مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية-نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين

مع بذل كافة المجهودات العسكرية والسياسية من قبل العدو الصليبي المحتل في سبيل فرض سيطرته العدوانية على الشعب الأفغاني المسلم إلا أنه لم يتمكن من ذلك وشاء الله عزوجل بعونه ونصرته لعباده المخلصين من المجاهدين أن يتمكنوا من إبطال كافة محاولات العدو الإجرامية وبسط سيطرتهم وتنشيط فعالياتهم الجهادية في كافة الولايات الأفغانية.

فبعد هزيمتهم النكراء في عمليات مارجة التي سموها بالعمليات الحاسمة أصبحت الهزائم المتكررة تلاحقهم في كل بقعة من بقاع الأفغانية الجهادية فلذلك اضطروا إلى سحب قواتهم من مراكزهم الحصينة في ولاية كونر وتراجعوا عن تنفيذ العمليات الواسعة في قندهار وتكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات إلى أن تجاوز عدد قتلاهم في الربع الأول من العام الجاري إلى أكثر من 200 قتيل وهذا حسب إحصائياتهم الكاذبة بالإضافة إلى إصابة المئات وإسقاط العشرات من طائراتهم الاستطلاعية والحربية وتدمير الآلاف من معداتهم العسكرية والتموينية.هذا في المجال العسكري وأما في المجال السياسي فلم يكن العدو اقل حظا منه حيث واجهت جميع مخططاته العدوانية الفشل الذريع ولم يحقق أي نجاح فيها.لقد حاول العدو الصليبي انعقاد المؤتمرات العديدة بغرض مطالبة إرسال المزيد من القوات العسكرية من الدول المشاركة في حلف شمال الأطلسي وجلب المساعدات المالية والاقتصادية لتلك القوات في أفغانستان.
كما أعلن العدو عن مشروع انخراط مجاهدي الإمارة في العملية السياسية حسبما يدعون وذالك من خلال توفير الفرص العمل أو توفير إمكانيات اللجوء السياسي لقادتهم خارج البلد وكذالك مشروع مبادرة انضمام وجهاء القبائل لحكومة كرزاي العميلة وانعقاد مجلس الاستشاري لأعيان القبائل في كابول في الشهر الجاري … وكثيرا من هذه الأباطيل التي يعلنها العدو من حين لآخر وذلك بغرض صرف أنظار العالم عن هزائمه المتتالية في أفغانستان.
نعم! لقد جرب العدو كل ما في وسعه للتغلب على المجاهدين وتقليل نشاطاتهم الجهادية في أفغانستان ولكن لم ينفعه سوى المزيد في الاندحار أمام قوة المجاهدين وانتصاراتهم الساحقة على المحتلين والفضل في ذلك كله يرجع أولا إلى نصر الله وعونه للمجاهدين ثم إخلاص المجاهدين مع جهادهم وحسن تصرفهم وتدبيرهم لتيسير أمورهم الجهادية والعسكرية والإصرار على مواصلة مسيرهم الجهادي إلى تحقق أهدافهم الجهادية المباركة .
لقد اثبت جهاد الشعب الأفغاني المسلم وصموده أمام اعتى قوة مستكبرة في الكون انه لا يمكن التغلب على هذا الشعب الأبي ولا يمكن إذلاله بالقوة المادية مهما يكون جبروتها وقوتها ولا يمكن لذلك الشعب الأبي قبول إرادة المحتلين وفرض سيطرتهم عليه مهما كلفهم من التضحيات.
فبعد كل تلك المحاولات الفاشلة للعدو المحتل لم يبق له سوا قبول خيارين أحلاهما مر من الآخر:
الف: الانسحاب العاجل وبدون أي قيد أو شرط من كامل التراب الأفغاني .
باء : استقبال المزيد من جثث القتلى في التوابيت الملفوفة بأعلام المحتلين في حالة استمرار احتلالهم لبلد الفاتحين الأحرار.
ولأجل هذا أصدرت الإمارة الإسلامية بيانا خاصا بمناسبة بدء عمليات “الفتح” ضد القوات الأجنبية يذكر فيها القوات الغازية بإنهاء احتلالها لأفغانستان وإلا سيكون مصيرها مصير المعتدين السابقين قبلها من التتار والانكليز والاتحاد السوفيتي المنهار.
ولقد شاهد العالم بأجمعه مدى صلاحية قيادة الإمارة الإسلامية وتمكنها من سرعة تنفيذ قراراتها العسكرية والإعلامية حيث تزامنت موجة تصعيد العمليات العسكرية من شرق البلاد إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها ضد القوات الأجنبية وعملائها المنهزمون ونذكر على سبيل المثال إسقاط ( 3 ) مروحية عسكرية خلال يومين وتنفيذ العملية الناجحة في قلب العاصمة الأفغانية كابول مما أدت إلى مقتل العشرات من المحتلين غالبيتهم من الأمريكيين.
وهذه العملية هي رسالة واضحة تعبر عن مدى تفوق المجاهدين التكتيكي والعسكري على قدرات قوات الأجنبية العسكرية الحربية والأمنية.
فللعدو المحتل أن يدرك قبل فوات الأوان انه لابد لكم من قبول خيار الانسحاب الفوري من أفغانستان وهذا هو الخيار الأنسب لكم ولإنقاذ حياة ما تبقى من جنودكم المحاصرين في وديان وكهوف أفغانستان الصامدة.
أيها الأعداء المحتلون!
اعلموا جيدا بأننا سنستمر في جهادنا وصمودنا ولا نتنازل عنه قيد أنملة بإذن الله لأننا نؤمن بان قيامنا بواجب الجهاد ضد المعتدين لهي فريضة شرعية فرضها الله علينا في كتابه العزيز بقوله: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }البقرة194
فنحن واثقون بنصر الله وعونه لنا في هذا الجهاد المبارك فإذا انتصرنا عليكم فحينئذ قد حقق الله أمنيتنا بطردكم من بلدنا وإقامة حكم الله فيه وإذا استشهدنا فيه فنكون قد فزنا برضى الله عنا وجنات النعيم.
أما انتم أيها المحتلون فليس لكم في احتلالكم لبلدنا ومحاربتكم لشعبنا سوى الخيبة والهزيمة والعذاب يقول المولى عزوجل :قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ :التوبة52.
ولتعلموا جيدا أن الأحداث الواقعية التي تجري على الساحة الأفغانية لهي مبشرات قطعية تحمل في طياتها انتصار المجاهدين واندحار المحتلين في ارض الجهاد والبطولات وهذا ما بشر به بيان الإمارة الإسلامية الأخير والذي استهل بقول الله عز و جل
{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }الصف13

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى