الافتتاحية: واكتملت عملية إطلاق الأسرى
لا تقتصر جرائم الأمريكيين على قتل الأفغان؛ بل تعدتها إلى إيذائهم وخطفهم واعتقالهم والزج بهم في غياهب السجون. فمنذ أن وطئت أقدامهم النجسة ثرى أفغانستان؛ اعتقلوا آلاف الأفغان بتهمة الإنتماء إلى المجاهدين ومساعدتهم، وأذاقوهم ألوانا من التنكيل وصنوفاً شتى من العذاب.
تلكم التعذيبات والتنكيلات التي تشيب لهولها الولدان، والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، لكن أدعياء حقوق الإنسان لم تشمئز قلوبهم من بشاعة هذه التعذيبات، بل صاروا يستلذون بآهات الأسارى وصرخاتهم.
وأما منظمات حقوق الإنسان فآثرت الصمت المخزي ولم تتحرك ضمائرهم لما يجري خلف القضبان في السجون الأمريكية.
لكن أسرانا البواسل صبروا وصمدوا وثبتوا وواجهوا كل التعذيبات والمعاناة وقاوموا وناضلوا ولم يستسلموا أمام ظلم العدو وتنكيلاته وعدوانه وتعذيباته.
مكثوا سنين طويلة في السجون، فمنهم من قضى نحبه وطارت روحه تحت التعذيب، ومنهم من أصيب بأمراض مزمنة خطيرة.
والإمارة الإسلامية بصفتها ممثلة للمقاومة الجهادية الأفغانية كان من مسؤوليتها أن تسعى جاهدة لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى المضطهدين؛ فوقّعت إتفاقية مع الولايات المتحدة تنص على إطلاق سراح خمسة آلاف أسير للإمارة الإسلامية. وعلى الرغم من أن إدارة كابول العميلة وضعت عقبات في سبيل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى، إلا أنها عجزت أخيرا واكتملت عملية إطلاق الأسرى في غضون ستة أشهر ولله الحمد بموجب إتفاق الدوحة.
من هؤلاء الأسرى من كانوا محكومين بالإعدام، ومنهم من قضى في السجن خمسة عشر سنة، ومنهم من مكث بضع سنين ومنهم أكثر من ذلك ومنهم أقل.
إن خروج خمسة آلاف أسير من سجون الاحتلال وعملائه نصر مؤزر وإنجاز مهم للإمارة الإسلامية؛ لأنهم كانوا مضطهدين ومقهورين ومستضعفين في سجون الاحتلال وعملائهم، ويجب نصرتهم وإخراجهم من السجون.
والحمد لله -بخروجهم من السجون- فرحت كثير من الأسر المنكوبة، وشاركهم المسلمون الفرحة وعقدوا اجتماعات بهذه المناسبة في مختلف الولايات وختموا القرآن الكريم وشكروا الله سبحانه وتعالى وسألوه أن يمنّ على الأسرى المظلومين في مشارق الأرض ومغاربها بالفرج العاجل إنه ولي ذلك والقادر عليه.