البطولات الجهادية من مطار قندهار إلى شير بور كابول
يظن العدوّ أن هجمات المجاهدين ستنخفض مع حلول فصل الخريف والشتاء القارص، إلا أنه -بحمد الله- أرهقت العدو الهجمات الأخيرة في مطار قندهار العدوّ، وكذلك عمليات كابول وتقدم المجاهدين في هلمند وشمالي البلاد، وأتعبت أعصابهم، وحطّمت معنوياتهم، فباتوا لا يقدرون على مواجهة المجاهدين، فهم في حالة دفاع منذ بداية العام الحالي، وظروفهم حتى اللحظة تزداد سوءاً بمرور كل يوم.
عملية قندهار النوعية التي دامت 29 ساعة كاملة في مطار قندهار، وكبدت الأعداء خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات حيث قتل وجرح المئات من جنود العملاء والمحتلين؛ كانت عملية نوعية فريدة وعملية منقطعة النظير، عملية لم يتوقع الأعداء وقوعها خاصة في هذه الأيام، ولم يكونوا يحسبون أنهم سيواجهون مثل هذه العملية البطولية وسيجرعون كأس العلقم بأيدي أبطال الأمة ورجالاتها الكبار، وسيجرّون أذيال الخيبة والخسران.
لقد كانت تلك العملية المباركة محط اهتمام الأعداء وكان ذلك واضحاً لاسيما في وسائل الإعلام كـ “بي بي سي” و”إذاعة آزادي” و” قناة طلوع” وغيرها، حيث كانت في تناقض فاحش في الإحصائيات والتقارير. فقد استمرت هذه العملية البطولية زهاء 30 ساعة وكان لها مكتسبات كبيرة، وكان المجاهدون الانغماسيون يقدمون بين الفينة والفينة التقارير عن هذه العملية عبر اللاسلكي، ويردّون ما كان الأعداء يشيعونه عن مقتل المجاهدين في الساعات الأولى من ابتداء المعركة، والرقم الحقيقي عن ضحايا العدوّ هو ما أخبر به المجاهدون الانغماسيون عندما رأوا بأم أعينهم جثث الأعداء في الساحة.
بدأ هذا الهجوم البطولي على المطار بعد 24 ساعة من عملية بطولية أخرى نفذها أبطال الإسلام واستهدفوا مراكز الأعداء في مدينة قندهار، وهي أيضاً كبدت الأعداء خسائر فادحة. فتنفيذ العمليات ليس بالأمر السهل في مدينة تشبه حصناً منيعاً، والخبراء في الأمور العسكرية يفقهون ما نقصد.
ولم يمض يوم كامل على العملية البطولية على مطار قندهار حتى رأينا عملية نوعية أخرى في مدينة كابول من قبل جماعة من الاستشهاديين الأبطال، استهدفوا منطقة استراتيجية محصنة وهي منطقة “شير بور”، واستهدفوا دار ضيافة يبيت فيه الأجانب كانت قريباً من سفارة إسبانيا، فزُلزت الأرض من تحت أقدام الأجانب مرة أخرى، واستُهدف رجال الأمن الأجانب الذين يقدمون آراءهم وينقلون خبراتهم العسكرية إلى عملائهم، ولاغرو بأنهم كانوا يجتمعون هنالك لأمور مهمة، ووفقاً لتقرير “بي بي سي” فإن هذه العملية استمرت زهاء 10 ساعات، وقتل وجرح 17 من جنود المحتلين الأجانب وعملائهم. وبدى من الواضح للجميع دجل الإعلام، فالتكتيم والتعتيم على الحقائق ديدنه، حيث لا ينقل الأخبار الموثوقة بل كثيراً ما يغطي الحقائق ويقلل حجم الخسائر. وقد كان لهذه العملية النوعية عظيم الأثر في زعزعة أركان العدو وزرع الهلع والرعب في قلوب جنوده.
وبعد مرور أسابيع على هذه العمليات البطولية الجارية في البلاد، اضطرت الحكومة العميلة إلى تغييرات أمنية مهمة داخل صفوفها، الأمر الذي أثبت للجميع مدى ضعف هذه الحكومة الائتلافية وتشتتها وتمزقها، ولا أدل على ذلك من استقالة الجنرال نبيل رئيس الاستخبارات من منصبه مؤخراً.
وفي الأخير ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الأبطال الانغماسيين تضحياتهم المباركة التي قدموها في سبيله، ونقدم إليهم أطيب السلام وأحسن التحية، سائلين المولى عزوجل أن أن يجعلهم في فردوسه الأعلى.