الافتتاحية: 17 عامًا من الكفاح الإعلامي..والصمود صامدة صمود الرواسي الشامخات
يطيب لنا في هذا المقام، مع صدور هذا العدد الذي تختم به المجلة سنتها الـ 16، أن نبعث إلى القراء والمحبين والمتفاعلين في جميع أصقاع العالم، الذين هم بمثابة أسرة المجلة الكبيرة المنتشرة في جميع بلدان العالم؛ أن نبعث لهم أجمل التحيات وأفضلها وأصدق الشكر على ما لقيته المجلة في الأعوام المنصرمة من التحريض والتشجيع، وتجاوبهم معها تجاوبًا ملحوظًا، فجزاهم الله عنّا خير الجزاء.
فنحن ألزمنا أنفسنا -منذ الخطوة الأولى التي خطوناها- بأن نبذل وسعنا وجهدنا للسّير بالمجلة قُدُمًا نحو المصداقية، ولهذا عرّفنا المجلة في الصفحة الثانية من غلافها بهذه الشعارات الصادقة:
■ صورة صادقة عن الجهاد الإسلامي في أفغانستان.
■ متابعة لما يدور في الساحة الأفغانية من الأحداث.
■ خطوة جادة نحو إعلام هادف للقضية الأفغانية.
لتكون منبرًا للشفافية وشمسًا ساطعة تذيب جليد أكاذيب الإعلام الصهيوصليبي العالمي، وتكون نبعًا صافيًا معطاء يروي ظمأ القراء في مشارق الأرض ومغاربها حول القضية الأفغانية. وهكذا ثبت الله سبحانه وتعالى أصلها في الأرض الخصبة بالحق، ومدّ فرعها إلى السماء حيث تستلهم الحق، وألقى بظلالها الوارفة على المؤمنين، لتضيء طريقهم وتدحض عنهم شرّ الأكاذيب والترهات، والتخبط والعشوائية.
لم ندّع يوماً في مشوارنا العصمة والكمال، وحسبنا أننا بذلنا جهدًا غير قصير لبلوغ الكمال الممكن في أشدّ الظروف وأقلّ الإمكانيات، لكننا استفدنا من نصائح النّاصحين المخلصين، واقتراحاتهم البنّاءة وملاحظاتهم الطيّبة، ولم نحصر المجلّة لأقلام الأفغان وحسب، بل فتحْنا صدورنا وأوراقنا لكلّ ناصح أمين من أبناء أمتنا المسلمة لنستفيد من تجاربهم وآرائهم وأفكارهم.
فالمجلة كانت تسير على قدمٍ وساق في أوان الغربة والمقاومة، واستمرت في عطائها بعد فتح القرن والانتصار العظيم الذي أسعد الله به بلادنا؛ كل ذلك بتجاوب قرائها وعونهم وتشجيعهم. وهي بإذن الله وعونه ماضية في طريقها بعزمٍ وثباتٍ، لبناء الوطن، وتثقيف جيلٍ إيماني رباني رشيد، يكون أكثر حماسًا وثباتًا على حفظ أهداف الشهداء الذين وضعوا لبنة الدولة المسلمة بجماجمهم وأشلائهم.
لم تدعي المجلة يومًا أنّها أوفتْ على الغاية، ووصلت إلى ما تهدف إليه من تقدّم.. لأنها إنْ رضيت بما وصلت إليه فقد جمدت، والجمود في ميدان البناء الفكري موتٌ بطيء وهي شديدة الحرص على الحياة، حياة الجهاد الإسلامي اللاحب والفكر الإسلامي النيّر، والحضارة الإسلامية الخالدة، فها هي المجلة جاهدتْ وكافحتْ وناضلتْ إعلاميًا بجانب إخواننا في ميادين القتال، فكشفتْ عن جرائم المحتلّين ومساوئ الحضارة الغربية بالدليل والبرهنة التي تدمغ المكابرين المستكبرين وتفضح المزوّرين.
وأخيرًا: نجدّد العهد على حمل الأمانة الغالية التي تركها لنا الشهداء الذين كانوا معنا بداية الطريق وحين أسّسنا المجلة، والاستمرار بها خدمة للجهاد الإسلامي اللاحب والفكر الإسلامي البنّاء، والأجيال المؤمنة، مهما كانت العقبات، وغَلَتْ التضحيات، مستعينين على ذلك بالله عزوجل، فاللهم سدّد خُطانا، وقوّ عزائمنا، واجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم، وتقبّله منّا بالقبول الحسن، آمين يارب.