهد مدير مستوصف الطوارئ الدكتور/ كل أحمد، وطبيب آخر في قصف من قبل القوات الأمريكية المحتلة.

هذا وقد أصدرت اللجنة الصحية بالإمارة الإسلامية بيانا رسميا نددت فيه بقصف ومداهمة المراكز الصحية والمستشفيات في أفغانستان ومما ورد فيه:

“منذ عدة أيام زادت عمليات القصف والمداهمة من قبل القوات الأمريكية المحتلة وعملاؤهم على المراكز الصحية والمستشفيات في مختلف ولايات البلد، ونتيجة هذا العدوان هدمت عدة مراكز صحية، واستشهد وأصيب عدد كبيرة من خيرة الأطباء والممرضين، وأسر عدد آخر منهم.

واللجنة الصحية بالإمارة الإسلامية تندد بأشد العبارات الهجمات العمدية على المراكز الصحية واتخاذها أهدافها عسكرية، وتعتبر هذا العمل جريمة حرب واعتداء سافر على جميع الضوابط والقوانين الإنسانية.

كما تطالب اللجنة منظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الإنسانية، والمراكز الحقوقية وغيرها من المنظمات الإنسانية بأن تندد بجرائم الأمريكيين واعتداءاتهم على المراكز الصحية في أفغانستان، وأن تحقق في هذا الموضوع بجدية، وأن تمنع وقوع مثل هذه الجرائم في المستقبل.”

إن الجريمة في حق الأطباء والمستشفيات تعد أبشع جريمة على الإطلاق لأنهم هم الذين يسعون لحماية حياة الآخرين، ولازالت أيدي الأمريكيين وعملائهم الظالمة تستهدف المراكز الصحية والمستشفيات، وسنرى في قادم الأيام هل يأخذ العالم ومنظمة الصحة العالمية على أيدي أمريكا ويمنعونها من الظلم أم سيساعدونها بصمتهم المخزي وسكوتهم المستمر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى